أهل الكتاب
أهل الكتاب اسمٌ يُطلَقُ على فئةٍ من النّاس وهم النصارى واليهود، وسُمّوا بأهل الكتاب؛ لأنّ الله -تعالى- أنزل عليهم كتابَيْن؛ فأنزل على موسى؛ أيّ بني إسرائيل كتاب التوراة، وأنزل على عيسى؛ أيّ النصارى الإنجيل، وأهمّ ما يتّصف به أهلُ الكتاب أنّهم يشتركون مع الكفّار والمشركين بالشرك بالله ووحدانيته؛ فمنهم مَن يعبد الأوثان، ومنهم من يعبد النجوم وغير ذلك، ولكنّ تلقّيهم للتوراة وللإنجيل عن الأنبياء جعلَ لهم أحكامًا خاصّة، مثل حلّ ذبائحهم للمسلمين التي ذبحوها بما شرّع الله، كما أُحلت نساؤهم المحصناتُ للمسلمين، وغيرها من الأحكام، وتلك الأشياء تجمع اليهود والنصارى، وسبين المقال الفرق بين اليهود والنصارى.[١]
ما الفرق بين اليهود والنصارى
يشترك النصارى واليهود بمسمىً واحدٍ وهو أهل الكتاب، ولكن هناك بعض الفوارق بينهما، من حيث الاعتقاد؛ فلكلّ منهما عقيدةٌ خاصّةٌ به، ولذلك سيبين المقال الفرق بين اليهود والنصارى، وفيما يأتي بيان أبرز معتقدات اليهود وضلالاتهم:[٢]
- من أبرز المعتقدات وأشنعها اعتقادهم بأنّ لله ولدًا، وقد ورد ذكر ذلك في قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}.[٣]
- تحريفهم لكتاب التوارة الذي أنزله الله تعالى، وقد وعدهم الله بالعذاب الأليم في قوله: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ}.[٤]
- كما كانت لهم افتراءاتٌ كثيرةٌ على أنبياء الله، فمن أمثلة افتراءاتهم؛ افتراؤهم على نبيّ الله يعقوب واتّهامهم إياهُ بالسرقة، كما نسبوا إلى داود الزنا، وقد لعنهم الله في قوله: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُون}.[٥]
أمّا بالنسبة للنصارى، فكانت رسالتهم موجّهةً إلى نبيّ الله عيسى، وجاءت متممّةً لرسالة موسى، ولكن فيما بعد خالطها الكثيرُ من التّحريف، فزاحت عن أصولها، فكانت لهم معتقداتهم الخاصّة أيضًا، ومن أبرزها:[٦]
- بعد التحريفات الكثيرة في الإنجيل، استقرّت معتقداتهم من ناحية الإله على وجود إلهٍ كبيرٍ صانعٍ لا خالق، وأنّ ابنه هو السيّد المسيح، ومنهم منَ قال أنّ المسيح هو اللهُ نفسه، وجاء بيان بطلان أقوالهم في قوله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}،[٧] ويشركون مع الإله والسيد المسيح روح القدس، ويُعدّونه روح الإله.
- كما يعتقد النصارى بأنّ المسيح قد صُلب؛ فداءً عن البشرية، وبعد صلبه ودفنه صعدَ إلى السماء، وأكّد الله -تعالى- بطلان تلك الأقاويل، فقال في كتابه الكريم: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا* بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}.[٨]
- أمّا مسألة الحساب في الآخرة فإنهم يظنون بأنّ عيسى سيجلس إلى جانب ربّ العالمين، ويعينه على محاسبة النّاس؛ كونه من جنس البشر، وبذلك يكون قد عرض المقال بعض النقاط التّي تبين ما الفرق بين اليهود والنصارى.
كيفية التعامل مع اليهود والنصارى
بعد تبيين الفرق بين اليهود والنصارى، ثمّة جانبٌ لا بدّ من الوقوف عنده؛ وهو معرفة الضوابط والأحكام التي تبين كيفية التعامل مع النصارى واليهود في ظلّ الاختلاط ضمن المجتمع الواحد، وفيما يأتي سيبين المقال أبرز تلك الضوابط:[٩]
- اختلفت الآراء حول ذلك، فبعض العلماء منعَ البدء بالسلام، وبعضهم رأى أنّه من الأفضل عدم بدء السلام إن لم يكن هناك حاجةٌ من ورائه، أو لدفع أذى.
- أمّا ردّ السلام فواجبٌ؛ وذلك لقوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا}.[١٠]
- أما بالنسبة لأعيادهم فلا يجوز تهنئتهم بها؛ لأنّها تدل على معتقداتهم وأفكارهم، والتهنئةُ بها تدلّ على التصديق بتلك المعتقدات.
المراجع
- ↑ "أهل الكتاب وحكمهم"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 18-02-2020. بتصرّف.
- ↑ "من ضلالات اليهود في العقيدة"، islamqa.info/ar، اطّلع عليه بتاريخ 18-02-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية: 30.
- ↑ سورة البقرة، آية: 79.
- ↑ سورة المائدة، آية: 78.
- ↑ "النصرانية"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-02-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية: 72.
- ↑ سورة النساء، آية: 157-158.
- ↑ "ضوابط شرعية في التعامل مع أهل الكتاب"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-02-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية: 86.