محتويات
ما هو مرض الذباح الهربسي؟
يعرف مرض الذباح الهربسي (Herpangina) بأنّه عدوى فيروسية حادّة وواسعة الانتشار، لا سيّما بين الأطفال الصغار، وعادةً ما يُصيب الأطفال خلال أشهر الصيف والخريف، ويؤثر في كامل الفم والحلق مُسبِّبًا ظهور التقرحات وارتفاع درجة الحرارة، كما يسبب ظهور مجموعة من الأعراض المزعجة والمؤلمة، ويُعدّ هذا المرض شديدة العدوى؛ إذ تنتشر العدوى بسهولة من طفل إلى آخر، إلّا أنّ البالغين أقل عُرضةً للإصابة بسبب الإصابات السابقة التي كانوا قد تعرّضوا لها في مرحلة الطفولة فتكوّنت الأجسام المضادة لمحاربة الفيروس في أجسامهم.[١][٢]
ما الذي يسبب مرض الذباح الهربسي؟
الفيروسات المعوية -وهي فيروسات تصيب الجهاز الهضمي- هي المسؤولة عن التهاب الذباح الهربسي، وهي عائلة كبيرة من الفيروسات المسببة للعديد من الأمراض والالتهابات للإنسان، وتُعدّ عائلة فيروس كوكساكي (أ) من الفيروسات المعوية المسببة لمعظم حالات العدوى، وعادةً العدوى بفيروس كوكساكي (أ16) هي الأشدّ.
كما توجد مجموعة كبيرة من هذه الفيروسات تُسبب عدوى بسيطةً ولا تُسبب أي أعراض قوية للمصاب، ومن الممكِن أن تنتقل العدوى عبر الطريق الشرجي الفموي؛ أي ملامسة اليدين لأي من الأسطح الملوثة ببراز المُصاب، أو عبر القطرات الناتجة عن السعال أو العطاس.
ومن الجدير بالذكر أنّ العدوى قد تحدث وتزول من تلقاء نفسها دون أن يشعر المصاب ودون ظهور أي أعراض، إلّا أنّ هذه الحالات ما تزال معديةً، مما يجعل اتباع التدابير اللازمة للوقاية من نشر العدوى أكثر صعوبةً، وتجدر الإشارة إلى أنّ الإصابة بهذه الفيروسات تُولّد مناعةً طويلة الأمد ضدّها، ومع ذلك من الممكن حدوث هجوم ثانٍ لفيروسات مختلفة من ضمن هذه العائلة.[١][٣]
ما هي عوامل خطر الإصابة بالذباح الهربسي؟
توجد مجموعة من عوامل الخطر التي تزيد من فرص انتشار الفيروسات المعوية والإصابة بعدوى الذباح الهربسي، من ضمنها ما يأتي:[٢]
- العمر: إذ تزيد فرص الإصابة بالعدوى لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-10 سنوات.
- المناخ: يزيد انتشار الفيروسات والعدوى الفيروسية في المناخات الاستوائية، وفي فصلي الصيف والخريف.
- التجمعات: يسهل انتقال الفيروس بين الأفراد في التجمعات، بما في ذلك المدارس، والمخيمات الصيفية، ومراكز رعاية الأطفال.
- النظافة الشخصية: إذ يعد الأفراد الذين لا يغسلون أيديهم بانتظام وبطريقة صحيحة ولا يهتمون بالنظافة الشخصية أكثر عُرضةً للإصابة بالعدوى.
ما هي أعراض مرض الذباح الهربسي؟
عادةً ما تظهر أعراض مرض الذباح الهربسي بعد يومين إلى خمسة أيام من التعرّض للفيروس، وتختلف الأعراض التي تظهر على المصابين من شخصٍ إلى آخر، ومن أكثرها شيوعًا ما يأتي:[٤][٥]
- انتشار نتوءات تُشبه البثور والحبوب والتقرحات الصغيرة في الفم، وغالبًا ما تكون في الجزء الخلفي من الحلق، وفي سقف الفم، وتميل إلى أن تكون رماديةً فاتحةً ولها حدود حمراء، وعادةً ما تبدأ هذه التقرحات بالظهور بعد يومين تقريبًا من الإصابة الأولية.
- الحمى المفاجئة، وغالبًا ما تكون شديدةً، وقد تصل درجة حرارة الجسم إلى 41 درجةً مئويةً.
- التهاب الحلق، والشعور بألم وانزعاج في الفم أو الحلق.
- سيلان اللعاب من الفم، خصوصًا عند الأطفال الرضَّع.
- فقدان الشهية.
- ألم الرقبة.
- تورم الغدد اللمفاوية.
- مواجهة صعوبة في البلع.
- الصداع.
- التقيؤ، لا سيّما لدى الأطفال الرضّع.
كيف يتم تشخيص مرض الذباح الهربسي؟
عادةً ما يتم تشخيص حالات مرض الذباح الهربسي سريريًا عن طريق الفحص البدني دون الحاجة إلى اختباراتٍ خاصة، من خلال تقييم الأعراض، خاصّةً الحبوب والتقرحات التي تظهر في الجزء الخلفي من الفم والحلق، والتي يمكن من خلالها تمييز مرض الذباح الهربسي عن غيره من الالتهابات والعدوى التي تُسبّبها الفيروسات المعوية، كما يُمكن في بعض الحالات -لا سيّما الحالات المعقدة- إجراء بعض الفحوصات المخبرية لتأكيد التشخيص، بما في ذلك:[٣]
- المسحات البلعومية.
- فحص البول.
- فحص البراز.
- فحوصات الدم المختلفة، بما في ذلك الفحوصات المناعية التي تكشف عن وجود الأجسام المضادة الخاصة بهذه الفيروسات في الدم، والتي تبدأ أول أنواعها بالظهور خلال أسبوع من العدوى.
كيف يمكن معالجة مرض الذباح الهربسي؟
لا تتوفر أدوية مضادة للفيروسات المسبِّبة لمرض الذباح الهربسي، كما أنّ المضادات الحيوية لا تُستخدم لعلاج العدوى الفيروسية مهما كان نوعها، فهذه الأدوية مخصصة للقضاء على البكتيريا ومعالجة العدوى والالتهابات البكتيرية فقط، وفي حال الإصابة بالذباح الهربسي يمكن استخدام العديد من الأدوية والمنتجات الطبية للسيطرة على الأعراض التي يُسببها، وتقليل الألم والانزعاج الناجم عنه، وعادةً ما تزول معظم الأعراض في غضون 7-10 أيام، ومن ضمن هذه الأدوية ما يأتي:[٢]
- الأدوية المسكنة للألم: تُساهم هذه الأدوية في تخفيف الحمّى والصداع والألم الناتج عن الالتهاب في الفم والحلق، ويمكن استخدام الإيبوبروفين (ibuprofen) أو الباراسيتامول (Paracetamol)، وغيرهما من مسكنات الألم، وتجدر الإشارة إلى ضرورة استخدام مسكنات الألم المناسبة للأطفال؛ إذ يوجد العديد الأدوية لا تُناسبهم، مثل الأسبرين؛ فهو مرتبط بالإصابة بمتلازمة راي، وهي حالة نادرة لكنّها مهددة للحياة تُسبّب تورمًا في الدماغ وتلفًا في الكبد.
- الأدوية الموضعية: هي مجموعة من الكريمات أو الجل مثل الليدوكائين (Lidocaine) تُطبق مباشرةً على التقرحات والبثور في الفم، وتوفّر الراحة من آلام الفم والحلق، لكن يجب الحرص على استخدام المنتج المناسب لعمر المُصاب.
كما يوجد العديد من التوصيات العلاجية المنزلية التي تُساعد في تخفيف الأعراض وتسريع عملية الشفاء، من ضمنها:[٢]
- استخدام الغرغرة الفموية؛ إذ قد يُساعد غسل الفم بمحلول من الماء الدافئ والملح في تخفيف آلام الفم والحلق.
- الإكثار من شرب الماء والسوائل؛ لتوفير الترطيب للجسم ومنع الإصابة بالجفاف، وتجدر الإشارة إلى تجنّب شرب المشروبات الساخنة وعصائر الفاكهة؛ لأنها يمكن أن تُفاقِم الأعراض وتزيد آلام الفم والحلق.
- تجنّب الأطعمة المهيجة، مثل: الأطعمة الحارة، أو المقلية، أو الأطعمة المالحة، أو الحمضية.
- تناول الأطعمة الباردة والطرية، بما في ذلك الآيس كريم، ومخفوق الحليب، والزبادي المجمدة، بالإضافة إلى الخضروات والفواكه، وغيرها من الأطعمة المهدئة.[١]
ما هي طرق الوقاية من مرض الذباح الهربسي؟
يمكن اتباع بعض التدابير الوقائية التي من شأنها تقليل فرص انتقال العدوى والإصابة بمرض الذباح الهربسي، من ضمنها:[١][٤]
- الحرص على غسل اليدين جيدًا بانتظام، لا سيّما قبل الوجبات وبعد استخدام الحمام.
- ارتداء القفازات أثناء تغيير حفاضات الأطفال.
- تجنّب الاتصال المباشر مع الأفراد المصابين بالعدوى.
- تغطية الفم والأنف عند العطس أو السعال؛ لمنع انتشار الجراثيم.
- تنظيف الأسطح وألعاب الأطفال وأي أشياء أخرى وتعقيمها؛ لقتل الجراثيم.
- تجنّب إرسال الطفل المصاب بالعدوى إلى المدرسة؛ لتقليل فرص انتشار العدوى.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
نادرًا ما يتسبّب مرض الذباح الصدري بظهور المضاعفات، لكن يجب مراجعة الطبيب في حال ظهور الأعراض الآتية:[٤]
- استمرار الحمى، وارتفاع درجة حرارة الجسم أكثر من 41 درجةً مئويةً.
- استمرار تقرحات الفم أو التهاب الحلق أكثر من خمسة أيام.
- الجفاف، وهو أكثر المضاعفات شيوعًا، ويتسبّب بظهور الأعراض الآتية:
- جفاف الفم.
- التعب العام والإعياء.
- قلة الدموع.
- انخفاض معدّل إنتاج البول.
- تغيرات البول، كالبول الداكن.
المراجع
- ^ أ ب ت ث David Perlstein, "Herpangina"، medicinenet, Retrieved 2020-6-28. Edited.
- ^ أ ب ت ث Jayne Leonard (2017-7-21), "Everything you need to know about herpangina"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-6-28. Edited.
- ^ أ ب Delwyn Dyall-Smith , "Herpangina"، dermnetnz, Retrieved 2020-6-28. Edited.
- ^ أ ب ت Ann Pietrangelo (2012-9-25), "Herpangina: Causes, Symptoms, Treatments, and More"، healthline, Retrieved 2020-6-28. Edited.
- ↑ "Herpangina in Children", stanfordchildrens, Retrieved 2020-6-28. Edited.