ما المقصود بالمعالجة بالتصليب؟

ما المقصود بالمعالجة بالتصليب؟

المعالجة بالتصليب (Sclerotherapy) هي إجراء طبي يُستخدم لعلاج دوالي الأوردة والأوردة العنكبوتية، وهي إجراء مُثبَت استخدم منذ ثلاثينيات القرن العشرين، ويتضمن العلاج بالتصليب حقن محلول ملحي خاص مباشرةً في الوريد، يهيج هذا المحلول بطانة الأوعية الدموية، مما يجعلها تلتصق ببعضها، ومع مرور الوقت تتشكل الأنسجة الندبية في المكان وتختفي الدوالي،^[١] وعادةً ما تتلاشى أوردة الدوالي في غضون أسابيع قليلة، ولكن قد يستغرق الأمر مدّة شهر أو أكثر لرؤية النتائج الكاملة في بعض الحالات، كما قد توجد حاجة إلى تكرار العلاج في بعض الأحيان.^[٢]

ما هي أسباب استخدام المعالجة بالتصليب؟

غالبًا ما تُستخدم المعالجة بالتصليب لعلاج الدوالي كما ذُكرَ سابقًا، وتُعرف أيضًا بالقصور الوريدي المزمن، الذي يحدث عندما تتورم الأوردة وتنتفخ، ويحدث عادةً في منطقة الساقين، ويرجع ذلك إلى حدوث ضعف في جدران الوريد، وهذا بدوره يضعف صمامات الوريد؛ أي الصمامات المسؤولة عن منع ارتجاع الدم وسيره باتجاه واحد نحو القلب، ونتيجةً لذلك يتجمع الدم في الأوردة، مما يجعلها تنتفخ وتتورم، وقد تسبب دوالي الألم وبعض المشكلات الجلدية مثل الطفح الجلدي، ويمكن أن يساعد العلاج بالتصليب في علاجها من خلال تقليص الأوردة، مما يقلل الشعور بالألم ووضوحه، وفي الحقيقة يُستخدَم العلاج بالتصليب أحيانًا لعلاج اضطرابات أخرى، مثل:^[٣]

• تشوه الأوعية الليمفاوية: هي الأوعية التي تحمل السائل الليمفاوي الذي يساعد جهاز المناعة على مكافحة العدوى.
• البواسير: يمكن استخدام المعالجة بالتصليب لعلاج البواسير، وذلك في حال فشل العلاجات الأخرى، وتحدث البواسير عندما تنتفخ الأوعية الدموية المحيطة بالمستقيم وتتهيّج، وهذا يسبب الألم ويجعل عملية الإخراج مؤلمةً.
• القيلة المائية (Hydroceles): يُشار إليها أيضًا باسم الأدْرة، وهي تراكم غير صحي للسوائل في تجاويف الجسم، وهي حالة شائعة الحدوث في الخصيتين.

ماذا تتضمن تجهيزات المعالجة بالتصليب؟

قبل إجراء المعالجة بالتصليب سيُجري الطبيب للشخص المصاب مجموعة من الفحوصات ويجمع بعض المعلومات، وهذا يتضمن ما يأتي:^[٢]

• الفحص البدني: إذ يفحص الطبيب الأوردة المتأثرة، ويكشف عن الإصابة بأي اضطرابات كامنة في الأوعية الدموية.
• التاريخ الطبي: إذ يجمع الطبيب مجموعةً من المعلومات من المصاب، مثل:
  • الأمراض والاضطرابات الصحية التي يعاني منها، مثل: المشكلات الطبية في القلب، أو وجود تاريخ سابق متعلق بجلطات الدم.
  • الأدوية والمكملات الغذائية التي يتناولها المصاب، خاصةً الأسبرين، والأيبوبروفين، والنابروكسين، ومميعات الدم، ومكملات الحديد، والمكملات العشبية.
  • الحساسية التي يعاني منها المُصاب إن وُجِدَت.
  • العلاجات السابقة المستخدمة لعلاج الدوالي ومدى نجاحها.
• الموجات فوق الصوتية: فقد يطلب الطبيب إجراء التصوير بالموجات الصوتية للأوردة في الساقين؛ وذلك لإظهار صور للهياكل داخل الجسم.

وقبل إجراء العلاج يجب على المصاب الامتناع عن الحلاقة أو وضع أي غسول على الساقين، والاستمرار بذلك حتى اكتمال تعافي موضع الحقن بعد العلاج، كما يجب التوقف عن تناول الأسبرين أو الأيبوبروفين أو نبروكسين الصوديوم أو مميعات الدم وفقًا لإرشادات الطبيب؛ لتقليل فرص النزيف، بالإضافة إلى أنّه يجب ارتداء ملابس مريحة وفضفاضة في يوم العلاج.^[٢]

ما إجراءات المعالجة بالتصليب؟

تُجرى المعالجة بالتصليب في عيادة الطبيب، ولا توجد حاجة إلى الخضوع للتخدير، وعادةً ما تستغرق أقل من ساعة، ويُطلب من المصاب الاستلقاء على ظهره ورفع ساقه قليلًا، وتُطهَّر المنطقة باستخدام الكحول، ثم يستخدم الطبيب إبرةً رفيعةً لإدخال محلول ببطء في الوريد المطلوب، وهو محلول سائل عادةً يؤدّي إلى تهيج بطانة الوريد، وهذا يتسبب بتورمها ومنع تدفق الدم فيها، ومن الممكن أن تحتوي بعض أنواع المحاليل على مخدر موضعي كالليدوكايين (lidocaine).

وفي نهاية الأمر يتحول الوريد المحقون إلى أنسجة ندبية ويختفي، وفي بعض الحالات يمكن استخدام محلول على شكل رغوة، خاصةً عندما يكون حجم الوريد أكبر؛ إذ تغطي الرغوة مساحةً أكبر من السائل، وقد يعاني بعض الأشخاص من تشنجات أو لسعات عند إدخال الإبرة إلى الوريد، وفي حال كان الألم شديدًا يجب إبلاغ الطبيب؛ فقد يكون دلالةً على تسرب المحلول إلى الأنسجة المحيطة.

بمجرد سحب الإبرة من الوريد يضغط الطبيب على المنطقة ويدلكها ليمنع الدم من الدخول إلى الوريد المحقون وليتحرك المحلول، كما يمكن وضع ضمادة ضاغطة على المكان عند الانتقال إلى الوريد التالي، ويختلف عدد الإبر المستخدمة في العلاج اعتمادًا على عدد الأوردة المُراد علاجها وحجمها.^[٢]

ما هي الآثار الجانبية للمعالجة بالتصليب؟

قد يعاني المصاب من ألم وتشنجات خفيفة أو شعور حارق في مكان الحقن خلال المعالجة بالتصليب، وقد يكون هذا الإجراء مؤلمًا، خاصةً في حال تسرب المحلول إلى الأنسجة المحيطة، وتتضمن الآثار الجانبية الشائعة ظهور الكدمات، والشعور باللسع، والتورم، وتغيُّر لون الجلد، والشعور بعدم الارتياح، وتهدأ هذه الآثار عادةً في غضون أيام قليلة، أمّا الآثار الجانبية الأكثر خطورةً فتتضمن ما يأتي:^[٤]

• حدوث رد فعل تحسسي للمحلول المستخدم.
• تقرح الجلد حول مكان الحقن.
• تكوُّن جلطة دموية في الأوردة المعالجة.
• حدوث التهاب خفيف يسبب إزعاجًا حول مكان الحقن.

قد تظهر خطوط أو بقع بنية مكان العلاج، وعادةً ما تختفي خلال 3-6 أشهر، إلا أنَّها في بعض الحالات قد تكون دائمةً.^[٤]

نصائح للتعافي بعد المعالجة بالتصليب

إن المعالجة بالتصليب لا ترتبط بوقت يتعطل فيه الشخص عن أداء وظائفه، وحتى إن حدث ذلك يكون قليلًا، وعادةً ما يتمكن المصاب من العودة إلى ممارسة الأنشطة اليومية على الفور، وعمومًا توجد بعض النصائح التي تساعد على التعافي بعد المعالجة بالتصليب، منها ما يأتي:^[٤]

• خلال 24 ساعة الأولى بعد العلاج يُنصح بارتداء الجوارب العادية أو الجوارب الضاغطة وإزالتها عند الاستحمام فقط، وبعد اليوم الأول يمكن ارتداء الجوارب أثناء النهار وإزالتها في الليل خلال النوم.
• استخدام مسكنات الألم التي تحتوي على الباراسيتامول، ويجب عدم استخدام الأدوية المضادة للالتهابات مثل الأسبرين والإيبوبروفين؛ إذ يمكن أن تؤثر في عملية تخثر الدم.
• تجنب أشعة الشمس والحمامات الساخنة وغرف الساونا وحمامات السباحة والشواطئ خلال اليومين الأولين بعد إجراء العلاج.
• الحفاظ على النشاط والحركة قدر الإمكان؛ وذلك لتجنب حدوث تجلطات الدم، ومع ذلك يجب تجنب ممارسة بعض التمارين الهوائية مثل الجري ورفع الأثقال لبضعة أيام بعد العلاج.
• في بعض الحالات يجب تجنب السفر جوًا لعدة أيام.

المراجع

1. ↑ Debra Jaliman, MD (27-8-2019), "Sclerotherapy for Varicose and Spider Veins"، webmd, Retrieved 7-5-2020. Edited.
2. ^ ^{أ ب ت ث} Mayo Clinic Staff (15-1-2019), "Sclerotherapy"، mayoclinic, Retrieved 7-5-2020. Edited.
3. ↑ Zawn Villines (8-12-2017), "What is sclerotherapy?"، medicalnewstoday, Retrieved 7-5-2020. Edited.
4. ^ ^{أ ب ت} Lucie Wisco (4-12-2018), "Sclerotherapy for Varicose and Spider Veins"، healthline, Retrieved 7-5-2020. Edited.