محتويات
فيتامين د
يحتاج الجسم إلى الفيتامينات للنمو والتطور بصورة طبيعية، ومن الفيتامينات المهمة وسنخصّه بالذكر في هذا المقال فيتامين (د)؛ إذ يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم الضروري لبناء العظام والأسنان، ويمكن أن يؤدي نقصه إلى الإصابة ببعض الأمراض، مثل هشاشة العظام أو الكساح، كما يؤدي فيتامين (د) دورًا مهمًا للأعصاب والعضلات والجهاز المناعي.
يمكن الحصول على فيتامين (د) عن طريق التعرض لأشعة الشمس، أو من خلال النظام الغذائي، أو عن طريق المكملات الغذائية، وتتضمن الأطعمة الغنية به صفار البيض والأسماك والكبد، وقد يحتاج كبار السن والأطفال الرضع وأصحاب البشرة الداكنة والأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية مثل أمراض الكبد والتليف الكيسي ومرض كرون إلى كميات إضافية من فيتامين (د).[١]
ما العلاقة بين فتامين د والسكري؟
يعدّ نقص فيتامين (د) من المشكلات الشائعة والمنتشرة عند معظم الأشخاص، وفي الحقيقة يوجد رابط بين انخفاض مستوياته في الجسم لدى مرضى مقاومة الإنسولين وخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، فتناول المكملات قبل تشخيص مرض السكري أو بعد مدة قصيرة من الإصابة يساعد الجسم على الاحتفاظ بقدرة الخلية على استقبال الإنسولين، وهو الأمر الشائع لدى مرضى السكري من النوع الثاني، كما أنه يساهم في المحافظة على صحة خلايا بيتا في البنكرياس المسوؤلة عن تصنيع الإنسولين.[٢]
ما العلاقة بين فيتامين د والسمنة والسكري؟
قد يقلل فيتامين (د) من مخاطر السمنة بطريقتين، وهما على النحو الآتي:[٣]
- ينظم الشهية عن طريق زيادة مستوى هرمون الليبتين في الدم، وهو أمر ضروري للتحكم بمستوى تخزين الدهون والمساعدة على الشعور بالشبع.
- يمكن أن يقلل من مستوى هرمون جارات الغدة الدرقية في الدم، والذي يمكن على المدى الطويل أن يؤثر في آليات فقدان الوزن
ومن المعروف أن السمنة عامل أساسي من عوامل خطر الإصابة بمرض السكري، فالحفاظ على مستوى فيتامين (د) ضمن المعدّل الطبيعي في الجسم وعلى المدى الطويل يساعد على فقدان الوزن ويقلل خطر الإصابة بالسمنة، بالتالي تقليل خطر الإصابة بمرض السكري، كما أنّ الحفاظ على مستوى هذا الفيتامين بمقدار 80 نانومول/ لتر أو أعلى أمر مهم للحفاظ على توازن الجلوكوز الطبيعي في الجسم وتحسين حساسية الإنسولين.[٣]
وأظهرت الدراسات التي أجريت على من تزيد أعمارهم عن 70 عامًا أن مستوى فيتامين د في الدم الذي يقل عن 50 نانومول/ لتر يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري بمقدار الضعف.[٤]
ما هو تأثير فيتامين د على إفراز الأنسولين؟
يمكن أن يؤثر فيتامين (د) إيجابًا في إفراز الإنسولين، إذ يدخل إلى خلية بيتا ويتفاعل مع عدة أنواع من المستقبلات التي ترتبط مع بعضها بعضًا، وينشط بصورة خاصّة جين هرمون الإنسولين، مما يزيد من القدرة على إفرازه، كما يساعد فيتامين (د) خلايا بيتا في البقاء على قيد الحياة لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري والذين تعمل أجسامهم على تدمير هذه الخلايا، وذلك من خلال التدخل في تأثيرات السيتوكينات التي ينتجها الجهاز المناعي.
يؤدي فيتامين (د) أيضًا دورًا مهمًا في تنظيم استخدام الجسم للكالسيوم، وعلى الرغم من أنّ الكالسيوم يؤدي دورًا صغيرًا في إفراز الإنسولين، إلا أنه ضروري لذلك، والأشخاص الذين لديهم نقص شديد في مستوى فيتامين (د) لديهم ضعف في قدرة الجسم على إدارة مستويات الكالسيوم، وهذا الضغف يؤثر حتمًا في قدرة الجسم على إنتاج الإنسولين.[٢]
ما هو تأثير فيتامين د على مقاومة الأنسولين؟
يمكن أن يؤثر فيتامين (د) في مقاومة الإنسولين من خلال تحفيز المستقبلات التي تؤثر في حساسية الإنسولين عن طريق عملية فسيولوجية معقدة، ويؤدي التفاعل والارتباط مع هذه المستقبلات إلى زيادة عدد مستقبلات الإنسولين الكلية الموجودة في الجسم، مما يحسن من حساسيته وينشط المستقبلات الأخرى التي تساعد في تنظيم عملية التمثيل الغذائي للأحماض الدهنية داخل العضلات ودهون الجسم، وهذا ضروري للمساعدة على تقليل الوزن والدهون المتراكمة داخل الجسم، التي تعد من أهم أسباب الإصابة بمقاومة الإنسولين.
وكما توجد علاقة بين فيتامين (د) والكالسيوم والأهمية في إفراز الإنسولين فإنه أيضًا ضروري لاستجابة كل من العضلات والدهون لهذا الهرمون.[٢]
ما هي جرعات فيتامين د الموصى بها لمرضى السكري؟
تختلف احتياجات الأشخاص إلى فيتامين (د) باختلاف العمر، فيمكن تصنيف الجرعات المناسبة لكل فئة كما يأتي:[٥]
- الرضع: يحتاج الأطفال الرضع إلى 400 وحدة دولية من فيتامين (د)؛ أي ما يعادل 10 ميكروغرام يوميًا، ولأنّ حليب الأم يحتوي على 5-80 وحدةً دوليّةً لكل لتر فمن المهم التأكد من حصول الطفل على قدر كافٍ من أشعة الشمس أو الحصول على ما يكفي من فيتامين (د) عن طريق نظامه الغذائي أو المكملات الغذائية؛ لأنّ نقصه يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمرض الكساح، وفي حالات نادرة قد يسبب تأخّر النمو.
- الأطفال والمراهقون: تبلغ الكمية الموصي بها للأطفال والمراهقين من فيتامين (د) 600 وحدة دولية؛ أي ما يعادل 15 ميكروغرامًا، وقد تساعد المستويات العالية منه على منع تطور مرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال.
- البالغون: يحتاج البالغون أيضًا إلى 600 وحدة دولية يوميًا.
- كبار السن: يحتاج الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 70 عامًا أو أكثر إلى 800 وحدة دولية؛ إذ إنّه مع تقدم العمر تقل قدرة الجسم على امتصاص فيتامين (د) وهضمه؛ لذلك يزداد خطر الإصابة بهشاشة العظام والمشكلات الصحية الأخرى.
- مرضى السكري من النوع الثاني: تبلغ الجرعة الموصي بها في الوضع الطبيعي 400 وحدة دولية في اليوم، لكن بالنسبة لمرضى السكري فإن الجرعة اليومية الآمنة الموصى بها للحفاظ على مستويات فيتامين (د) تبلغ 1000 - 2000 وحدة دولية في اليوم، لكن يجب الرجوع إلى الطبيب لمعرفة الجرعة المناسبة وتجنب أخذ جرعات زائدة.[٢]
المراجع
- ↑ "Vitamin D", medlineplus.gov, Retrieved 2020-08-15. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Why People Living with Type 2 Diabetes Should Be Careful with Vitamin D", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-15. Edited.
- ^ أ ب Dr. Jennifer Logan, MD, MPH, "Vitamin D and Type 2 Diabetes", www.news-medical.net, Retrieved 2020-08-15. Edited.
- ↑ "Vitamin D Status in Relation to Glucose Metabolism and Type 2 Diabetes in Septuagenarians", care.diabetesjournals.org, Retrieved 2020-08-15. Edited.
- ↑ "What Is the Recommended Intake of Vitamin D?", www.everydayhealth.com, Retrieved 2020-08-16. Edited.