ما هي حقوق الزوج على زوجته

كتابة:
ما هي حقوق الزوج على زوجته

حقوق الزّوج على زوجته

يتحقّقُ في الأسرة الوئامُ وتتوفّرُ السّعادةُ إذا ما عَرف كلُّ طرفٍ فيها حقوقهُ وواجباته، وأبدى استعداداً في تحقيق التّآلف من خلال التزامه بدوره الإيجابيّ السّليم، وتحمّل دورهُ ومسؤوليّته تجاه الآخر، فتتوفَّرُ بذلك سعادةُ الزّوجيّة، وتكتملُ فيهمُ المودَّةُ وتغمُرُهم رحمةُ التَّشارُك والمحبّة، ولِكلا الزّوجين حقوقٌ يُؤدّيها شريكُه بأفضل ما يُمكن؛ لاستمرار النّهج السّليم في المُعاشرة الطيّبة، ومن حُقوق الزّوج على زوجته ما يأتي:[١]


طاعة الزوج

وتكونُ الطّاعةُ فيما يتَّفقُ مع مرضاة الله وأوامره، فلا تكونُ الطَّاعةُ في سخط الله وغضبه ومُحرّماته، ومن وجوه طاعة الزّوج تلبيتُه إذا دُعاها لفراشه، والسّفر معهُ والتّرحالُ ما لم يكن منفياً حين العقد عليها، ولُزوم بيته ما لم يأذن لها الخُروج، واستئذانه في صوم النّوافل حتّى لا يتأذّى لحاجته.[٢]


حفظُهُ في ماله ونفسها

وهذا الحقُّ من صلاح المرأة وحسن دينها وخُلُقها، وفيه وصفٌ رقيقٌ في آيات القرآن الكريم إذ يقول الله -تعالى-: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ)،[٣] وفي الآية إشارةٌ لحقّ الزوج على زوجته في الطّاعة وحفظ نفسها وماله حال غيابه، ويدلُّ التزامُها بذلك الحقّ؛ على استقامتها وخيرها وديمومة طاعتها، ويترتَّب على ذلك عونُ الله لها وتوفيقه وحفظها من المعاصي والآثام؛ لما ظهر من حُسن مُعاشرتها وصفاء نيّتها واستقامتها.[٤]


الخدمة والقنوت

وخدمة الرّجل في منزله من صور طاعة الزّوجة وقنوتها، وقنوتُها يكونُ بحبس نفسها على غيره مطلقاً، فلا يُشغَلُ قلبُها وعقلُها ووقتها بغيره، وتفانيها في كسب رضاه فيما أحلّ الله وأوجب، وأن يكون زوجُها أهمُّ ما يشغلها وأوّله، وفيما بعدهُ أهلها بعد إذنه، وفي ذلك أنّها موقوفةٌ عليه وحده، وهي بذلك قانتةٌ صالحة.[٥]


اهتمام الزّوجة بنفسها

فتكونُ في بيته ملكةً تسرُّه إذا نظر إليها، قال رسول الله: (خيرُ نسائِكم من إذا نظر إليها زوجُها سرَّتْه، وإذا أمرَها أطاعتْهُ، وإذا غاب عنها حفظَتْهُ في نفسِها ومالِه).[٦] فيلزمُ عليها بذلك التطيُّبُ والتجمُّلُ بما يجعلها حسنة المنظر والمظهر، ثمّ تُولي نفسها وبيتها وأولادها اهتماماً يُرضيه، ولا تُطالبه بما لا يُطيقُ ولا يحتمل، ثمّ إن كان منهُ أذى فإنّها تصبرُ على أذاه، فتكونُ قد أوفته حقّهُ ولزمت الخير وعملت به.[٧]


حفظ أسراره وحفظه في بيته

فلا يجوز للزوجة إدخال أيِّ أحدٍ لا يأذن زوجها بدخوله في بيته، لا جارة، ولا قريبة، وعليها أن تستأذنه في ذلك،[٨] يقول -صلى الله عليه وسلم- : (ولا تأذن في بيته إلا بإذنه)،[٩] وعليها أيضاً أن تؤدي الأمانة في حفظ أسرار زوجها، وعدم بوحها وكشفها، فهذا من شر الأعمال،[١٠] يقول -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ مِن أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَومَ القِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إلى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا).[١١]


واجباتُ الزّوج تجاه زوجته

تكتملُ معاني المودّة والألفة في الأسرة إذا بذل كلُّ فردٍ فيها ما بوسعه لتأدية حقّ الآخر بأكمل وجه، والتّخطيطُ الإلهيُّ لتوفير الرّحمة والمحبّة ضامنٌ لهذه المعاني إن صدق الزّوجان في بذلهما دون إفراطٍ ولا تفريط، وكما أنّ لكلٍّ منهما حقوقٌ فإنّ عليه واجباتٌ والتزاماتٌ محتَّمَةٌ عليه قضاؤها والوفاءُ بها، ومن واجبات الزّوج تجاه زوجته أو حقوقُ الزّوجة على زوجها ما يأتي:[١٢]

  • الإحسانُ إليها في الإطعام والإنفاق والكسوة، بأن يُنفق عليها، ويحفظ مالها ويعطيها المهر، فلا تجدُ منه منّاً ولا تقتيراً، ولا أذى يُصاحبُ إنفاقهُ، ولا إذلالاً، أو إبطاءً بما تتطلّبهُ الحياةُ الزّوجيّةُ من مصروفات الزّوجة والمنزل والأبناء، وفي ذلك ما عظّم اللهُ من أعمال الرّجل ونفقاته حتّى جعل أطيبها وأعظمها أجراً ما يُنفقُهُ الرّجلُ في أهله وعياله.
  • حُسنُ المُعاشرة وكرمُ الأخلاق وطيبُ الكلام وحُسنُ المحضر، فلا يكونُ غيابُ الزّوج عن أهل بيته أحبَّ إليهم من حُضوره؛ لما يجدون من غلظته وسوء تصرُّفه.
  • التخلُّقُ بأحسن ما يكونُ عليه في بيته، فيُظهرُ عطفهُ وكرمهُ ولين الجانب وطيب المعشر، وفي ذلك تكتملُ القيمةُ التي بُنيت عليها الأسرةُ في رباط الزّوجيّة ويصلُحُ أمر المُجتمع، ويحسُنُ النّشء وتستقرُّ الأنفس وتتحقّقُ الألفةُ والسّكن.
  • تلبية الرجل لحاجة زوجته، فيستمتع كلّ منها بالآخر[١٣] بالطرق المباحة، يقول -سبحانه- : (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ).[١٤]
  • زيارة والديها، ووصل محارمها، فلا يحقُّ للزوج منعها، على أن تكون الزيارة بالمعروف، دون إسراف أو تقصير في حقِّ بيتها أو زوجها.[١٥]


خلاصة المقال: جعل الله -سبحانه- الزواج علاقة سامية بين الرجل وزوجته، وجعل لكلِّ منهما حقّاً على الآخر، وواجب تجاه هذا الميثاق الغليظ، فلا يجب التهاون به، أو التقصير بشأنه.


المراجع

  1. صالح بن حميد، البيت السعيد وخلاف الزوجين، صفحة 12-15. بتصرّف.
  2. جابر الجزائري، النكاح والطلاق أو الزواج والفراق، صفحة 10-11. بتصرّف.
  3. سورة النساء، آية: 34.
  4. عايد الحربي، النشوز بين الزوجين، صفحة 24-26. بتصرّف.
  5. عبد الرحمن اليوسف، الزواج في ظل الإسلام، صفحة 70-110. بتصرّف.
  6. رواه العراقي، في تخريج الأحياء، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2/51. إسناده صحيح
  7. "حقوق الزوج على الزوجة وكيفية محادثتها له"، إسلام ويب. بتصرّف.
  8. محمد المنجد، سلسلة القصص، صفحة 10. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5195، صحيح.
  10. محمد المهدي، صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال، صفحة 526. بتصرّف.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1437، صحيح.
  12. "حق الزوجة على الزوج"، nabulsi.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-10-2018. بتصرّف.
  13. محمد قنديل، فقه النكاح والفرائض، صفحة 217. بتصرّف.
  14. سورة البقرة، آية:228
  15. حمد الحمد، زاد المستقنع، صفحة 130. بتصرّف.
7523 مشاهدة
للأعلى للسفل
×