ما العلاقة بين المضادات الحيوية والإسهال؟

كتابة:
ما العلاقة بين المضادات الحيوية والإسهال؟

المضادات الحيوية

توصف المضادات الحيوية بكثرة من قِبَل أطباء الاختصاص لعلاج العديد من أنواع العدوى التي تصيب جسم الإنسان نتيجة البكتيريا، مثل: التهاب القصبات الهوائية، والتهاب المسالك البولية، وغيرهما الكثير، إذ تقتل المضادات الحيوية البكتيريا المسببة للعدوى أو المرض أو تمنع نموّها وتكاثرها. ويوجد العديد من الأنواع للمضادات الحيوية، ومن المعروف أنّها كأيّ دواء آخر تسبب بعض الآثار الجانبية، من أشهرها آلام المعدة، والاستفراغ، والغثيان، والإسهال، وغيرها الكثير التي تختلف من نوع إلى آخر ومن شخص إلى آخر.[١]


ما العلاقة بين المضادات الحيوية والإسهال؟

عند الشخص الطبيعي تعيش بعض أنواع البكتيريا النافعة والضارة في الجهاز الهضمي ضمن توازن معين وضمن عدد معين يستطيع الجسم بطبيعته السيطرة عليه، إلا أنّ هذا التوازن يتغير نتيجة استخدام المضادات الحيوية؛ لأنّها تؤدّي إلى قتل جميع البكتيريا في الجسم، بما فيها البكتيريا النافعة داخل الجهاز الهضمي، فيعاني الشخص من الإسهال.

غالبًا ما يكون الإسهال الناتج عن استخدام المضادات الحيوية طفيفًا ومؤقتًا ينتهي عند التوقُّف عن تناول المضاد الحيوي بانتهاء مدّة علاجه، لكن في بعض الأحيان تُؤدي هذه الأدوية إلى قتل عدد كبير من البكتيريا النافعة، مما يعطي الفرصة للبكتيريا الضارة بالتكاثر والنمو دون السيطرة عليها، مؤدّيةً بذلك إلى الإصابة بإسهال شديد، مثل البكتيريا الضارة المِطَثيَّة العسيرة (Clostridium difficile) التي عندما تتكاثر بنسبة كبيرة تفرز مواد سامةً تؤثر في الأمعاء، مُسبِّبةً التهاب الأمعاء والإسهال الشديد.[٢]


ما هي أعراض الإسهال الناجم عن المضادات الحيوية؟

يعاني الشخص المُصاب بالإسهال نتيجة تناول المضادات الحيوية من أعراضه الاعتيادية، كأن تكون طبيعة البراز سائلةً، وتكرار عملية الإخراج، وعادةً ما تكون الأعراض بسيطةً وتبدأ بعد أيام إلى أسبوع من بدء تناول المضاد الحيوي، لكن قد تكون أشدّ، خاصّةً إن كان السبب البكتيريا المِطَثيَّة العسيرة (Clostridium difficile)، إذ يعاني الشخص حينها من الأعراض الآتية بالإضافة إلى الإسهال:[٣]

  • آلام ومغص أسفل البطن.
  • ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم.
  • الغثيان.
  • فقدان الشهية.


ما أسباب الإسهال الناجم عن المضادات الحيوية وعوامل الخطر؟

كما ذُكِرَ سابقًا السبب هو اختلال توازن وجود البكتيريا النافعة والبكتيريا الضارة داخل الجهاز الهضمي نتيجة استخدام المضادات الحيوية، وفي الغالب جميع المضادات الحيوية تسبب الإسهال، لكن أشهرها ما يأتي:[٣]

  • المضادات الحيوية من عائلة السيفالوسبورين (Cephalosporins)، مثل: السفدنير (Cefdnir)، وسيفوبودوكسيم (cefpodoxime).
  • الأدوية من عائلة البنسيليات، مثل: الأموكسسيلين (Amoxicillin)، والأمبيسلين (Ampicillin).
  • كليندامايسين (Clindamycin).[٤]
  • المضادات الحيوية من عائلة الفلوروكينولونات (Fluoroquinolones)، خصوصًا في حالة الإسهال المرتبط ببكتيريا المطثية العسيرية.[٣]

وعمومًا أغلب الأشخاص معرّضون للإصابة بالإسهال عند تناول المضادات الحيوية، لكن قد يكون بعضهم أكثر عرضةً من غيرهم، مثل:[٣]

  • الأشخاص الذين عانوا من الإسهال عند تناول المضادات الحيوية في السابق.
  • تناول المضاد الحيوي مدّةً طويلةً.
  • تناول أكثر من مضاد حيوي في نفس الوقت.


ما هي مضاعفات الإسهال المرافق لتناول المضادات الحيوية؟

من أهم مضاعفات الإسهال فقدان كميات كبيرة من السوائل، مما يؤدّي إلى الجفاف الذي قد يكون خطرًا جدًّا، ومن أعراض الجفاف ما يأتي:[٣]

  • الجفاف الشديد في الفم.
  • العطش الشديد.
  • خروج كميات قليلة من البول، أو عدم خروجه.
  • التعب العام.


متى يجب مراجعة الطبيب؟

كما ذُكِر أعلاه الإسهال المرافق لتناول المضادات الحيوية في أغلب الوقت يكون بسيطًا ولا يستدعي الخوف منه، إلا أنّه توجد أعراض خطرة يجب الاتصال بالطبيب عند المعاناة منها، مثل:[٤]

  • التبرز أكثر من خمس مرات في اليوم.
  • وجود دم في البراز أو مخاط.
  • الحمى.
  • آلام ومغص في البطن.


كيف أحمي نفسي من الإسهال الناجم عن تناول المضادات الحيوية؟

يمكن الحماية من أثر الإسهال المرافق لتناول المضادات الحيوية بعدم تناولها إلا للضرورة القصوى، وإخبار الطبيب قبل وصفها إن كان الشخص عانى من الإسهال عند تناول مضاد حيوي سابقًا،[٣] كما يمكن تناول الألبان مع تناول المضاد الحيوي؛ لأنها تحتوي على البكتيريا النافعة التي قد تساعد في إعادة التوازن داخل الأمعاء وتخفف من أعراض الإسهال، والابتعاد عن الأطعمة التي قد تزيد من الإسهال، مثل: المشروبات الكحولية، والكافيين، والدهون، والحلويات، والأغذية الغنية بالألياف، والطعام الحار، كما يُنصَح بتناول مكملات البكتيريا النافعة (البروبايوتيك Probiotics)، والالتزام بالنظافة الشخصية لمنع انتشار البكتيريا المسببة للإسهال.[٤]


كيف يتم تشخيص الإسهال الناجم عن تناول المضادات الحيوية؟

عادةً يتم التشخيص من قِبَل الطبيب عن طريق سؤال المريض عن التاريخ المرضي والمضاد الحيوي المتناول ووقت تناوله، وإن شك الطبيب بوجود البكتيريا المِطَثيَّة العسيرة قد يطلب أخذ عينة براز للتأكد من وجود تلك البكتيريا من عدمه للعلاج بطريقة صحيحة.[٥]


ما هو العلاج المناسب للإسهال المرافق لتناول المضادات الحيوية؟

عند المعاناة من أعراض الإسهال البسيطة يمكن علاجه بأمور بسيطة دون أدوية، كما يأتي:[٢]

  • شرب كميات كافية من السوائل.
  • عدم تناول الأدوية المضادة للإسهال إلا بعد استشارة الطبيب، فعلى الرغم من فعاليتها في التخفيف منه، إلا أنّها قد تتداخل مع القدرة على التخلُّص من البكتيريا الضارة والسموم من الأمعاء.
  • الابتعاد عن تناول الأطعمة التي قد تزيد من سوء الإسهال.
  • تناول الأطعمة التي تخفف من الإسهال، مثل: الفواكه، والحبوب الكاملة كالأرز، والبطاطا المسلوقة، والبروتينات، والألبان.[٤]
  • شرب كميات كافية من السوائل وتناول المحاليل الخاصة لتعويض نقص الماء والكهارل -كالصوديوم والبوتاسيوم- الناتج عن الإسهال، بالإضافة إلى تناول الأطعمة الغنيّة بالبوتاسيوم.[٤]

وفي حال الإصابة بعدوى البكتيريا المِطَثيَّة العسيرة (Clostridium difficile) يجب إيقاف تناول المضاد الحيوي، والبدء بمضادّ آخر لعلاج البكتيريا المطثية العسيرة، وعادةً يكون العلاج بواحد من الأدوية الآتية:[٤]


المراجع

  1. "Side Effects of Antibiotics: What They Are and How to Manage Them", www.healthline.com,19-4-2019، Retrieved 21-6-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Antibiotic-Associated Diarrhea", www.health.harvard.edu, Retrieved 22-6-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Antibiotic-associated diarrhea", www.mayoclinic.org, Retrieved 22-6-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح "What You Need to Know About Antibiotics and Diarrhea", www.healthline.com, Retrieved 22-6-2020. Edited.
  5. "Antibiotic-associated diarrhea", www.mayoclinic.org, Retrieved 22-6-2020. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×