الكربوهيدرات
الكربوهيدرات والبروتينات والدهون المصادر الأساسية للطاقة والسعرات الحرارية في جسم الإنسان، وتُسمّى جميعها المغذّيات الكبرى التي يجب أن يتكوّن منها الغذاء اليومي حتى يصبح صحيًا، لكن بشرط ضبط عدد السعرات الحرارية المتناولة خلال اليوم. فبعد تناول الكربوهيدرات تُهضم وتتكسّر إلى سكريات بسيطة داخل المعدة والأمعاء بفعل الإنزيمات، ثم تُمتصّ إلى مجرى الدم فتحفّز خروج هرمون الإنسولين من البنكرياس، والذي بدوره ينقل السكر من الدم إلى داخل الخلايا لإنتاج الطاقة. ويحتوي الطعام على ثلاثة أنواع من الكربوهيدرات؛ هي السكريات والنشويات والألياف، وتُقسّم الكربوهيدرات نوعين أساسيين طبقًا لتركيبها الكيميائي ومدى سرعة هضمها وامتصاصها من الجهاز الهضمي، وهذان النوعان هما الكربوهيدرات البسيطة والكربوهيدرات المركبة[١].
الكربوهيدرات البسيطة
الكربوهيدرات البسيطة كما هو واضح من اسمها مركبات بسيطة التكوين أو صغيرة الحجم تتكوّن من سكر أحادي أو اثنين من السكريات الأحادية متصلين بعضهما ببعض، ويطلق عليها اسم السكريات الثنائية. والجلوكوز من أهم السكريات الأحادية، وهو السكر الذي يستخدمه الجسم والدماغ في تصنيع الطاقة، ومن السكريات الأحادية الفركتوز والجلاكتوز. بينما السكريات الثنائية هي سكر اللاكتوز والسكروز والمالتوز، وتتميز الكربوهيدرات البسيطة بأنّها سهلة الهضم داخل الأمعاء الدقيقة؛ فهي تُهضَم بواسطة الإنزيمات التي تكسّرها لمركبات صغيرة الحجم تستطيع عبور جدران الأمعاء إلى مجرى الدم حتى يستخدمها الجسم في إنتاج الطاقة.
الكثير من الأطعمة تحتوي على الكربوهيدرات البسيطة، وتتميز هذه الأطعمة بأنّها غنية بالفيتامينات والمعادن والألياف ومضادات الأكسدة، وأشهر هذه الأطعمة الفواكه وبعض الخضروات ومنتجات الألبان وبعض الحبوب، كما تضاف هذه السكريات إلى العديد من الأطعمة المصنعة. ومن صفات هذه الكربوهيدرات أنّها تعطي للطعام مذاقًا حلوًا، وترفع مستوى السكر في الدم بسرعة، لذا يوصي الأطباء بعدم الإسراف في تناولها، والالتزام بحد أقصى من الكربوهدرات البسيطة خلال اليوم؛ وهو 70 جرامًا يوميًا للرجال، و50 جرامًا يوميًا بحد أقصى للنساء.[٢][٣]
الكربوهيدرات المركبة
الكربوهيدرات المركبة أو كما تعرف بالسكريات المتعددة مركبات تتكوّن من سلسلة طويلة معقدة من السكريات، حيث ثلاثة أو أكثر مرتبطة بعضها ببعض عبر روابط؛ لذا يستغرق الجسم مدة أطول في هضمها وتكسيرها إلى سكريات بسيطة؛ مما يعني أنّها لا تؤثر سريعًا في مستوى السكر في الدم، ولا تسبب ارتفاعه بسرعة. وتحتوي بعض من هذه الكربوهيدرات على فيتامينات ومعادن وألياف، وهي عدة أنواع أفضلها بالطبع الكربوهيدرات غير المكررة؛ مثل:[٢][٣]
- الحبوب الكاملة؛ كالأرز البني والشوفان والشعير والبرغل والقمح الكامل.
- الكينوا والحنطة السوداء.
- الخضروات النشوية؛ مثل: البطاطا والبطاطا الحلوة والذرة.
- الخضروات غير النشوية بأنواعها.
- البقوليات؛ مثل: العدس والفاصولياء والحمص واللوبياء.
أمّا الكربوهيدرات المركبة المكررة هي الحبوب المذكورة سابقًا، لكن أُجري تعديلها واستخلاص بعض مكوناتها عن طريق إزالة نواة وقشرة الحبة، وهما أهم أجزاء الحبوب، ويحتويان على معظم الألياف والفيتامينات، والجزء المتبقي نشوي للغاية وفقير بالعناصر الغذائية المفيدة. وللأسف تدخل الكربوهيدرات المكررة في تصنيع العديد من الأطعمة التي يتناولها الشخص يوميًا؛ مثل: الكعك والدونات والكيك والمعكرونة والأرز الأبيض وحبوب الإفطار والبسكويت والبرجر والهوت دوج وعجينة البيتزا وخبز السندويتشات وغيرها.[٢][٣]
أيهما أفضل للجسم؟
مما ذُكِرَ سابقًا عن مميزات وصفات كلٍّ من الكربوهيدرات البسيطة والكربوهيدرات المركبة يتّضح أنّ الكربوهيدرات المركبة الأفضل لجسم الإنسان مقارنةً بالكربوهيدرات البسيطة؛ لذا فالحرص على تناولها والإكثار منها ضروريان حتى يصبح الغذاء صحيًا ومتوازنًا، كما أنّها أفضل للصحة العامة ولها فوائد عديدة، فهي تحسّن المزاج وتساعد في خسارة الوزن، وتساعد في ضبط مستوى الكوليسترول في الدم، كما أنّها مصدر غني بالألياف؛ مما يساهم في ضبط مستوى السكر في الدم ويحفز الهضم. وعلى الجانب الآخر فالكربوهيدرات البسيطة تزيد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني نتيجة تأثيرها السريع في مستوى السكر في الدم؛ لذا يجب أن يبدو الشخص حريصًا عند تناول هذا النوع من الكربوهيدرات.[٤]
المراجع
- ↑ "Carbohydrates", heart,2018-4-16، Retrieved 2020-5-16. Edited.
- ^ أ ب ت Debra Manzella (2020-5-11), "The Different Types of Carbohydrates"، verywellhealth, Retrieved 2020-5-16. Edited.
- ^ أ ب ت "Simple vs Complex Carbs", diabetes,2019-1-15، Retrieved 2020-5-16. Edited.
- ↑ "Simple Vs Complex Carbs: Which One Is Better For Quick Weight Loss?", ndtv,2019-4-11، Retrieved 2020-5-16. Edited.