محتويات
ما ترشد إليه سورة الفرقان
تُرشِد السورة إلى الكثير من التوجيهات الإيمانية والدعوية والاجتماعية وغيرها، ومنها ما يأتي:
- أولاً: التحذير من الشرك بالله -عز وجل-
وبيان عاقبة المشركين وتذكيرهم بمسؤوليّتهم يوم القيامة عن ضلالهم دون مَنْ عبدوهم، وأن الذين عبدوهم وأشركوا فيهم مع الله مثل الملائكة، وعزير، والمسيح -عليه السلام-، سيتبرّؤون منهم يوم القيامة.[١]
والدليل على ذلك قول الله -تعالى-: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ* قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا* فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيراً).[٢][١]
- ثانياً: ترشد الآيات إلى تسبيح الله وتنزيهه
قال الله -تعالى-: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا* الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً)،[٣] وتتضمّن الثناء على الله على تنزيل هذا القرآن العظيم على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ ليكون للعالمين نذيراً، وبيّنت أهمية توحيده ونفي الولد عنه -جل جلاله-، فهو المدبر للكون بحكمته وتقديره.[٤]
- ثالثاً: دعوة المؤمنين عامة إلى الاقتداء بصفات عباد الرحمن
وعباد الرحمن ذكرهم الله في نهاية السورة وذكر صفاتهم؛ وهم الصحابة -رضي الله عنهم-،[٥] ومن سار على نهجهم من التابعين ومن بعدهم، إذ يترفّعون عن مخاطبة الجاهلين، ويقتصدون بالإنفاق، ويبتعدون عن قتل النفس وعن الزنا، ويتوبون إلى الله -تعالى-، ويعملون صالحاً.
نبذة عامة عن سورة الفرقان
سورة الفرقان سورة مكية، وعدد آياتها سبعٌ وسبعون آية بلا خلاف، وقد نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة،[٦] وهي السورة الخامسة والعُشرون حسب ترتيب المُصحف الشريف، وقد سمّيت هذا السورة بهذا الاسم؛ لوقوع لفظ الفرقان فيها ثلاث مرات، ومنها قوله -تعالى-: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً).[٧][٨]
نزول سورة الفرقان على أكثر من حرف
يحدِّث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ويقول: (سَمِعْتُ هِشامَ بنَ حَكِيمٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الفُرْقانِ في حَياةِ رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فاسْتَمَعْتُ لِقِراءَتِهِ، فإذا هو يَقْرَأُ علَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيها رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ).[٩]
وقد شكَّ في ذلك وسأله: (مَن أقْرَأَكَ هذِه السُّورَةَ الَّتي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ؟ قالَ: أقْرَأَنِيها رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فَقُلتُ: كَذَبْتَ، أقْرَأَنِيها علَى غيرِ ما قَرَأْتَ)، فذهب به عمر إلى رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، وقال له: (إنِّي سَمِعْتُ هذا يَقْرَأُ سُورَةَ الفُرْقانِ علَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيها، فقالَ: أرْسِلْهُ، اقْرَأْ يا هِشامُ، فَقَرَأَ فقالَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: كَذلكَ أُنْزِلَتْ؛ إنَّ هذا القُرْآنَ أُنْزِلَ علَى سَبْعَةِ أحْرُفٍ، فاقْرَؤُوا ما تَيَسَّرَ منه).[٩]
المراجع
- ^ أ ب مجموعة من العلماء بإشراف مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، التفسير الوسيط للقرآن الكريم، صفحة 494. بتصرّف.
- ↑ سورة الفرقان، آية:17 18 19
- ↑ سورة الفرقان، آية:1 2
- ↑ إسلام ويب (18/5/2014)، [١]، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2022. بتصرّف.
- ↑ محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي ، التحرير والتنوير تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد، صفحة 67. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، الدر المنثور، صفحة 234. بتصرّف.
- ↑ سورة الفرقان، آية:1
- ↑ محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي، التحرير والتنوير تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد، صفحة 313. بتصرّف.
- ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:7550.