ما حكم من صلى تحية المسجد والإمام يخطب الجمعة؟

كتابة:
ما حكم من صلى تحية المسجد والإمام يخطب الجمعة؟

ما حكم من صلى تحية المسجد والإمام يخطب الجمعة؟

أوجب الله -عزَّ وجلَّ- خمس صلواتٍ في اليوم واللّيلة، وشرع للمسلمين صلاةَ الجماعة في المسجد، وشرع أداء ركعتين عند دخول المسجد، وسُمِّيت هاتين الركعتين بتحيَّة المسجد، فما حكم أدائهنَّ؟ وفي حال دخول المصلِّي إلى المسجد في يوم الجمعة وكان الإمام يخطب هل يصلِّيهما أم يجلس ويستمع؟ هذه الأسئلة وغيرها سيتمُّ الإجابة عليها في هذا المقال.



الذي يُصّلي تحية المسجد وقت خطبة الجمعة صلاته صحيحة، ومن فعل ذلك فهو مأجورٌ بإذن الله -تعالى-؛ لأنَّه جاء بالسُّنَّة التي أوصى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنَّه قال: (جَاءَ رَجُلٌ والنبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: أصَلَّيْتَ يا فُلَانُ؟ قالَ: لَا، قالَ: قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ)،[١] ولا بدَّ من التَّنبيه إلى أنَّ تحيَّة المسجد وقت الخطبة تُصلَّى ركعتين خفيفتين.[٢]



ما حكم من صلى تحية المسجد والإمام يصلي الجمعة؟

اتَّفق الجمهورعلى أنَّ تحيَّة المسجد لا تُصلَّى حال شروع الإمام بصلاة الجماعة، وذهب المالكية إلى أنَّ ذلك يعود إلى حال الإمام؛ فإن كان الإمام الذي يقيم الصَّلاة هو الإمام الرَّاتب -والإمام الراتب هو الذي رتَّبه وعيَّنه السُّلطان أو نائبه أو جماعة المسلمين أو الواقف-، فإنَّ تحيَّة المسجد لا تُصلَّى في هذه الحالة، أمَّا إن كان الذي يقيم الصَّلاة ليس الإمام الرَّاتب، فإنَّه يجوز له أداء تحيَّة المسجد حال شروع الإمام بصلاة الجماعة، وبناءً على ما سبق فإنَّ ركعتي تحيَّة المسجد لا يؤديها المصلِّي عند دخوله المسجد والإمام يصلِّي الجمعة.[٣][٤]



حكم صلاة الإمام تحية المسجد قبل الخطبة

تعددت آراء الفقهاء في حكم صلاة الإمام لركعتي تحيَّة المسجد قبل شروعه في خطبة الجمعة على قولين، نوردهما فيما يأتي:[٥]

  • القول الأوَّل: لا تُشرع في حقِّه تحيَّة المسجد، بل السُّنَّة أن يصعد الإمام على المنبر حال دخوله المسجد، وهذا مذهب المالكيَّة، والشَّافعيَّة، والحنابلة.
  • القول الثَّاني: يُسنُّ للإمام أداء ركعتي تحيَّة المسجد عند دخوله المسجد وقبل صعود المنبر وشروعه في خطبة الجمعة، وهذا قول بعض فقهاء الشَّافعيَّة.



حكم صلاة تحية المسجد

يسنُّ للمسلم عند دخوله لأيِّ مسجدٍ من المساجد أن يقوم بأداء ركعتين بنيَّةِ تحيَّةِ المسجد، وله أن يزيد على ذلك ما شاء عند الشَّافعيَّة والحنابلة، بينما ذهب الحنفيَّة إلى جواز زيادتها إلى أربع ركعات، أمَّا المالكيَّة فذهبوا إلى أنَّ تحيَّة المسجد تُصلَّى ركعتين فقط، ولصلاة تحيَّة المسجد عددٌ من الشُّروط، نورد ذكرها فيما يأتي:[٦]

  • أن يكون دخول المسجد في غير أوقات النَّهي.
  • أن يدخل المصلِّي المسجدَ متوضِّئًا، فإن لم يكن على طهارةٍ، فلا يُطلب منه تحيَّة المسجد عند الحنفيَّة، والمالكيَّة، والحنابلة، وخالفهم الشَّافعيُّ في ذلك في حال كان له القدرة على التَّطهُّر في وقتٍ قريبٍ.
  • إنَّ تحيَّة المسجد تُطلب من المارِّ وإن لم يكن قاصدًا المكث فيه عند الحنفيَّة، والشَّافعيَّة، والحنابلة، بينما اشترط الإمام مالك أن يكون المصلِّي قاصدًا المكث.

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:930، حديث صحيح.
  2. محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 695. بتصرّف.
  3. عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 303. بتصرّف.
  4. "الإمام الراتب هل يقدم على غيره إن اختص غيره بفضيلة"، موقع الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 13/6/2021. بتصرّف.
  5. عبد العزيز الحجيلان، خطبة الجمعة وأحكامها الفقهية، صفحة 293. بتصرّف.
  6. عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 303. بتصرّف.
4720 مشاهدة
للأعلى للسفل
×