ما الفرق بين القضاء والقدر

كتابة:
ما الفرق بين القضاء والقدر

القضاء والقدر

يُعتبر الإيمان بالقدر خيره وشره ركناً من أركان الإيمان، ولا يصحّ إيمان المسلم ما لم يتم الإيمان به، وتعدّدت آراء العلماء حول إيجاد الفرق بين القضاء والقدر؛ فقال بعضهم إنّه لا يوجد فرق بينهما فمعناهما متشابه،[١] أما البعض الآخر فقد قالوا بأنّه يوجد اختلاف بمعنى القضاء ومعنى القدر؛ وقد بينوا أنّ القضاء: هو حكم الله -تعالى- بالأمر عندما يقع، والقدر: هو تقدير الله -تعالى- للأمور في الأزل.[٢]

أما في الاصطلاح الشرعي فالقضاء والقدر: هو تقدير الله -تعالى- للأمور في القِدَم، وكتابته للأمر ومشيئته له وعلمه بوقوعه بأوقات معلومة وبصفات مخصوصة، ووقوعها حسب تقديره -عز وجل-، أما في اللغة: القضاء هو التفصيل، وإحكام الأمر وإتمامه، وتسمية لأمر وقع، والقدر: من التقدير، وتسمية لأمر لم يقع بعد.[٣]

منازل الإيمان بالقضاء والقدر

الإيمان بالقضاء والقدر له منازل أربعة يجب الإيمان بها جميعاً، وسنذكرها فيما يأتي:[٤]

  • منزلة العلم

هو إيمان المسلم بالله -تعالى- وبعلمه المحيط بكل أمر، والذي لا يُغادر صغيرةً ولا كبيرة لا في السموات ولا في الأرض، والإيمان بأن الله -عز وجل- عَلم جميع مخلوقاته قبل أن يخلقهم، ويعلم ما عملوا وسيعملوا، بدليل قوله -تعالى-: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ).[٥]

  • منزلة الكتابة

وهو إيمان المسلم بأن الله -عز وجل- كتب لجميع مخلوقاته مقاديرهم قبل أين يُخلقوا في لوحٍ محفوظٍ، بدليل قوله -عز وجل-: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)،[٦] وبدليل قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قالَ: وَعَرْشُهُ علَى المَاءِ).[٧]

  • منزلة المشيئة والإرادة

وهو إيمان المسلم بأنّ كل الأمور بهذا الكون تجري بمشيئة الله -عزّ وجل-، ولا يخرج شيء عن إرادته -سبحانه وتعالى-، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وذلك بدليل قوله -تعالى-: (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّه).[٨]

  • منزلة الخلق

وهو إيمان المسلم بأنّ الله -تعالى- خالق كل ما في هذا الكون وكل شيء فيه، ومنها أفعال جميع عباده، بدليل قوله -عز وجل-: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُون)،[٩] وقوله -تعالى-: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ).[١٠]

آثار الإيمان بالقضاء والقدر

الإيمان بالقضاء والقدر له الكثير من الآثار الإيجابية التي تنعكس على الفرد والمجتمع، وسنذكر بعضها فيما يأتي:[١١]

  • اليقين بأن الله -تعالى- عالم بكل شيء.
  • الثبات على نهج واحد في السراء والضراء؛ وذلك لعلمه بأن الله -تعالى- قدر وكتب كل شيء.
  • الإخلاص والتوكل على الله -تعالى- في كافة الأمور.
  • تثبيت خلق حسن الظن بالله -تعالى- والرضا بما قدره الله -تعالى-.
  • البعد عن الحسد والحقد والبغض.
  • التحلي بالسكينة والطمأنينة لكل ما يحدث للإنسان من أحداث.

المراجع

  1. حياة بن جبريل، الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة، صفحة 495. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين ، أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 243. بتصرّف.
  3. سعيد هندي، أثر الاستشراق على المنهج العقدي بالهند، صفحة 294. بتصرّف.
  4. "الإيمان بالقضاء والقدر"، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 23/5/2022. بتصرّف.
  5. سورة الحشر، آية:22
  6. سورة الحج، آية:70
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو ، الصفحة أو الرقم:2653، صحيح.
  8. سورة الكهف، آية:23
  9. سورة الصافات، آية:96
  10. سورة الزمر، آية:62
  11. محمد الحمد، مختصر الإيمان بالقضاء والقدر، صفحة 19- 22. بتصرّف.
5097 مشاهدة
للأعلى للسفل
×