ما المقصود بالعسكران

كتابة:
ما المقصود بالعسكران


المقصود بالعسكرين في اللغة

العسكران؛ هو اسم مُثنى مفرده عسكر، والعسكر في اللغة هو الجيش، وهو الكثير من كل شيء، يُقال: عسكر من رجال، وخيل، وكلاب، وعسكرَ بالمكان: أيّ تجمّع به وأقام، وعسكر اللّيل: أيّ اشتدّت ظلمته، وعسكرت الشيء: أيّ جمعته فهو مُعسكَر، ومنه معسكَر القوم على صيغة المفعول لموضع اجتماع العسكر، والمعسكِر بكسر الكاف على صيغة اسم الفاعل لجامع العسكر، والمعسكَر أيضًا هو مكان الإقامة.[١]


على ماذا يطلق لقب العسكران

يُطلق لقب "العسكران" على عَرفة ومِنى، وهُما من أبرز شعائر الحج، ويُعدّ مصطلح "العسكران" من الثنائيات في اللّغة التي تُطلق على بعض الأسماء التي تشترك في الصفات والدلالة، مثل: الأزهرين؛ وتعني الشمس والقمر، والأسودين؛ وتعني التمر والماء، والرابط هُنا بين عَرفة ومِنى هو التجمهر والتجمع.[٢]


سبب تسمية عرفة ومنى بالعسكرين

يرجع السبب في تسمية عَرفة ومِنى بهذا الاسم؛ لأنّهما موضعان لتجمّع الناس واحتشادهم، إذ إنّ حجاج بيت الله يتجمّعون على جبل عَرفة في التاسع من شهر ذي الحجة من كل عام ويتعسكرون بالمكان؛ أيّ يُقيمون به، فيبدؤون بالتلبية والدعاء والاستغفار والتضرع إلى الله، وقد يكون احتشاد الأدعية والتلبية سببًا لتسمية عرفة بالعسكر.[٣]


أمّا سبب تسمية مِنى بالعسكر؛ فهذا يعود إلى توافد الحجاج إلى مِنى لقضاء يوم التروية مع مبيت، اتباعًا لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل الذهاب للوقوف على جبل عرفة،[٤] وربما دلّت كلمة العسكر هُنا على اشتداد الليل وإحاطة ظلمته بحجاج بيت الله.[٣]


جدير بالذكر أنّ رمي الجمرات يكون أيضًا بمِنى، وهذه دلالة أخرى للتجمع والتجمهر؛ حيث إنّ هذه الشعيرة تتطلب تجمهرًا كبيرًا للحجاج لتأديتها في أيام التشريق الثلاث، ومن بعد الانتهاء من رمي الجمرات يقوم الحجاج بنحر الهدي،[٤] ولربما كان احتشاد الدماء عند النحر في منى سببًا من الأسباب التي دعت لتسميته بالعسكر.[٣]


كل ما سلف ذكره من الأمور التي تتعلق بعرفة ومِنى ابتداءً من توافد حجاج بيت الله إلى مِنى يوم التروية والمبيت فيها، ثمّ الوقوف بعرفة، والتلبية والدعاء والاستغفار والانسلاخ من الذنوب بالتوبة، وصولًا إلى أيام التشريق لثلاث وما بها من رمي للجمرات وذبح للهدي، فكله يصبّ في معنى التجمع والاحتشاد، وهو المعنى الذي تنطوي عليه كلمة عسكر في كلّ ما تحمله من دلالات ومعانٍ.[٥]

المراجع

  1. ابن منظور، لسان العرب، صفحة 2945. بتصرّف.
  2. مرتضى، تاج العروس، صفحة 39. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت الفيومي، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، صفحة 408. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ناصر الدين الألباني، كتاب مناسك الحج والعمرة، صفحة 37-39. بتصرّف.
  5. ناصر الدين الألباني، كتاب مناسك الحج والعمرة، صفحة 28-39. بتصرّف.
4717 مشاهدة
للأعلى للسفل
×