محتويات
حكم إهمال الزوج لزوجته
الواجب على الزوج أن يتقي الله في زوجته، وينصفها، ويؤنس وحشتها، ويعتني بها، ويحسن التوفيق بين مشاغل الحياة ومتطلباتها، فلا يجوز له الانشغال الدائم عنها، فالله -سبحانه- جعل الزواج سكناً وطمأنينة، فقال: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا).[١][٢]
وعليه أن يعطي لكلّ شيءٍ حقّه؛ ربّه، ونفسه، وأهله، فهذا هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، ووصيّته لأبي الدرداء حين اشتكت زوجته الإهمال والتقصير، فقال: (فإنَّ لأهلِكَ عليْكَ حقًّا، وإنَّ لِضيفِكَ عليْكَ حقًّا، وإنَّ لِنفسِكَ عليكَ حقًّا)،[٣] وعليه فإن الزوج المقصّر في حق زوجته آثم، ويجب عليه تدارك ذلك، بحسن التعامل واللين حتى تزول الوحشة.[٢]
صور إهمال الزوج لزوجته وحكمها
إن إهمال الزوج لزوجته مخالفٌ للشرع، ولهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في التعامل مع النساء، حيث أوصى بهنّ خيراً، وقد يترتب على إهمال الزوجة مفاسد شرع الله الزواج من أجل دفعها، وقد يترتب عليه أيضاً الضنك وعدم الراحة في الحياة الزوجية، وتتنوع صور الإهمال، وإن كانت كلها سبباً للإثم، وفيما يأتي ذكر بعض صور الإهمال وما يتعلق بها من الأحكام.
إهمال الزوج زوجته عاطفياً
يجب على الزوج مراعاة المصلحة في الاهتمام بمشاعر زوجته ونفسيتها، فلا يكون أنانياً يريد حاجته منها دون الالتفات إليها، فقد تكون متعبة أو حزينة؛ لأمر تخفيه عن زوجها حتى لا تشغله، وقد تكون ممن غيّر الحمل طباعها، وأرغمها الوحم على البعاد.
وغير ذلك من الأحوال التي تؤثر عليها؛ من رعاية الأبناء والبيت، فيجب على الزوج الصبر والاحتساب، وزيادة الاهتمام بها إلى أن تتحسن، فعدم مراعاتها يوقعها في الحرج والمشقة، ويزيدها حالتها النفسيّة سوءاً.[٤]
إهمال الزوج نفقة زوجته
إن نفقة الزوجة تجب على زوجها غنيةً كانت أو فقيرة؛ لأنها أمسكت عن السعي والخروج للعمل والكسب بسببه، وهذه النفقة مقدّرة بوضع الزوج دون تحميله ما لا يطيق،[٥] وقد يؤدي إهمال النفقة إلى الطلاق؛ لخشية الوقوع في الحرام، والتضرر من عدم الإنفاق، فتلجأ الزوجة إلى القضاء وتطلب الطلاق.[٦]
هجر الزوج فراش الزوجية
لا يجوز للزوج هجر فراش الزوجية دون مسوغ شرعي، بل يجب عليه أداء حقّها؛ لقوله -تعالى-: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)،[٧] فإن امتنع أو قصّر؛ فلها حق الشكوى منه وعدم الرضا والسكوت عن ذلك، والمطالبة بحق الإعفاف، والتحصين ضد الوقوع بالحرام، وعلى الزوجة أيضاً حسن التجمل، والاعتناء بنفسها.[٨]
الإهمال وعدم العدل عند تعدد الزوجات
تعدّد الزوجات أمر أباحه الإسلام، واشترط له العدل؛ أي أن يكون العدل في النفقة، والمعاشرة، والقسمة، والحقوق المادية، وأما ما يصعب التحكم به من ميل قلبي ومحبة خاصة فلا يحاسب عليه الزوج، ولكن على ألا يتحول إلى ظلم في الأفعال والتصرفات، فإن دفعه حبه لإحداهن إلى زيادة العطاء أو إهمال الأخريات، فإن الزوج ظالم آثم بذلك.[٩]
طرق علاج إهمال الزوج لزوجته
تعدّدت الطرق التي تعين على علاج الإهمال وتحقيق السكينة للزوجين، ومحاولة الإصلاح بينهما، نذكر منها:[١٠]
- وضع الزوج نفسه مكان زوجته؛ ليقدر ظروفها في حال وقوع الإهمال.
- المرأة عاطفيّة بطبيعة فطرتها وخلقتها، فيجب مراعاة مشاعرها وطبيعة حالاتها.
- التغاضي وعدم المطالبة بما فيه عبء على الطرفين.
- الصبر والحكمة في حل المشكلات.
- النصح والاستعانة بالآخرين عند إهمال الزوج ونشوزه.
- العمل على أن يكون الرجل قدوة بقوامته، والقدرة على التغيير لأهله وزوجته.
- عدم مقابلة الإساءة بالإساءة، والإهانة بالإهانة، والهجران بالهجران.
- الرعاية والرأفة ولين الجانب.
- الاستعانة بالحلول التي شرعها الله في كتابه.
المراجع
- ↑ سورة الروم، آية:21
- ^ أ ب ابن باز، فتاوى نور على الدرب، صفحة 225-226. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:7946، صحيح.
- ↑ أمة الله بنت عبد المطلب، رفقاً بالقوارير نصائح للأزواج، صفحة 89-91. بتصرّف.
- ↑ البغوي، التهذيب في فقه الإمام الشافعي، صفحة 323-324. بتصرّف.
- ↑ محمد التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 195. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة ، آية:228
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 3042. بتصرّف.
- ↑ صلاح الخالدي، تصويبات في فهم بعض الآيات، صفحة 210. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن بن عبد الخالق، الزواج في ظل الإسلام، صفحة 117-118. بتصرّف.