ما المقصود بداء الفقار العنقي؟

كتابة:
ما المقصود بداء الفقار العنقي؟

ما المقصود بداء الفقار العنقي؟

يُقسّم العمود الفقري عدة أقسام اعتمادًا على موقعه، ويتكوّن العمود الفقري العنقي من الفقرات السبعة الصغيرة التي تشكّل العنق، وتتصل هذه الفقرات من الأعلى بقاعدة الجمجمة، ويسبب داء الفقار العنقي أو ما يُسمّى بـالتهاب المفاصل العنقي التنكسي تدهور الفقرات العنقية، بالإضافة إلى الأقراص، والأربطة المكونة لها. وفي هذا المقال حديث عن داء الفقار العنقي من حيث أعراض المرض وأسبابه وطرق علاجه والتعامل معه.[١]


ما أعراض داء الفقار العنقي؟

يسبب داء الفقار العنقي ظهور بعض الأعراض، وتميل هذه الأعراض إلى التراجع مع الراحة، وتبدو أكثر شدة في الساعات الأولى من النهار، ومرة أخرى في نهاية اليوم، وتتضمن هذه الأعراض ما يأتي:[٢]

  • ألم الرقبة وتصلّبه.
  • صداع ينشأ نتيجة ألم الرقبة.
  • ألم في الكتف أو الذراعين.
  • محدودية حركة الرقبة، إذ يقلل ذلك من حركة الرأس، ويتداخل مع القدرة على القيادة.
  • سماع صوت طحن أو الإحساس به عند تحريك الرقبة.

تجب على الشخص المصاب بداء الفقار العنق مراجعة الطبيب إذا عانى من خدر أو ضعف مفاجئ أو فقد السيطرة على المثانة أو الأمعاء، إذ تبدو هذه الأعراض إشارة إلى حالة مَرَضيّة طارئة.[٣]


ما أسباب الإصابة بداء الفقار العنقي؟

يحدث داء الفقار العنقي نتيجة تلف العظام والغضاريف الواقية للرقبة، وتتضمن أسباب حدوث هذه الحالة ما يأتي:[٤]

  • بروزات العظام: هي زيادة في نمو العظام تنجم من محاولة الجسم لزيادة كثافة عظام العمود الفقري بهدف زيادة قوتها، لكنّ هذه البروزات تضغط على مناطق مهمة في العمود الفقري؛ مثل: الحبل الشوكي، أو الأعصاب الأخرى، مما يسبب الألم.
  • جفاف أقراص فقرات العمود الفقري: تتعرض الأقراص الموجودة بين الفقرات للجفاف، وتساعد هذه الأقراص في امتصاص الصدمات التي يتعرض لها العمود الفقري، وعند جفافها تتعرض عظام الفقرات للاحتكاك، الأمر الذي يسبب الألم، وتبدأ هذه العملية في الثلاثينيات من العمر.
  • انزلاق الغضروف: يضطرب الشكل الطبيعي للأقراص، مما يتيح الفرصة للمادة الموجودة داخلها في التسرب، مما يسبب الانزلاق الغضروفي، وتضغط هذه المادة المتسربة على الحبل الشوكي والأعصاب، الأمر الذي يسبب ظهور أعراض؛ مثل: خدر الذراع، وألم ينتقل إلى أسفل الذراع.
  • الإصابات الجسدية: حيث إصابات الرقبة؛ مثل: السقوط، أو حوادث السيارات، تُسرّع عملية تنكس الفقرات، وبالتالي الإصابة بداء الفقار العنقي.
  • تصلب الأربطة: تتصلّب الأربطة التي تربط عظام العمود الفقري بعضها ببعض مع مرور الوقت، الأمر الذي يحدّ من حركة الرقبة.
  • الإفراط في الاستخدام: تعتمد بعض الحِرف أو الهوايات على ممارسة حركات متكررة أو رفع وزن ثقيل، ويسبب ذلك زيادة الضغط على العمود الفقري؛ مما يسرّع من عملية تلفه.

كما تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بداء الفقار العنقي، وتقدم السن أكبر عامل خطر لهذا المرض، إذ تُعدّ معظم التغييرات التي تسبب داء الفقار العنقي ناجمة من تقدم السن، لكنّ بعض العوامل الأخرى تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض، وتتضمن هذه العوامل ما يأتي[٤]:

  • إبقاء الرقبة في وضعية غير مريحة لمدة طويلة من الوقت، أو تكرار حركات الرقبة نفسه في اليوم نفسه.
  • العوامل الوراثية.
  • التدخين.
  • زيادة الوزن، وقلة النشاط الحركي.


تشخيص داء الفقار العنقي

يبدأ الطبيب لتشخيص داء الفقار العنقي بالفحص السريري، والذي يتضمن ما يأتي:[٥]

  • اختبار مدى حركة عضلات الرقبة.
  • اختبار ردود الفعل العصبية وقوة العضلات، ذلك لتحديد وجود أي ضغط على الأعصاب أو الحبل الشوكي.
  • اختبار المشي، ذلك للتأكد من عدم تأثير ضغط العمود الفقري في المشي.
  • الصور الطبية، تساعد هذه الصور في توجيه الطبيب نحو التشخيص والعلاج السليم، وتتضمن هذه الصور ما يأتي:
    • تصوير الرقبة بالأشعة السينية: تظهر هذه الصور أي تشوهات في الرقبة؛ مثل: البروزات العظمية، تشير إلى داء الفقار العنقي، وهذه الصور تستثني بعض الأسباب النادرة والأشد خطورة؛ مثل: الأورام، أو الالتهابات، أو الكسور.
    • التصوير الطبقي، توفر هذه الصور تفاصيل أكثر تتعلق بالعظام المكوّنة للرقبة.
    • التصوير بالرنين المغناطيسي، تساعد صور الرنين المغناطيسي في تحديد المناطق التي تتعرض الأعصاب فيها للضغط.
    • تصوير النخاع، يُحقَن المصاب في هذا الإجراء بصبغة في القناة الشوكية لتوفير بعض التفاصيل في العمود الفقري.
  • اختبارات وظائف الأعصاب، يوصي الطبيب بإجراء هذه الاختبارات لتحديد قدرة الأعصاب على نقل الإشارات العصبية إلى العضلات، وتتضمن هذه الاختبارات ما يأتي:
    • تخطيط كهربائية العضلات، يقيس هذا الإجراء النشاط الكهربائي في الأعصاب التي تتصل في العضلات عندما تنقبض هذه العضلات وترتخي.
    • دراسة التوصيل العصبي، يربط الطبيب في هذا الإجراء أقطابًا كهربائية بالجلد الواقع فوق العصب المرادة دراسته، ثم يمرر صدمة كهربائية صغيرة لقياس قوة الإشارات العصبية وسرعتها.


علاج المصاب بداء الفقار العنقي

لا يسبب داء الفقار العنقي ظهور أعراض في العديد من الحالات، وعند حدوثها فإنّها تميل إلى الشفاء بمرور الوقت بلا علاج، لكن إذا أصبحت هذه الأعراض مستمرة فيحتاج المصاب إلى تطبيق أحد العلاجات الآتية:[١]

  • الأدوية المرخية للعضلات: التي تفيد الأشخاص المصابين بتقلصات في الرقبة؛ إذ تقلل من شد عضلات الرقبة المفاجئ، وتتضمن هذه الأدوية سيكلوبنزابرين، والأدوية المماثلة له من مرخّيات العضلات.
  • مضادات الاكتئاب: تساعد مضادات الاكتئاب بعض الأشخاص في تخفيف الألم المستمر، والذي لم يستجب لأي علاج آخر، ومن أبرزها أميتريبتيلين.
  • الستيرويد: إنّ حَقن الستيرويد في الرقبة له دور في تخفيف الألم الشديد، وتتضمن هذه الحُقن ما يأتي:
    • حقنة نقطة الزناد، وتجب مراجعة الطبيب لأخذها.
    • حقن المفصل الوجيهي.
    • حقن الستيرويد فوق الجافية العنقية، التي تحتاج إلى الكشف الفلوري لإجرائها.

يوصي الجراح بإجراء العملية الجراحية للتخلص من أعراض لهذا المرض، وتتضمن الحالات التي تُعدّ الجراحة الخيار الأنسب لها ما يأتي ذكره:[١]

  • ألم الرقبة المستمر الذي ينتقل إلى الذراع.
  • فقد الإحساس.
  • ضعف العضلات.
  • فقد القدرة على السيطرة على الأمعاء أو المثانة.
  • ظهور نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي التي تشير إلى وجود ضغط على الأعصاب أو الحبل الشوكي.

يزيل الجرّاح في هذه العملية بعض البروزات العظمية، وفي بعض الأحيان قد يلجأ إلى إزالة جزء من قرص الفقرة؛ ذلك لتخفيف الضغط على الأعصاب، أو الحبل الشوكي، ويستخدم نوعًا آخر من الجراحة، إذ يدمج فيه فقرات الرقبة، الأمر الذي يساعد في تقليل الضغط على الأعصاب.[١]


مضاعفات داء الفقار العنقي

يسبب داء الفقار العنقي ضغطًا على الحبل الشوكي؛ مما يؤدي إلى الإصابة بحالة تُسمّى اعتلال النخاع العنقي، وتتضمن أعراض هذه الحالة ما يأتي:[٢]

  • الشعور بالوخز أو التنميل أو الضعف في الذراعين أو اليدين أو الساقين أو القدمين.
  • صعوبة تناسق العضلات وصعوبة المشي.
  • اضطراب ردود الفعل العصبية.
  • التشنجات العضلية.
  • فقد السيطرة على المثانة والأمعاء.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "What's to know about cervical spondylosis?", medicalnewstoday, Retrieved 10-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Cervical Osteoarthritis (Cervical Spondylosis)", webmd, Retrieved 10-7-2020. Edited.
  3. "Cervical spondylosis", mayoclinic, Retrieved 10-7-2020. Edited.
  4. ^ أ ب "Cervical Spondylosis", healthline, Retrieved 10-7-2020. Edited.
  5. "Cervical spondylosis", mayoclinic, Retrieved 10-7-2020. Edited.
3937 مشاهدة
للأعلى للسفل
×