حكم الزنا للمتزوج
الزنا محرّم أشدّ التحريم، ويعتبر فاحشة عظيمة، وهو كبيرة من الكبائر، واتّفق العلماء على تحريمه، وأدلّة تحريمه ثابتة في القرآن والسنة، نذكر منها ما يأتي:[١]
- يقول -سبحانه وتعالى-: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا).
- يقول -سبحانه وتعالى-: (الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ).[٢]
- يقول -سبحانه وتعالى-: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا).[٣]
- الأصل في حرمة الزنا لغير المتزوج وردت في القرآن الكريم في قوله -تعالى-: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ)،[٤]
- عقوبة المتزوج وردت في السُّنة، فقد روى ابن عمر -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- رَجَمَ في الزِّنَى يَهُودِيَّيْنِ، رَجُلًا وَامْرَأَةً زَنَيَا، فأتَتِ اليَهُودُ إلى رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- بهِمَا).[٥]
حد الزنا على المتزوج
الزاني المُحصن: هو المتزوّج الذي وطأ زوجته في قبلها بنكاحٍ صحيحٍ، وكانا بالغين، عاقلين، حرّين، ثم زنا بامرأة أخرى، ويظهر من ذلك أنّ للإحصان خمسة شروطٍ، وفيما يأتي بيانها:[٦]
- الوطء في القُبُل، بحيث يسبق إقدامه على الزنا وطْء زوجته.
- الوطء بنكاحٍ صحيحٍ.
- البلوغ لكلا الزوجين.
- الحريّة لكلا الزوجين.
- العقل لكلا الزوجين.
فإذا تحقَّقت تلك الشروط الخمسة في الزاني، فإنّه يكون حينها متزوجاً مُحصناً، وحكم الزاني المتزوج (المحصن) الرجم حتى الموت.[٧] وقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رجلاً جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو في المسجد، فاعترف على نفسه بالزنا فقال: (يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي زَنَيْتُ، فأعْرَضَ عنْه، فَلَمَّا شَهِدَ علَى نَفْسِهِ أرْبَعًا قالَ: أبِكَ جُنُونٌ؟ قالَ: لا، قالَ: اذْهَبُوا به فارْجُمُوهُ. قالَ ابنُ شِهابٍ: فأخْبَرَنِي مَن سَمِعَ جابِرَ بنَ عبدِ اللَّهِ قالَ: كُنْتُ فِيمَن رَجَمَهُ بالمُصَلَّى).[٨]
وفيما يتعلق بثبوت الزنا على فاعله، فإنّ ذلك يتحقق بأحد أمرين: إمّا بإقراره بالفعل، أو بالشهادة، ولأنّ الاتهام بالزنا سيءٌ في حقّ كلّ من الرجل والمرأة، فإنّ الله -تعالى- قد شدَّد في شروط قبول الشهادة فيه، فيُشترط فيها أن تكون بأربعة شهداء، كلّهم بالغون وعاقلون، وجميعهم عدول أيضاً، كما يُشترط فيهم الإسلام جميعاً، ولا بدّ للشهود لكي تُقبل شهادتهم أن يعاينوا الفعل ويصرّحوا به، وأن يشهدوا جميعاً في مجلسٍ واحدٍ، وتعدّ الذكورة شرطاً في الشهادة على الزنا، ولا يجوز في الشهادة في الزنا التقادم كذلك.[٩]
مخاطر زنا المتزوجين على المجتمع
إنّ للزنا مفاسد كبيرة وأضرار عظيمة على المجتمع، وفيما يأتي ذكر بعضها:[١٠]
- اختلاط الأنساب، وانتشار الفساد بسبب عدم حفظ الأعراض.
- التسبب بظلم الآخرين.
- إضاعة الأهل والمال.
- قطيعة الرحم.
- انتشار الأمراض النفسية والجسدية.
- الفقر، وانتشار الكُره بين الناس.
ملخّص المقال: الزنا فاحشةٌ عظيمة وحكمها التحريم؛ لأنَّ فيها اختلاط الأنساب، وفساد للمجتمعات، والاستهانة بحدود الشريعة، وكثرة الأمراض، كما أنَّ حكم الزنا للمتزوج أشدُّ حُرمة، ويترتب عليه عقوبة الرجم حتى الموت.
المراجع
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 5345. بتصرّف.
- ↑ سورة النور، آية:3
- ↑ سورة الفرقان، آية:68
- ↑ سورة النور، آية:2
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1699، صحيح.
- ↑ "تعريف الزنى وحكمه وخطورته"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-
- ↑ عبد القادر عودة ، كتاب التشريع الجنائي الإسلامي مقارنا بالقانون الوضعي، صفحة 538. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7167، صحيح.
- ↑ "بم يثبت الحد"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-2. بتصرّف.
- ↑ التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 116-117. بتصرّف.