ما حكم الدعوة إلى الله

كتابة:
ما حكم الدعوة إلى الله

الدعوة إلى الله

الدّعوة إلى الله طريق من اتبع الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم-، ويُعدّ الإخلاص من أهمّ مقوّمات الدعوة إلى الله، وهي فريضة من الفرائض التي أمر الله بها، وحثّ عليها الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم-، ودليل ذلك قوله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}،[١]وهي قضيّة لها كيفيّة بغاية معيّنة، حيث تكون كيفيّتها بمعرفة من ندعو، فمثلًا حالة المريض تختلف عن حالة الصّحيح، وأن يكون هنالك تدرّج في الدّعوة، كالنّهي عن المُحرّمات قبل المكروهات، إضافة إلى استخدام أسلوب الشّفقة والرّفق، وثمّة أمور كثيرة تتعلّق بأمور الدّعوة سيتمّ التّعرّف عليها في هذا المقال، فما حكم الدّعوة إلى الله؟ وما أهمّيتها وشروطها؟[٢]

ما حكم الدعوة إلى الله

للإجابة عن سؤال ما حكم الدّعوة إلى الله؟ لا بُدّ من معرفة أنّ هنالك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النّبوية دلّت على وجوب الدّعوة إلى الله تعالى، وحثّت على العمل بمقتضاها، ومن هذه الأدلّة: قوله تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ...}،[٣]جاءت صيغة الأمر في "ادْعُ" لتكون دلالة على الوجوب العيني، أي أنّها واجبة على كل شخص، وقد أجاب الفقهاء عن سؤال ما حكم الدّعوة إلى الله؟، حيث صرّحوا على أنّها فرض كفاية، والفرض الكفائي معناه: أن يقوم بالواجب بعض المُكلّفين حيث يسقط هذا الواجب عن البقيّة، كأن يكون منهم جماعة متصدّية للدعوة إلى سبيل الحق وإرشاد الخلق إلى الدّين الإسلامي، ولا بُدّ أن تتوافر في هؤلاء الجماعة العديد من الشروط، وهذه الشّروط سيتمّ التّعرّف عليها فيما بعد لتكون الإجابة عن سؤال ما حكم الدعوة إلى الله كافية ووافية.[٤]

أهمية الدعوة إلى الله

وبعد أن تمّت الإجابة عن سؤال ما حكم الدعوة إلى الله؟ من الجدير بالذّكر أنّ الدّعوة لها أهمّية عظيمة في حياة الفرد والمجتمع، وتتجلّى هذه الأهمّية في أنّ الإسلام طالب في العمل بمقتضاها بسبب الأزمات والمصائب التي يُعاني منها المُجتمع؛ والسّبب الرّئيس لهذه المصائب هو الخوض في غمرات الجاهليّة، والابتعاد عن نهج الله -سبحانه وتعالى-، إضافة إلى دخول العلمانيّة التي تُعدّ من أكبر المصائب التي يُعاني منها المُجتمع، وتُعرّف العلمانيّة بأنّها: المبادئ والأنظمة التي تؤدّي إلى فصل الدّين عن الحياة بحجّة الحرّيّة الشّخصيّة ممّا يؤدّي إلى البعد عن طريق الله تعالى، والسنة النّبوية الشّريفة، وهذه الأزمات والمصائب موجودة من أيّام الجاهليّة إلى هذا اليوم لذلك الإجابة عن سؤال: ما حكم الدّعوة إلى الله؟ تكون الوجوب في جميع الأزمان.[٥]

إنّ أساس تثبيت أركان الإسلام ودعائمه هو الدّعوة إلى الله تعالى، فلولاه لما قام الدّين، لذلك كانت الإجابة عن سؤال: ما حكم الدّعوة إلى الله؟ بالوجوب، ودليل ذلك قوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي...}،[٦]وفيما يأتي بيان أهمّية الدّعوة إلى الله:[٧]

  • ورود صيغة الأمر الدّالة على الوجوب التي تمّ الحديث عنها في عنوان ما حكم الدعوة إلى الله؟، دلالة واضحة على أهمّية الدّعوة.
  • الدّعوة إلى الله أساس لنشر الدّين الإسلاميّ، فبها يهتدي النّاس، ويعرفون الله حقّ المعرفة ويعبدونه بأنّه واحد أحدٌ لا إله غيره.
  • الدّعوة إلى الله سبيل لاستقامة الفرد والمُجتمع، ومعرفة معاملاتهم؛ كالبيع والشّراء ونحو ذلك.
  • بها تستقيم النّفس، وتسمو الأخلاق؛ فيقلّ البغض بين النّاس، وتنشأ رابطة الأخوة التي حثّت عليها الشريعة الإسلاميّة.
  • تؤدّي إلى تحقيق السّعادة في الدّارين؛ الدّنيا والآخرة، حيث تكون هذه السّعادة نتيجة استجابة النّاس للدّعوة، والعمل بالقرآن والسّنّة.
  • تعمل على غرس الطّمأنينة في النّفس، حيث يأمَن النّاس على حفظ أموالهم وأعراضهم وأبنائهم.
  • العمل بمقتضى الدّعوة إلى الله، يؤدّي إلى نزع الفساد من الأرض ونشر الخير.

شروط الدعوة إلى الله

لا بُدّ للداعية أن يسلك عدّة طرق في نشر الإسلام، وأن تتوافر فيه عدّة شروط، ليتصدّى سبل الدّعوة إلى الله تعالى، وهذه الشّروط بيّنها العلماء، وفيما يأتي تفصيل ذلك:[٨]

  • الإخلاص: لا بُدّ من الدّاعية أن يعلم أن الدّعوة هي من أمر الله -سبحانه وتعالى-، ويجب عليه أن يسعى لنشرها بعيدًا عن الأطماع الدّنيويّة، وحبّ الشّهرة والرّياء، وبهذا يتحقق معنى الإخلاص، فلا بُدّ من التّمحيص المُستمر لقلبه، ومحاولة نزع طلب الجاه والرّياسة، والدّليل على ذلك فيما رواه عمر بن الخطّاب عن الرّسول الكريم عندما قال: "إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ...".[٩]
  • وضوح الهدف: على الدّاعية أن يرسم خطّة قبل البدء بالدّعوة إلى الله، ويكون ذلك عن طريق: معرفة الهدف من الدعوة، ومعرفة الفئة المُستهدفة، واختيار الوقت المناسب مع مراعاة المقاصد العامة للشريعة الإسلامية وهي: حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ النسل وحفظ العقل وحفظ المال، وهذا لا يتمّ إلى بعد تزكية النّفوس، واتّباع الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم-.
  • الالتزام بآداب العمل والنّصيحة: عدم اتّباع الهوى؛ لأنّه يولّد النّزاع الجماعي الذي يكون أثره سلبي على الفرد والمُجتمع، لذلك على الدّاعية أن يلتزم بآداب الحوار والنّصيحة، فقد حثّ النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- على النّصيحة في قوله: "ألَا إنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ كرّرها ثلاثًا، قالوا: لِمَن يا رسولَ اللهِ؟ قال: للهِ ولكتابِه ولرسولِه ولأئمَّةِ المسلِمينَ وعامَّتِهم"،[١٠]

الدعوة إلى الله عبر الإنترنت

قد تمّ البيان سابقًا أنّ الدّعوة إلى الله تكون من منطلق القرآن والسُنّة، ويجب على الأمة اللّاحقة الالتزام بها، بشتّى الوسائل المُتاحة، ومن هذه الوسائل: الدّعوة المُباشرة: وتكون لفرد أو جماعة، والدّعوة غير المُباشرة: والتي تكون عن طريق الإنترنت، كنشر المقالات على المواقع الإلكترونيّة، ومواقع التّواصل الاجتماعي، فقد كان الدّاعية سابقًا ينزل إلى النّاس بمساجدهم وأماكن عملهم لدعوتهم إلى الله تعالى، لكن مع اختلاف الزّمان، وتطوّر أساليب التّواصل صارَ الدّاعية يتكلم إلى عدد كبير من النّاس، عبر المذياع أو التّلفاز، خاصة مواقع التّواصل التي زاد إقبال النّاس عليها؛ لسهولة استخدامها وقلّة تكلفتها، لذلك استثمار هذه الوسيلة الدّعوية من أهمّ الوسائل التي تُجيب عن سؤال ما حكم الدّعوة إلى الله؟ أي أنّ الدّعوة إلى الله واجبة بأيّ وسيلة من الوسائل أيًّا كانت.[١١]

فيديو عن حكم الدعوة إلى الله

وبعد أن تمّ الحديث عن الدعوة إلى الله وأهمّيتها وشروطها، والإجابة عن سؤال ما حكم الدّعوة إلى الله؟، لا بُدّ من توضيح خطورة ترك الدّعوة إلى الله، وخاصة لمن يحتجّ بأنّه ليست لديه الدّراية الكافية، ولا يمتلك العلم الشّرعيّ، لهذا تمّ إدراج الفيديو الآتي الذي يُقدّمه الدّكتور بلال إبداح للحديث عن الدّعوة إلى الله وخطورة ترك العمل بها:[١٢]

المراجع

  1. سورة آل عمران، آية: 104.
  2. "الدعوة إلى الله"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-10-2019. بتصرّف.
  3. سورة النّحل، آية: 125.
  4. "حكم الدعوة إلى الله"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 09-10-2019. بتصرّف.
  5. "صفات الداعية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-10-2019. بتصرّف.
  6. سورة يوسف، آية: 108.
  7. "أهمية الدعوة إلى الله تعالى"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-10-2019. بتصرّف.
  8. "الدعوة إلى الله"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-10-2019. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 1، صحيح.
  10. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن تميم الداري، الصفحة أو الرقم: 4575، أخرجه في صحيحه.
  11. "الدعوة إلى الله تعالى عبر الإنترنت"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-10-2019. بتصرّف.
  12. "حكم الدعوة إلى الله"، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-10-2019. بتصرّف.
5606 مشاهدة
للأعلى للسفل
×