محتويات
الحُبسة
الحُبسة (Aphasia) اضطراب لغوي يؤثر في إنتاج الكلام أو فهمه، والقدرة على القراءة أو الكتابة، ويبدو شديدًا للغاية بشكل يجعل التواصل مع المصاب شبه مستحيل أو طفيفًا للغاية، وربما تؤثر الحُبسة بشكل رئيس في جانب واحد من استخدام اللغة؛ مثل: القدرة على استرداد أسماء الأشياء، أو القدرة على تجميع الكلمات معًا في جمل، أو القدرة على القراءة. لكنّ الحُبسة الأكثر شيوعًا تؤثر في عدة جوانب من التواصل واستخدام اللغة، بينما تبقى بعض الجوانب سليمة ومتاحة، الأمر الذي يدعم القدرة على تبادل المعلومات المحدودة.[١]
أنواع الحُبسة
كل نوع من الحبسة يسبب ضعفًا يتراوح من طفيف إلى شديد، بحيث المصاب بحُبسة طفيفة يصبح قادرًا على التحدث، لكن لديه صعوبة في العثور على الكلمة الصحيحة أو فهم المحادثات المعقدة، أمّا الحبسة الشديدة تحدّ من قدرة الشخص المصاب على التواصل، وتشمل أنواع الحُبسة الشائعة ما يأتي:[٢]
- الحبسة التعبيرية: الشخص المصاب بها يعرف ما يريد أن يقوله، لكنّه يعاني من صعوبة في إيصاله إلى الآخرين سواء بالكتابة أو الحديث.
- الحُبسة الاستقبالية: المصاب بها يستطيع أن يسمع الأصوات أو يقرأ الكتابات، لكنّه لا يفهم معنى الرسالة المراد إيصالها؛ لذا يعاني الشخص المصاب بهذا النوع من الحبسة من فهم اللغة حرفيًا، الأمر الذي يؤثر أيضًا في حديث المصاب.
- حبسة التسمية: يعاني الشخص من صعوبات في العثور على الكلمات المناسبة أثناء الحديث أو الكتابة.
- الحبسة الشاملة: هذا النوع أشد أنواع الحُبسة، وغالبًا ما يُشاهَد بعد إصابة شخص بـسكتة دماغية مباشرةً، بحيث الشخص المصاب يجد صعوبة في التحدث وفهم الكلمات، بالإضافة إلى فقد القدرة على القراءة أو الكتابة.
- الحبسة التقدمية الأولية: اضطراب نادر يفقد فيه الشخص ببطء قدرته على التحدث، والقراءة، والكتابة، وفهم ما يسمعه في المحادثة على مدار مدة زمنية، ولا يوجد علاج لعكس الحبسة التقدمية الأولية، والجدير بالذكر أنّ الأشخاص الذين يعانون من الحبسة التقدمية الأولية قادرون على التواصل بطرق أخرى غير الكلام؛ مثل: استخدام الإيماءات. كما قد يستفيدون من بعض العلاجات الدوائية وعلاجات النطق المتزامنة.
أعراض الحُبسة
الشخص المصاب بالحُبسة تظهر عليه الأعراض الآتية:[٣]
- التحدث في جمل قصيرة أو غير مكتملة.
- التحدث في جمل لا معنى لها.
- استبدل كلمة بكلمة أو صوت بصوت.
- النطق بكلمات لا يُتعرّف إليها.
- عدم فهم محادثة الآخرين.
- كتابة جمل لا معنى لها.
أسباب الحُبسة
السبب الأكثر شيوعًا للحبسة تلف الدماغ الناتج من الإصابة بالسكتة الدماغية، التي تصدر عن انسداد أو تمزق في الأوعية الدموية في الدماغ، إذ قد يؤدي فقدان التروية الدموية إلى الدماغ موت خلايا الدماغ أو تلفها في المناطق التي تتحكم باللغة، كما انَّ تلف الدماغ الناجم عن إصابة مباشرة في الرأس، أو ورم، أو عدوى، أو عملية تنكسية يسبب الحُبسة أيضًا، وفي هذه الحالات تحدث الحُبسة عادةً بالتزامن مع اضطرابات معرفية أخرى؛ مثل: مشكلات الذاكرة أو الارتباك.
الحُبسة التقدمية الأولية هي تلك التي تصف الاضطراب الذي يتطوّر فيه المرض تدريجيًا، كما تبيّن سابقًا، وهذا يعزى إلى التلف التدريجي لخلايا الدماغ الموجودة في المناطقة المسؤولة عن التحكُّم باللغة، وفي بعض الأحيان يتطور هذا النوع من الحُبسة إلى الخرف.
في بعض الأحيان تحدث نوبات حبسة مؤقتة بسبب الصداع النصفي، أو نوبات الصرع، أو نوبة نقص التروية العابر (TIA) -يُشار إليها أحيانًا باسم جلطة دماغية مؤقتة-، والتي تحدث هذه عند إيقاف تدفق الدم مؤقتًا إلى منطقة من الدماغ، لكن يجب التنويه إلى أنَّ الأشخاص الذين يعانون من نقص التروية العابر في خطر متزايد للإصابة بالسكتة الدماغية في المستقبل القريب.[٣]
تشخيص الحُبسة
لتشخيص الحُبسة يطلب الطبيب اختبارات التصوير؛ مثل: التصوير بـالرنين المغناطيسي (MRI)، والتصوير المقطعي المحوسب (CT)، وتحدّد هذه الاختبارات سبب تلف الدماغ ومناطقه، وقد يُنفّذ الطبيب أيضًا اختبار المهارات اللغوية الأساسية، الذي يُطلب فيه من الشخص إجراء محادثة، وتسمية الأشياء، والإجابة عن الأسئلة، واتباع التعليمات، وإذا اشتبه الطبيب العام في إصابة الشخص بالحُبسة سيُحال إلى اختصاصي أمراض النطق واللغة لإجراء فحص شامل.
سيُجري اختصاصي علم أمراض النطق واللغة اختبارات لتقييم القدرات؛ مثل: تقييم القواعد، والقدرة على تكوين الأصوات والحروف، وفهم الكلمات والجمل، ومعرفة الأشياء، وقد تتضمن الاختبارات وصف للصور، بالإضافة إلى استخدام كلمات مفردة لتسمية الكائنات والصور، ومطابقة الكلمات المنطوقة بالصور، والإجابة على أسئلة نعم ولا، واتباع التوجيهات والاختبارات الأخرى.[٤]
علاج الحُبسة
يهدف علاج الحُبسة إلى تحسين قدرات اللغة والتواصل، وتطوير طرق اتصال أخرى حسب الحاجة، وتتضمن علاجات إعادة التأهيل مع أخصائي أمراض النطق واللغة تمارين القراءة والكتابة والاستماع، وتمارين تكرار الكلمات، وتعلم مهارات اللغة التعبيرية؛ مثل: استخدام تعابير الوجه والإيماءات للتواصل، واتباع تمارين التوجيه، وغيرها العديد من التمارين.
إذا لم تنجح الطرق التقليدية لتعلم التواصل يُعلَّم المرضى طرقًا أخرى للتواصل؛ مثل: الإشارة إلى البطاقات بالكلمات أو الصور أو الرسومات، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية المصاحبة للتطبيقات تعين الأشخاص المصابين بالحُبسة على التواصل، إذ توجد أجهزة أو تطبيقات تساعد في إنشاء جُمل أو توليد الكلام، ويُستشار اختصاصي علم أمراض النطق واللغة الخاص بالشخص في التوصيات بالتقنيات المساعدة للحُبسة التي لعلّها تبدو الأفضل له.[٤]
المراجع
- ↑ "Aphasia Definitions", aphasia, Retrieved 4-5-2020. Edited.
- ↑ " An Overview of Aphasia", webmd, Retrieved 4-5-2020. Edited.
- ^ أ ب "Aphasia", mayoclinic, Retrieved 4-5-2020. Edited.
- ^ أ ب " Aphasia: Diagnosis and Tests", clevelandclinic, Retrieved 4-5-2020. Edited.