ما حكم تطويل الاظافر

كتابة:
ما حكم تطويل الاظافر


حكم تطويل الأظافر

كره جمهور الفقهاء تطويل الأظافر، ففي إطالتها مخالفة للسنَّة النبوية ولسنن الفطرة، لأنَّ الحكمة من قصِّها طلب النظافة والنقاء؛ لأنَّها مظنَّة تجمُّع الجراثيم الضارَّة تحتها، والتي يسهل انتشهارها بالأكل والشرب.[١]


وقد يُؤدي تجمُّعها وتراكمها إلى منع وصول الماء، وبالتالي عدم تحقُّق الطهارة، وفي تطويلها يكون أيضاً الضرر بالخدش والإيذاء، وقد ذهب بعض العلماء كالشوكاني إلى تحريم تطويلها.[١]


وقد ورد في حديث الضعيف عن أبي واصل: (قال: لَقِيتُ أبا أيُّوبَ الأنصاريَّ فصافَحَني، فرَأى في أظْفاري طُولًا، فقال: قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: يَسأَلُ أحَدُكم عن خَبَرِ السَّماءِ، وهو يَدَعُ أظْفارَه كأظافيرِ الطَّيرِ يَجتَمِعُ فيها الجَنابةُ والخَبَثُ والتَّفَثُ).[٢]


وقت استحباب قص الأظافر

إن الضابط في قصِّ الأظافر طُولها، فمتى طالت قصَّها صاحبها، وهذا يختلف من شخص إلى آخر، وذهب الفقهاء إلى أنَّ أقصى مُدَّة لتركها دون تقليم أربعين يوماً؛ لما ثبت في صحيح مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وُقِّتَ لنا في قَصِّ الشَّارِبِ، وتَقْلِيمِ الأظْفارِ، ونَتْفِ الإبِطِ، وحَلْقِ العانَةِ، أنْ لا نَتْرُكَ أكْثَرَ مِن أرْبَعِينَ لَيْلَةً).[٣]


ورأيُ أهل العلم أنَّ الصحابة -رضوان الله عليهم- ما كانوا يتركوها بعد هذه المُدَّة؛ لاتِّباع هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-،[٤] وقد وردت العديد من الروايات على استحباب قصِّ الأظافر يومي الجمعة والخميس، ولم يثبت في ذلك شيء.[٥]


وإنِّما استحبَّ العلماء قصِّها يوم الجمعة؛ لأنَّه يومُ عيد للمسلمين، ولكن الغالب والأعمُّ المتداول، قصِّها متى طالت ومتى استحقَّت ذلك.[٥]


وقال بعض أهل العلم: يُستحبُّ البدء بقصِّ أظافر اليد اليمنى، ثمَّ اليسرى، ثمَّ الرجل اليمنى ثمَّ اليسرى، ولكن لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- شيء من هذا.[٦]


وأمَّا في استحباب تطويلها فقد قيل في حالات السفر والغزو، مستشهدين بقول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "وفّروا الأظفار في أرض العدو؛ فإنَّها سلاح"، وأمّا للسفر فقد يُحتاج إلى فكُّ حبل، أو الاستعانة بطول الأظافر لعمل شيء ما، فيُترك قصّها في هاتين الحالتين.[٧]


قص الأظافر من سنن الفطرة في الشريعة

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الْفِطْرَةُ خَمْسٌ -أَوْ خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ-: الخِتانُ، والاسْتِحْدادُ، وتَقْلِيمُ الأظْفارِ، ونَتْفُ الإبِطِ، وقَصُّ الشَّارِبِ)،[٨]

فتقليم الأظافر من سُنن الفطرة التي دعا إليها الإسلام، وحثَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على تطبيقها؛ لعِدّة أمور، نذكر منها:

  • إتمامٌ للنظافة وتحقيقٌ لراحة النفس، فإنّ ترْك بعض هذه السُّنن قد يُسبب الأمراض.[٩]
  • الحرص على تقليم الأظافر يكون لعدم مشابهة الحيوان أيضاً، فتكون من الفطرة السليمة التي جعل الله -سبحانه- الناس عليها.[١٠]
  • في تطويلها تتجمع الأوساخ تحتها، فيكون المنظر قبيح تعافه النفوس.[١١]
  • في تقليمها موافقة للسنة النبوية، ومراعاة للجانب الصحي في الهدي النبوي.[١٢]


المراجع

  1. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 706. بتصرّف.
  2. رواه الالباني، في السلسلة الضعيفة، عن أبي أيوب الأنصاري، الصفحة أو الرقم:6419، إسناده ضعيف.
  3. رواه صحيح مسلم، في مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:258، صحيح.
  4. النووي، المجموع شرح المهذب، صفحة 286-287. بتصرّف.
  5. ^ أ ب محمد المقدم، السواك وسنن الفطرة، صفحة 3. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 169-170. بتصرّف.
  7. محمد المقدم، السواك وسنن الفطرة، صفحة 4. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:257، صحيح.
  9. سيد سابق ، فقه السنة، صفحة 38. بتصرّف.
  10. راشد العبد الكريم، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية، صفحة 123. بتصرّف.
  11. محمد المنجد، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 525. بتصرّف.
  12. ابن عثيمين، مجموع فتاوى ورسائل العثيمين، صفحة 131. بتصرّف.
5227 مشاهدة
للأعلى للسفل
×