محتويات
ما هو الحول؟
يمتلك الشخص السليم ستّ عضلات في كل عين مسؤولة عن حركتها، وتتلقى هذه العضلات إشارةً عصبيّةً من الدماغ للتنسيق بين كلتا العينين وتوجيهما نحو نقطة محددة، لكن عندما تتلقى العين إشارة غير صحيحة ستتحرّك إلى الأعلى أو الأسفل أو إلى أي من الجانبين وتحدث حالة حول العين (Strabismus).
يمكن أن تؤثر هذه الحالة في عين واحدة أو كلتا العينين، وقد يحدث الحول في العين المصابة باستمرار أو بصورة متقطّعة، ويزداد سوءًا غالبًا في أوقات التعب أو المرض، ويعد استخدام كلتا العينين معًا بطريقة صحيحة أمرًا مهمًا لإدراك العمق بدقّة، وعندما لا تُوجَّه العينان إلى نفس الهدف يمكن أن يعاني المصاب من الرؤية المزدوجة، لكن سرعان ما يتجاهل الدماغ الصورة الثانية.[١]
ما سبب الحول؟
يمكن أن يولد بعض الأطفال مصابين بحول العين، وتسمى هذه الحالة حول العين الخَلقي، وفي كثير من الأحيان لا يُعرَف السبب الرّئيس لهذه الحالة، لكن في حالات أخرى يمكن أن تكمن المشكلة في الجزء من الجهاز العصبي الذي يتحكم بعضلات العين، أو يمكن أن يكون نتيجة ورم أو اضطراب في العين نفسها، وإذا عانى شخص بالغ من حول العين بصورة مفاجئة فيمكن أن يكون ذلك نتيجة الإصابة بحالة طبية طارئة، مثل السكتة الدماغية، وسيحتاج إلى مراجعة الطبيب على الفور.[٢]
ما هي أنواع الحول؟
يقسم الحول إلى العديد من الأنواع، وأبرز نوعان هما:[٣]
- الحول الإنسي التكيفي (Accommodative esotropia): يبدأ هذا النوع من الحول عادةً في السنوات القليلة الأولى من الحياة، وتوجد عوامل وراثية وجينية تزيد من خطر الإصابة به، كما يحدث هذا النوع في حالات طول النظر غير المصحَّحة، ولأنّ القدرة على التركيز مرتبطة بالمكان الذي تتّجه له العينان فإنّ جهد التركيز الإضافي المطلوب لرؤية الأشياء البعيدة بوضوح يمكن أن يتسبّب بحول العين إلى الداخل، ويمكن أن يعاني المصاب من رؤية مزدوجة، كما يمكن أن يحتاج إلى تغطية إحدى العينين عند النظر إلى شيء قريب، أو إمالة الرأس أو تدويره.
- الحول الوحشي المتقطع (Intermittent exotropia): فيه ستثبت إحدى العينين على نقطة معينة، بينما تنحرف العين الأخرى إلى الخارج، ويمكن أن يعاني الشخص المصاب بهذا النوع من الحول من الرؤية المزدوجة، والصداع، وصعوبة القراءة، وإجهاد العين، وتغطية عين من أجل رؤية الأشياء البعيدة أو عند وجود ضوء ساطع، ويمكن أن يحدث هذا النوع في أي عمر.
- الحول الداخلي للأطفال (Infantile esotropia): فيه تنحرف العينان بدرجة كبيرة نحو الداخل، وعادةً ما يبدأ ذلك في الأشهر الستة الأولى من الحياة.
كيف يُشخَّص الحول؟
يعد التشخيص والعلاج المبكر لحول العيون أمرًا في غاية الأهمية؛ وذلك تجنبًا لفقدان البصر، وسيُجري الطبيب مجموعةً من الاختبارات للتحقق من صحة عيني الشخص قبل تشخيصه بالحول، تتضمن ما يأتي:[٤]
- اختبار رد فعل القرنية للضوء.
- اختبار حدة البصر، لتحديد مدى جودة القراءة من مسافة بعيدة.
- اختبار تغطية العين وكشفها، ويهدف هذا الاختبار إلى تحديد حركة العين وانحرافها.
- اختبار الشبكية؛ لفحص الجزء الخلفي من العين.
إذا عانى الشخص من أعراض جسدية أخرى إلى جانب معاناته من الحول يمكن أن يفحص الطبيب الدماغ والأعصاب بحثًا عن سبب عصبيّ للحالة؛ فعلى سبيل المثال يمكن أن يُجري اختبارات لاستثناء الشلل الدماغي ومتلازمة غيلان باري، ويجب التنويه أيضًا إلى أنّه من الشائع أن يعاني الأطفال حديثو الولادة من الحول، لكن إذا تجاوز عمر الطفل ثلاثة شهور وما زال يعاني منه لا بدّ من مراجعة الطبيب، ويجب أن يخضع جميع لأطفال لفحص العين قبل بلوغهم ثلاث سنوات.[٤]
هل يمكن علاج الحول؟
يمكن علاج الحول باستخدام العديد من الطرق، ويحدّد طبيب العيون الطريقة الأمثل لكل شخص، ومن هذه الطرق ما يأتي:[١]
- استخدام النظارة الطبية: يكون علاج الحول لدى الطفل الذي يعاني الحول الإنسي التكيفي -الناتج عن التركيز المفرط للعين لتعويض النسبة الكبيرة من طول النظر غير المُصحَّح- بارتداء النظارة الطبية المناسبة، التي من شأنها أن تريح العين من هذا التركيز والجهد الكبير، كما ستستقيم العين على الفور، وغالبًا ما تقضي هذه الطريقة على مشكلة الحول، لكن قد يستمرّ تقارب العينين أثناء القراءة، وفي هذه الحالة يمكن أن يصف الطبيب عدسةً ثنائية البؤرة لزيادة قوتها.
- استخدام المنشور (Prism): هو نوع من العدسات مُسبِّب لانحناء الضوء باتجاه معين، ويمكن لطبيب العيون أن يصف هذا المنشور للمصاب بهدف تحريك الأشياء إلى المكان الذي يتمكن فيه من دمج الصور بصورة واحدة والتخلُّص من الرؤية المزدوجة، ويعد هذا المنشور بمثابة مساعدة هائلة للعديد من المصابين الذي يعانون من الرؤية المزدوجة نتيجة الحول، وفي بعض الحالات قد تُوصَف أنواع خاصّة منه، مثل منشور القوة العاكس لتعزيز المظهر الجمالي لعيني المصاب.
- العلاج البصري: يتضمن العلاج البصري تقنيات مختلفةً تهدف إما لتصحيح الحول أو السماح للشخص الذي يعاني من الحول بمعرفة متى يحدث انحراف العين؛ لكي يتمكن من استخدام عضلاتها لتقليل هذا الانحراف، ويستخدم التّقنيون في بعض الأحيان أجهزةً وبرامج حاسوبيّةً لإعطاء المصاب ملاحظات سلوكيّةً تهدف إلى التحكم بانحراف العين، كما قد يُجروا تمارين محدّدةً لعضلات العين لتقويتها، ويعد العلاج البصري علاجًا فعالًا للغاية لحالات الحول الخارجي وحالات الحول الداخلي البسيطة لكن ليس للكبيرة منها، ولا يوصي بعض أطباء العيون بهذا النوع من العلاج إلا في حالات قصور التقارب، وهو اضطراب شائع لا تتمكن العينان فيه من العمل معًا عند التركيز على شيء قريب.
- استخدام البوتوكس: يمكن استخدام البوتكس في علاج الحول، وذلك عن طريق حقن هذه المادة مباشرةً في إحدى العضلات المسؤولة عن حركة العين، الأمر الذي يمنع بصورة مؤقتة حركة العضلة مُؤدّيًا إلى استرخائها، مما يتيح الفرصة لباقي العضلات بتقويم العين، ويعد هذا الاستخدام للبوتكس من أول استخداماته في الرعاية الصحية.
- الجراحة: تعد جراحة عضلات العين ناجحةً للغاية في معظم الحالات، ويستخدم جرّاحو العيون المختصّون في جراحة عضلات العين مجموعةً متنوعةً من الأساليب، التي تتضمن تقصير عضلات العين أو تحريكها، ويستخدمون خيوط قابلةً للضبط؛ للتأكد من تصحيح عضلة العين بدقة مباشرةً بعد العملية.
المراجع
- ^ أ ب "Strabismus (Crossed Eyes) Overview", VERYWELLHEALTH, Retrieved 12-5-2020. Edited.
- ↑ "What Is Strabismus?", WEBMD, Retrieved 12-5-2020. Edited.
- ↑ "Strabismus (Crossed Eyes)", clevelandclinic, Retrieved 15-5-2020. Edited.
- ^ أ ب "Everything You Need to Know About Crossed Eyes", HEALTHLINE, Retrieved 12-5-2020. Edited.