محتويات
الوصول إلى الفضاء
شهد القرن العشرين تطوراً علمياً غير مسبوق، ممّا عمل على تسريع وتيرة الأحداث في العالم كله، وبروز العديد من الإنجازات العالمية التي تستحق من الإنسان الوقوف عندها، والتأمّل فيها، ولعلَّ أبرز ما استطاع الإنسان تحقيقه في هذا القرن هو الخروج من كوكب الأرض، بتصنيع المركبات الفضائية المجهَّزة والمُعدَّة لمثل هذه الغاية.
بعد أن استطاع الإنسان القيام بعدد من الرحلات الناجحة، جاء العام 1986م، وحدثت كارثة عظيمة هزّت الأرض، وهي كارثة انفجار مكوك الفضاء تشالنجر الشهير، وفيما يأتي بعض التفاصيل.
انفجار المكوك تشالنجر عام 1986م
يعتبر المكوك تشالنجر أحد أشهر المركبات الفضائية، حيث عرف العالم بالحادث المروِّع الذي تعرَّض له بعد ثوانٍ من إطلاقه، وقد كان المكوك الفضائي تشالنجر المكوك الثاني الذي يتم إطلاقه من قبل وكالة ناسا الأمريكية بعد المكوك كولومبيا، وقد سُمِّي هذا المكوك على اسم المركبة "hms challenger"، إحدى المركبات البحرية البريطانية.
هدف إطلاق تشالنجر
في شهر يناير من العام 1986م، وتحديداً في يوم 28، تمَّ إطلاق المكوك الفضائي تشالنجر وذلك في رحلة فضائية تهدف إلى دراسة المذنب الشهير مذنب هالي، ونظراً لطول المدة التي يغيب فيها هذا المذنب والتي تصل إلى ستة وسبعين عاماً، فقد تمَّ إطلاق هذه الرحلة لهذه الغاية في ذلك الوقت، بعد تأجيلها ثلاث مرات، وقد ضمَّ طاقم المكوك آنذاك سبعة روَّاد فضاء هم: القائد سكوبي، والدكتورة جوديث آي، وجريجوري جارفيس، وإليسون إس، ومايكل سميث طيار الرحلة، والدكتور رونالد إي، وإس كريستا مك أوليف.
انفجار تشالنجر
بعد أن انطلق تشالنجر، وبعد أن ارتفع لمسافة تصل إلى 13كم تقريباً عن سطح الأرض، وبعد مضي 73 ثانية على الانطلاق، حدث الحادث المأساوي، المروِّع، وهو انفجار المكوك، والذي أسفر عن موت الرواد السبعة كلهم، وتحوُّل المكّوك إلى نار ملتهبة، وحديد متساقط، واعتبر حادث انفجار المكوك تشالنجر واحداً من أبشع حوادث الفضاء على الإطلاق.
أسباب انفجار تشالنجر
قام الرئيس الأمريكي آنذاك رونالد ريغان بعد الحادث المأساوي بتكوين لجنة تقصِّي مهمتها دراسة هذا الحادث والتعرف على الأسباب التي أدّت إلى وقوعه، وبعد أن قامت اللجنة بمهمتها تبيَّن حينها أنّ الانفجار جاء نتيجة خطأ كبير في التصميم، حيث انطلقت المركبة على الرغم من التنبيهات الصادرة عن المهندسين، وهذا ما دفع بوكالة ناسا الأمريكية إلى استشارة المهندسين فيما بعد في شأن صلاحية مركباتها الفضائية.
من الجدير ذكره أن المكوك تشالنجر كان قد تكوَّن من مادة لم تكن تستعمل في مجال تصنيع المركبات الفضائية، غير أنّ الخبراء في الوكالة الأمريكية ارتأوا استعمالها، نظراً لأن ذلك سيعمل على تخفيض التكلفة.