محتويات
ارتخاء العضلات عند الأطفال: ما هو؟
قد تلاحظ الأم بعد الولادة أنّ أطراف رضيعها ليست قويّة، بل رخوة ومتدلية كالعجين -حتى أثناء الاسترخاء- كأنها لا تحتوي على العظام، هذه الحالة تُعرف بارتخاء العضلات؟ فلماذا يُصاب بها الطفل؟
كما هو معروف، فإنّ حركة العضلات- الانقباض والانبساط- يتحكم بها الدماغ من خلال شبكة من الأعصاب، فإن تعرضت هذه الأعصاب للتلف أو حدث التلف في الدماغ أو الحبل الشوكي- بسبب عدّة عوامل كالاضطرابات الوراثيّة- فإن حلقة الوصل بين الدماغ والعضلات ستُفقد، وبالتالي لن تستطيع العضلات استقبال الأوامر من الدماغ وإرسال الإشارات إليه، وستحدث الإصابة بهذا الاضطراب. [١]
لا يقتصر ارتخاء العضلات على الأطراف المتدلية، بل قد تلاحظ الأم مع نمو الطفل، أنه لا يمتلك القدرة على التحكم بحركة الرأس، وأنه يعاني من صعوبات الكلام والتنفس، ويمكن للأطفال الذين يعانون من متلازمة داون، ومتلازمة براد ويلي والشلل الدماغي، أن يُصابوا بارتخاء العضلات.[١]
ما هي أعراض ارتخاء العضلات عند الأطفال؟
غالبًا ما تكون الإصابة بهذا المرض أمرًا مقلقًا، فقد لا يستطيع والدا الرضيع المُصاب بنقص توتر العضلات أو ارتخاء العضلات، الإمساك به جيدًا دون الشعور بخطر انزلاقه من أيديهم، لكن بإمكانهم السيطرة على الأطفال الأكبر عمرًا من خلال الإمساك بهم من منطقة أسفل الإبط.[٢]
أساسيًا تحدث الإصابة بهذا الاضطراب في مرحلة الطفولة، وأحيانًا تظهر في أعمار أخرى، وتظهر على المُصابين بنقص التوتر خاصة الأطفال العديد من الأعراض التي لا تتضمن تأخر النمو أو نقص الذكاء، فالطفل يكون طبيعيًا ويستطيع التحرك والمشي والجلوس والقفز، لكنه سيكون أبطأ من غيره من الأطفال في عمره.[٣]
أمّا فيما يتعلق بالأعراض والمشكلات التي تظهر، فهي:
- العضلات رخوة بشكل يمكن تشبيه بالعجين، خاصةً لدى الأطفال، وكأن هذا العضو لا يحتوي على عظام.[٣]
- تمدُّد الأطراف المُصابة بشكلٍ أكثر من حدود الحركة الطبيعي.[٣]
- عدم قدرة الطفل على الرضاعة أو مضغ الطعام طبيعيًا.[٣]
- تدلي الفم وبروز اللسان منه.[٣]
- صعوبات التنفس والكلام.[٣]
- الحاجة للمساعدة أثناء المشي والجلوس.[٣]
- عدم القدرة على رفع الرأس طبيعيًا، والحاجة للمساعدة بذلك؛ بسبب عدم القدرة على التحكم بعضلات الرقبة، وسيُلاحظ أن الرأس يكون متدليًا على أحد الجانبين أو للأمام.[٤]
- يكاد صوت الأطفال أو صراخهم أن يكون مسموعًا.[٤]
أما فيما يتعلق بالبالغين، فتظهر لديهم الأعراض الآتية:[٤]
- صعوبة النهوض في حال التمدد أو النوم أو الجلوس.
- صعوبة الوصول إلى الأشياء الموجودة بأماكن مرتفعة أو الإمساك بها.
- السقوط المتكرر.
- وجود مرونة عالية جدًا في الأكواع والركبتين والوركين.
ما السبب لارتخاء العضلات؟
كما ذكرنا سابقًا؛ فإن تلف الأعصاب أو التلف في الجهاز العضلي، سيتسببان بالإصابة بارتخاء العضلات، وهذا التلف عادةً ما ينتج عن الاضطرابات الوراثيّة التي تحدث أثناء تخلق الجنين، التي إمّا أن تكون موروثة من أحد الأبوين، وإمّا أن تحدث نتيجة خلل في عملية نسخ المادة الوراثيّة DNA، وفي هذه الحالة، نطلق على هذا النوع من ارتخاء العضلات؛ ارتخاء العضلات الحميد (نقص التوتر الخلقي الحميد).
وفيما يتعلق بالأسباب الأخرى المؤدية إلى حدوث التلف في الجهاز العضلي أو العصبي، وبالتالي الإصابة بهذا الاضطراب، فهي:[٥]
- الإصابة بضمور العضلات.[٥]
- متلازمة تاي ساكس.[٥]
- ضمور العضلات.[٥]
- مُتلازمة باتاو، المعروفة أيضًا بالتثلث الصبغي 13.[٥]
- الشلل الدماغي.[٦]
- تلف الدماغ الذي قد يُصاب به الطفل نتيجة نقص الأكسجين أثناء الولادة.[٥]
- الحالات النادرة للإصابة بنقص التوتر العضلي، وتتضمن الآتي:[٥]
- الإصابة بالتسمم أو لمس مادة سامة.
- الإصابة التسمم الوشيقي (البوتيوليني) أو المعروف أيضًا بالتسمُّم السُجُقِيّ.
- إصابات الدماغ والحبل الشوكي؛ كالإصابة بنزيف الدماغ.[٦]
- الإصابة بمرض وراثي يُعرف بالحثل العضلي، والمتسبب بحدوث ضعف مستمر بالعضلات.[٦]
- الإصابة بالالتهابات المؤثرة على الجهاز العصبي؛ كالتهاب السحايا، والتهاب الدماغ.[٦]
- الإصابة بمرض ضمور العضلات الشوكي الوراثي.[٦]
- الإصابة بمرض الوهن العضلي الوبيل.[٦]
- الإصابة بقصور الغدة الدرقية الخلقي.[٦]
- الولادة البكرة؛ فالأطفال المولدون قبل الأسبوع 37 من الجمل، قد يواجهون هذه المشكلة نتيجة عدم التخلّق الكامل للجهاز العضلي لديهم.
- الإصابة بمتلازمة مارفان ومتلازمة إهلرز دانلوس الوراثية، اللتين تؤثران على الأنسجة الضامة.[٦]
- الإصابة بمرض مرض شاركو ماري توث الوراثي الذي يؤثر على طبقة المايلين المغطية للأعصاب، وتُسهم في عملية تسهيل نقل الرسائل العصبية من الدماغ وإليه.[٦]
كيف يتم علاج ارتخاء العضلات؟
عادة ما يستفيد الأطفال المصابين بمتلازمة داون ومتلازمة برادر ويلي من العلاج، أمّا الأطفال المصابين بداء تاي ساكس والتثلث الصبغي 13(متلازمة باتو)، فغالبًا ما يكون متوسط أعمارهم أقل.[٥]، ويكون العلاج كالآتي:[٧]
إذا كانت الحالة ناتجة عن الاضطرابات الوراثية، فلا يوجد علاج لها، وسيضطر الطفل للتعايش مع هذه الإصابة مدى الحياة، أمّا إن كانت الإصابة ناتجة عن المشكلات الأخرى، فسيُعالجها الطبيب كالآتي:
- الأدوية، لعلاج الالتهاب المتسبب بالإصابة بارتخاء العضلات.
- تقوية العضلات والعمل على تحسين التناسق بينها من خلال اللجوء إلى الطرق العلاجية الآتية:
- العلاج الفيزيائي، الذي يساعد الطفل على تعلم مهارات استخدام عضلاته بالوضع الحالي، بأقصى فعالية ممكنة.
- علاج النطق واللغة.
- العلاج الطبيعي.
- برامج التحفيز الحسي، التي تساعد الطفل على الاستجابة للمؤثرات الحسيّة والبصرية والمثيرات لحاسة التذوق والشم.
كيف يتم تشخيص ارتخاء العضلات؟
سيحتاج الطبيب بدايةً لسؤال الوالدين عمّا إنّ عانيا من مشكلات طبيّة سابقة للولادة، وفيما إذا حدثت بعض المشاكل أثناء الولادة، ثمّ يُجري بعض الفحوصات التشخيصية كالآتي:[٧]
- إجراء الفحوصات الفيزيائية، لقياس استجابة الطفل للمؤثرات الحسيّة المختلفة، وحركة العضلات، وقدرته على التوازن، ومدى التناسق بحركة العضلات لديه.
- إجراء الفحص الجيني، لمعرفة نوع الإصابة الوراثية لديه.
- أخذ خزعة من العضلات,
- إجراء فحص البزل الشوكي؛ إذ يقوم الطبيب بأخذ عينة من السائل المحيط بالنخاع الشوكي.
- إجراء تحاليل الدم.
- إجراء الفحوصات الإشعاعية الآتية:
- صورة الرنين المغناطيسي.
- تخطيط كهربية العضل؛ لقياس مدى كفاءة عمل الأعصاب والعضلات.
- مخطط كهربية الدماغ؛ لقياس النشاط الكهربائي في الدماغ.
- التصوير المقطعي(CT scan).
المراجع
- ^ أ ب "Hypotonia Information Page", www.ninds.nih.gov, Retrieved 2020-08-19. Edited.
- ↑ "Hypotonia", medlineplus.gov, Retrieved 2020-08-10. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "(Muscle Weakness (Hypotonia", www.childrenshospital.org, Retrieved 2020-08-10. Edited.
- ^ أ ب ت "Hypotonia", www.nhs.uk, Retrieved 2020-08-10. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د Julie Roddick (2016-04-11), "What Is Hypotonia?", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-10. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Hypotonia"، www.nhs.uk، retrived 2020-08-10. Edited.
- ^ أ ب "What Is Hypotonia?", www.webmd.com, Retrieved 2020-08-10. Edited.