محتويات
مرض البوليو
مرض البوليو هو مرض تلوثي يسببه فيروس معوي بشري، وأحد أعضاء عائلة الفيروسات البيكورناوية يسبب عدوى في الأعصاب في الحالات الشديدة، وهو فيروس مُعدٍ وينتقل من شخص إلى آخر، خاصّةً في فئة الأطفال، كما ينتقل عن طريق الفم ويتم إفرازه في البراز، [١] وهو مرض ليس واسع الانتشار، حيث إن نسبة الإصابة به تصل إلى واحد من كل ألف شخص لم يتلقوا التطعيم.
الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة بمرض البوليو هم الأشخاص اللذين لم يتلقوا التطعيم، أو الأشخاص الذين تلقوا التطعيم في الماضي ومن المحتمل أن يكون تطعيمهم قد ضعف، وكذلك الأشخاص أصحاب الجهاز المناعي الضعيف بسبب خلفيتهم الطبية.[٢]
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية فإن إصابةً واحدةً من كل 200 إصابة بشلل الأطفال ستؤدي إلى الشلل الدائم، ومع ذلك بفضل المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال التي انطلقت منذ عام 1988 أصبحت بعض المناطق خاليةً من شلل الأطفال، مثل: الأمريكيتين، وأوروبا، وغرب المحيط الهادئ، وجنوب شرق آسيا.[٢]
طُوِّر لقاح شلل الأطفال في عام 1953 وتمت إتاحته للاستخدام في عام 1957، ومنذ ذلك الحين انخفض معدل حالات الإصابة بشلل الأطفال، لكن لا تزال بعض المناطق تعاني من تفشي العدوى به، مثل: أفغانستان، وباكستان، ونيجيريا.[٢]
أعراض مرض البوليو
عند دخول الفيروس إلى الجسم فإنه يتطور في ثلاث مسارات، وهي كالآتي:
التهاب سنجابية النخاع غير المسبب للشلل
فيه لا تظهر على المصاب أعراض واضحة، أو قد تكون طفيفةً نسبيًّا بالكاد يمكن ملاحظتها، بالتالي يكون من الصعب على الشخص ملاحظة وجود الفيروس، وقد تستمر هذه الأعراض لمدة لا تتجاوز 10 أيام أو أقل، وتشمل ما يأتي:[٣][٢]
- الحمى الخفيفة
- ألم في الحلق واحمرارهِ.
- الشعور بالتعب.
- التقيؤ.
- التهاب السحايا.
التهاب سنجابية النخاع المسبب للشلل
في هذا المسار يكون المرض أقوى لكنه لا يؤدي إلى الشلل إلا في حالات نادرة، وتكون أعراضهُ مشابهةً الى حدٍ ما أعراض التهاب سنجابية النخاع غير المسبب للشلل، لكن بشكلٍ أكثر حدةً وتظهر بعد أسبوع، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:[٢]
- فقدان الانعكاسات؛ أي رد الفعل المنعكس.
- الآم في العنق والظهر والذراعين والقدمين.
- تشنج في العضلات.
- رخاوة الأطراف وتدليها نتيجة فقدان السيطرة عليها.
- الشلل المفاجئ المؤقت أو الدائم.
- الأطراف المشوهة، خاصةً الوركين والكاحلين والقدمين.
من النادر أن يحدث الشلل الدائم، ويصيب فقط 1% من جميع حالات شلل الأطفال، وفي 5-10% من حالات شلل الأطفال يهاجم الفيروس العضلات التي تساعد على التنفس ويسبب الموت.
متلازمة ما بعد الشلل
هو المسار الأكثر خطورةً والأقل انتشارًا، حيث إنهُ يصيب 1% من المصابين بمرض البوليو، ويتضمن هذا النوع إصابة النخاع الشوكي أو الدماغ أو كليهما معًا، وينتهي هذا النوع بحدوث شلل لدى المصاب، تتلخص أعراضهُ في ما يلي:[٢]
- ألم وتشنج حاد في العضلات.
- ضعف العضلات والمفاصل.
- الشعور بالتعب بسرعة.
- ضمور العضلات.
- صعوبة التنفس والبلع.
- توقف التنفس أثناء النوم، أو مشاكل التنفس المرتبطة بالنوم.
- انخفاض القدرة على تحمل درجات الحرارة الباردة.
- بداية ضعف في العضلات التي كانت سليمةً سابقًا.
- الاكتئاب.
- مشاكل التركيز والذاكرة.
تشخيص مرض البوليو
غالباَ ما يشخص المرض بأعراضهِ السريرية، مثل: حدوث تشنج في الرقبة والظهر، وصعوبات البلع، والتقيؤ، وللتأكد من الإصابة يمكن أخذ عينة من البراز أو إفرازات البلعوم أو السائل النخاعي الشوكي وتحليلها، فنتيجة هذه العينات تُظهر إذا كان الشخص حاملًا للفيروس أم لا.[٣]
طرق انتقال مرض البوليو
باعتبار فيروس شلل الأطفال فيروسًا شديد العدوى فإنه ينتقل من خلال الاتصال بالبراز الذي يحتوي على الفيروس، كما يمكن أن ينتقل من خلال العطس والسعال، وتشيع الإصابة به في المناطق التي تفتقر إلى المياه الجارية والمراحيض النظيفة، وفيها مياه الشرب الملوثة بالبراز والملوثة بالفيروس، ويزداد خطر الإصابة بالمرض في الحالات التالية:[٢]
- السفر إلى مناطق شهدت تفشي شلل الأطفال مؤخرًا.
- العيش مع شخص مصاب بشلل الأطفال.
- العمل في مختبر يحتوي على عينات للفيروس.
- إزالة اللوزتين.
- الضغط الشديد أو النشاط الشاق بعد التعرض للفيروس.
علاج مرض البولو
بما أنه لا يوجد علاج لمرض شلل الأطفال فإن التركيز في العلاج ينصب على زيادة راحة المريض وتسريع معدل الشفاء، والوقاية من تطور المضاعفات، وتشتمل هذه العلاجات على ما يلي:
- مسكنات الألم.[٣]
- أجهزة التنفس الاصطناعي المحمولة للمساعدة على التنفس.[٣]
- العلاج الطبيعي والتمارين للوقاية من التشوه وفقدان وظائف العضلات.[٣]
- الأدوية المضادة للتشنج لاسترخاء العضلات.[٢]
- المضادات الحيوية لعلاج التهاب المسالك البولية.[٢]
- الكمادات الدافئة لتخفيف ألم العضلات والتشنجات.[٢]
- العلاج الطبيعي لعلاج مشاكل التنفس.[٢]
- إعادة التأهيل الرئوي لزيادة قدرة الرئة على التحمل.[٢]
طرق الوقاية من مرض البوليو
يعدّ التطعيم السلاح الأساسي للوقاية من المرض، فيكون التطعيم بإعطاء الشخص فيروسات المرض التي تم إبطال تفعيلها، فتصبح غير قادرة على التسبب بالأذى للشخص، لكنها قادرة على تحفيز جهاز المناعة ليقوم بتكوين أجسام مضادة للتعرف على الفيروس ومهاجمتهِ والقضاء عليهِ، ويعطى للشخص ضد مرض البوليو على أربع جرعات، على النحو التالي:[٣]
- الجرعة الأولى في عمر الشهرين.
- الجرعة الثانية في عمر أربعة أشهر.
- الجرعة الثالثة بين عمر 6-18 شهرًا.
- الجرعة الخامسة عند عمر أربع سنوات فما فوق.
رد الفعل التحسسي تجاه لقاح البوليو
يمكن أن يسبب لقاح شلل الأطفال الذي يحتوي على الفيروس الذي تم إضعافه رد الفعل التحسسي لدى بعض الأشخاص، ولأن اللقاح يحتوي أيضًا على كميات قليلة من المضادات الحيوية مثل الستريبتوميسين والبوليميكسين والنيوميسين فيجب أن لا يعطى هذا اللقاح للأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه هذه المضادات الحيوية، وتحدث أعراض رد الفعل التحسسي خلال فترة تتراوح من دقائق إلى ساعات من تلقي اللقاح، وتشتمل هذه الأعراض على ما يلي:[٣]
- صعوبة التنفس.
- التعب.
- بحة في الصوت أو صفير الصدر.
- ازدياد معدل ضربات القلب.
- الطفح الجلدي.
- الدوخة.
مضاعفات مرض البوليو
يمكن أن يسبب التهاب سنجابية النخاع المسبب للشلل ظهور المضاعفات التالية:[٣]
- حدوث إعاقة مؤقتة أو دائمة.
- التشوهات العظمية.
- الوفاة.