محتويات
ما بعد الإفراج عن السجين
قد يقضي بعض السجناء بضعة أسابيع أو أشهر في السجن، وقد يقضي البعض الآخر سنين طويلة، إلّا أنّ الإفراج عنهم بعد انتهاء حكمهم أمرٌ لا مفر منه، وعلى الرغم من أنّها فرصة جديدة لحياة أفضل؛ إلّا أنّهم يواجهون الكثير من التحديات والصعوبات بدون الحصول على الدعم الكافي لتخطيها.[١]
إنّ الخروج من السجن ليس ببساطة العودة إلى الحياة التي عاشها السجين من قبل؛ فغالبًا ما يكون السجين قد فقد وظيفته السابقة، وتضررت علاقاته الاجتماعية، وقد تكون الأوضاع المعيشية قد تغيرت، وفي معظم الوقت، لا يملك السجين السابق شبكات اجتماعية تُساعده على الانخراط مجددًا والبحث عن عمل أو مسكن بسهولة، أو حتى أي دعم مالي، أو تأمين صحي يُساعده على تلقي أي علاج لازم.[٢]
إنّ هذه الأمور تُساعد السجناء السابقين على تجنب أية مشاكل، وبعدم توفير الدعم اللازم لهم للقيام بذلك؛ تزيد احتمالية ارتكابهم جرائم أخرى، وربما العودة إلى السجن.[١]كما يُمكن أن يُؤدي ذلك إلى التشرد، وإساءة استخدام المخدرات، وتعاطي الجرعات الزائدة، وجتى والانتحار.[٢]
التحديات التي تواجه المفرج عنهم
يُفرج عن آلاف السجناء كل عام دون رعاية مناسبة، فغالبًا ما يكون السجناء قد تكيّفوا على حياتهم داخل السجن؛ من تعديل الجدول الزمني والروتين، إلى تغيير السلوكيات لتُلائم حياة السجن، لذا عند الإفراج عنهم؛ يكون التكيّف مع الحياة بعد السجن مجددًا أمرٌ صعب، ويتطلب دعمًا مستمرًا، ومن أبرز التحديات التي تُواجه السجناء المفرج عنهم مؤخرًا ما يأتي:[٢]
ظروف الحياة الصعبة
تعتمد الظروف الصعبة لحياة ما بعد السجن على المدة التي قضاها السجين في السجن، فقد لا يفهم التطورات أو التوقعات الاجتماعية الجديدة، أو كيفية التقديم لوظيفة، أو بناء شبكة اجتماعية؛ لذلك يجد السجناء السابقون أنفسهم أمام ظروف سيئة من انعدام الأمن الوظيفي، وعدم استقرار المعيشة، وانعدام الأمن الغذائي، وتفاقم المشاكل والأمراض النفسية، والضغوط المالية، وكل ذلك يزيد من صعوبة العودة إلى الإجرام.[٢]
صعوبة إدارة العلاقات
يُغير السجن ديناميكية العلاقات الاجتماعية للسجين، وقد يُواجه تحديات صعبة لاستعادة العلاقات وإعادتها إلى مجراها بعد الإفراج عنه، فقد يشعر السجين بالعار بعد أن أهم أحبائه وخسر سنوات طويلة كان يُمكن أن يقضيها معهم، كما قد يُواجه زيادة مخاطر الطلاق، وحتى إن استمرت العلاقة؛ فقد لا تكون بنفس الشكل الذي كانت عليه قبل السجن؛ ممّا سيُسبب مشاكل يجعلها تنهار تدريجيًا.[٢]
قد يفقد السجين السابق مكانه في عائلته بعد الإفراج عنه، ومعظم السجناء السابقين لا يعرفون كيفية التعامل مع وجود أشخاص جدد في حياة أحبائهم، كما يشعر الكثير منهم أيضًا بالضغط النفسي لتأمين وظيفة لإعالة أحبائهم، فمعظمهم يفتقرون إلى الموارد، أو التعليم، أو المهارات اللازمة للقيام بذلك؛ ممُا يزيد الضغط، والتوتر، والقلق في العلاقة.[٢]
صعوبة تلقي العلاج
يفقد الكثير من السجناء تأمينهم الصحي بمجرد الإفراج عنهم؛ ممّا يُسبب لهم مشاكل كثيرة، فبالنسبة لمن يتناول أدوية دائمة مثلًا؛ قد لا يكون تجديد الوصفات الطبية ممكنًا بدون تأمين، كما يُعد العثور على أخصائي صحة نفسية مناسب للخضوع للتشخيص والعلاج تحديًا إضافيًا، يتطلب الوقت، والمعرفة، والمال، والاستعداد للحصول على المساعدة.[٢]
الآثار النفسية
إلى جانب صعوبة نسيان التجارب المؤلمة للسجن، والتي يُمكن أن تكون لها آثار نفسية دائمة؛ يُواجه السجناء السابقون العديد من الآثار النفسية السلبية عند الإفراج عنهم من السجن، ومن أبرزها ما يأتي:[٢]
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
- متلازمة ما بعد السجن.
- تعاطي المخدرات.
- القلق.
- الاكتئاب.
- الهوس.
- وصمة العار لوجود سجل جنائي.
- مشاكل ناتجة عن التمييز ضدهم.
- العزلة.
- عدم الاستقرار.