ما النظام الغذائي المناسب لمرضى الذئبة الحمراء؟

كتابة:
ما النظام الغذائي المناسب لمرضى الذئبة الحمراء؟

مرض الذئبة الحمراء

هل لاحظت يومًا شخصًا يظهر على وجهه طفحًا جلديًا على شكل الفراشة؟ قد يشير ظهور الطفح إلى الإصابة بمرض الذئبة الناتج عن مهاجمة الجهاز المناعي الأعضاء السليمة بالجسم كالبشرة والتسبب بظهور الطفح الشبيه بالفراشة، وقد يهاجم الأعضاء الأخرى كاللكليتين والرئتين وغيرهما.[١]

وكانت الإصابة سابقًا بهذا المرض نادرة، لكن مع الوقت بدأت الأعداد عالميًا بالازدياد خاصة في أمريكا الشمالية، فيقدر معدل الإصابة بـ241 شخص لكل مئة ألف شخص، وجاءت إفريقيا وأوكرانيا بالمركز الثاني من حيث عدد الإصابات، بينما لا توجد إصابات بالذئبة في شمال أستراليا.[٢]

وتُعد النساء ذات الأعمار بين 15 و44 أكثر إصابة بالذئبة من الرجال؛ حيث تُصاب 10 نساء بالمرض مقابل إصابة واحدة بين الذكور، وقد يعود السبب إلى الهرمونات الأنثوية فالأبحاث تشير إلى دورها في زيادة خطر الإصابة بهذا المرض. ولا يوجد علاج للذئبة لكن بالإمكان التحكم بها من خلال عدّة طرق أهمها طبيعة النظام الغذائي،[١] والذي سنتطرق للحديث الملُفصل عنه بالمقال التالي.


ما هي علاقة النظام الغذائي بمرض الذئبة الحمراء؟

على الرغم من عدم وجود علاقة بين الإصابة بالذئبة والطعام، أو عدم قدرة الطعام على علاج الذئبة إلا ان اتباع نظام غذائي متوازن يساعد في التقليل من الأعراض المُرافقة للإصابة بها, ويجب أن يحتوي النظام الغذائي على الخضار والفواكه والحبوب الكاملة، كما يجب التقيل من تناول اللحوم الحمراء.[٣]

وقد أظهرت الأبحاث أن الحصول على نظام غذائي غني بفيتامين أ يساعد في التقليل من مستويات الأجسام المضادة، كما اشارت أيضًا إلى ضرورة تقليل نسبة الدهون في النظام الغذائي لأن الإصابة بمرض الذئية يؤدي إلى حدوث اختلال في نسب الكوليسترول، إذ تنخفض نسبة البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)، وتزداد نسبة الدهون الثلاثية والبروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، هذا إضافةً إلى تسبب الذئبة بزيادة مستوى الكوليسترول بشكلٍ عام في الجسم.[٤] ويساعد اتباع نظام صحي مناسب بتحقيق الأهداف التالية:

  • التقليل من خطر الإصابة بالأمراض المُصاحبة للذئبة كمرض السكري، وعسر شحيمات الدم (أي وجود نسب غير طبيعية من الكوليسترول والدهون في الدم)، ومتلازمة التمثيل الغذائي.[٤]
  • الحفاظ على وزن الصحي والتقليل من خطر الإصابة بالسمنة.[٤]
  • التقليل من الأعراض الجانبية للأدوية مثل، إعادة مستوى البكتيريا النافعة في الأمعاء إلى مستوياتها الطبيعية-والتي تنخفض نتيجة تناول المُضادات الحيوية- والحفاظ على كفائتها الجيدة.[٤]
  • تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.[٣]
  • تقليل من حدة الالتهابات المرافقة للإصابة بالذئبة.[٣]
  • الحفاظ على قوة العضلات والعظام.[٣]


ما هو النظام الغذائي المناسب لمرضى الذئبة الحمراء؟

يحتاج المُصاب بمرض الذئبة إلى تناول كلٍٍ من مجموعة من الأطعمة لها من دور في محاربة الأعراض الجانبية المُصاحبة للإصابة بالذئبة، وفي ما يأتي توضيح لفوائد كل مجموعة من الأطعمة:[٣]

  • الحفاظ على صحة العظام والعضلات، يمكن الحفاظ على صحة العظام من خلال تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين د، لها دور فاعل في تعزيز صحة العظام، والوقاية من الإصابة بهشاشة العظام الناتجة عن تناول الأدوية، والحفاظ على قوة العضلات، وتشمل الخيارات كل مما يأتي:
    • الخضار الورقية غامقة اللون كالسبانخ.
    • حليب الصويا، والحليب قليل الدسم المحتوي على 1% أو 2% دسم أو الخالي الدسم، وحليب اللوز، والحليب الخالي من اللاكتوز.
    • الجبن قليل ادسم.
    • اللبن قليل الدسم.
    • العصائر المدعمة بالكالسيوم وفيتامين د، مثل مسحوق الشوكولاتة المدعم بالكالسيوم.
  • تقليل خطر الإصابة بالالتهابات، يكون بتناول كلٍ من الأطعمة الآتية؛ لاحتوائها على خصائص مُضادة للالتهابات ومُضادة للأكسدة واحتوائها على أحماض أوميغا 3:
    • الخضار والفواكه.
    • الأسماك الدهنية كالسالمون والرينجا.
    • المُكسرات.
    • زيت الزيتون وزيت الكانولا.
    • بذور الكتان.
  • تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، تشمل الخيارات الغذائية الصحية كلٍ مما يأتي:
    • تناول زيت الزيتون وزيت الكانولا.
    • تناول الأسماك الدهنية، ومنها التونة، والهلبوت، والسالمون، وسمك البوري، والسردين.
    • بذور الكتان.
    • المكسرات كعين الجمل، وجوز البقان.
  • التخفيف من الآثار الجانبية للأدوية، بعض الأطعمة تساعد في تخفيف الآثار الجانبية لأدوية الذئبة كالغثيان ونذكر منها الآتي:
    • الخبز.
    • الحبوب المدعمّة.
    • الخضار الورقية والفواكه.


ما الأطعمة الممنوعة لمرضى الذئبة الحمراء؟

كما أن على المُصاب بالذئبة تناول بعض الأطعمة للمساعدة في التخفيف من الآثار والأعراض والمُضاعفات المُصاحبة للإصابة بها، وعليه أيضًا تجنب بعض الأطعمة ونذكر منها التالي:

  • الدهون المشبعة، لأنها ترفع نسبة الكوليسترول بالدم، وقد تتسبب زيادة الوزن أيضًا، ويشمل هذا تجنب تناول الأطعمة المقلية والمعجنات بكثرة والصلصات الكريمية والآيس كريم والحليب كامل الدسم.[٣]
  • الأطعمة الحارة والحامضة، حيث أنها قد تعزز الشعور بالغثيان [٣]
  • الكحول، فمن الجيد التقليل من شرب الكحول؛ لأن الكحول يتفاعل مع بعض الأدوية المُستخدمة في علاج أعراض الذئبة ويسبب تفاقم أعراضها الجانبية أو تقلل فاعليتها؛ فمثلًا قد يتسبب شرب الكحول بجانب الأيبوبروفين والنابروكسين إلى زيادة احتمالية الإصابة بنزيف المعدة أو القرحة، وتقلل فاعلية الوارفارين.[٥]
  • الثوم وبراعم البرسيم، لاحتواءهما على مواد تعزز عمل جهاز المناعة، وبما أن الذئبة مرض مناعي فقد يؤدي تناولهما إلى تفاقم الحالة.[٥]
  • الملح، لأن الملح يساعد على زيادة الانتفاخات نتيجة حبسه للسوائل داخل الجسم، ويقلل من ارتفاع ضغط الدم،[٣] ويكون ذلك من خلال تجنب تناول الصلصات الجاهزة، وطهي الطعام دون ملح، واستبداله باستخدام التوابل الأخرى كالأعشاب ومسحوق الكاري والكركم والليمون.[٥]
  • بعض الخضروات، المعروفة باسم خضروات الباذنجانيات الليلية، كالبطاطا الحلوة والفلفل الحلو والحار وبالباذنجان.[٥]


نصائح غذائية لمرضى الذئبة الحمراء

يجب أن يتضمن النظام الغذائي للمُصابين بمرض الذئبة العناصر الغذائيّة التالية:[٤]

  • فيتامين ب المركب، إذ إنه يقلل من مستويات الأحماض الدهنية الثلاثية والبروتين الدهني منخفض الكثافة في الدم. ويوجد في الكبدة، والسالمون، والأفوكادو والمكسرات والبيض واللحوم الحمراء، والحبوب المدعمّة.
  • فيتامين ج، يوجد في عصير البرتقال واليوسفي والبروكلي، ويتميز باحتواءه على خصائص مُضادة للالتهابات، وقدرتها على الحماية من الإصابة بـأمراض القلب والأوعية الدموية
  • فيتامين هـ، لأنه يحتوي على خصائص مُضادة للالتهابات.
  • حمض الريتينويك، وفيتامين أ، يوجد في البطاطا الحلوة والسبانخ والكبدة، ويمتلك خصائص مُضادة لتكون الأورام السرطانيّة,


هل الأطعمة الغنية بالغلوتين ممنوعة لمرضى الذئبة الحمراء؟

من المرجح أن يتراود لذهن المُصاب بمرض الذئبة السؤال فيما إذا كان الغلوتين يؤثر على الإصابة بالمرض؟ وفي الحقيقة أن المُصاب بمرض الذئبة لا يحتاج لتناول الأطعمة الخالية من الغلوتين، فلم يثبت علميًا أن الغلوتين قد يسبب تفاقم الحالة أو قد يعالج المرض.

والحالة الوحيدة التي يحتاج بها المُصاب لتناول الأطعمة الخالية من الغلوتين هي الإصابة بالداء الزلقي أو حساسية القمح، وهو نوع من أنواع امراض الجهاز الهضمي.[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب "Systemic lupus erythematosus", medlineplus.gov, Retrieved 2020-08-14. Edited.
  2. Frances Rees, Michael Doherty, Matthew J Grainge, Peter Lanyon, Weiya Zhang (2017-08-09), "The worldwide incidence and prevalence of systemic lupus erythematosus: a systematic review of epidemiological studies", academic.oup.com, Retrieved 2020-08-14. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Lupus Diet and Nutrition", www.webmd.com, Retrieved 2020-08-14. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ariaMagdalena, Constantin Iuliana, Elena Nita, Rodica Olteanu, Traian Constantin, Stefana Bucur, Clara Matei, Anca Raducan (2018-11-16), " Current Issue Early Online Most Read Most Cited (Dimensions) Most Cited (CrossRef) Social Media Archive Information Online Submission Information for Authors Language Editing Information for Reviewers Editorial Policies Editorial Board Aims and Scope Abstracting and Indexing Bibliographic Information Information for Librarians Information for Advertisers Reprints and permissions Contact the Editor General Information About Spandidos Conferences Job Opportunities Contact Terms and Conditions Significance and impact of dietary factors on systemic lupus erythematosus pathogenesis (Review)", www.spandidos-publications.com, Retrieved 2020-08-14. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث Stephanie Watson (2016-10-11), "Diet Tips for Lupus", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-18. Edited.
  6. "Diet and nutrition with lupus", www.lupus.org, Retrieved 2020-08-15. Edited.
3556 مشاهدة
للأعلى للسفل
×