ما سبب نزول سورة التحريم

كتابة:
ما سبب نزول سورة التحريم

سبب نزول سورة التحريم

هي السورة رقم 66 حسب ترتيب السور في القرآن الكريم، ونزلت آيات السورة البالغ عددها 12 آية في المدينة المنورة،[١] وقد تعدّدت الروايات في سبب نزول سورة التحريم في بعض التفاصيل، إلا أنها اتّفقت جميعاً على أمر واحد، وهو تحريم الرسول -عليه الصلاة والسلام- لما أباح وأحل الله -تعالى- له من عدم هجرانه لإحدى زوجاته، وذلك من أجل مرضاة بعض زوجاته وعدم انزعاجهنّ.[٢]

سبب نزول الآية الأولى من سورة التحريم

ذكر المفسّرون أن سبب نزول قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)،[٣] حادثتين حدثتا بين أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، نذكرهما فيما يأتي:[٤]

  • ما ثبت في الصحيح عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يشرب عسلًا عند زينب بنت جحش، ويمكث عندها، فاتّفقت هي وحفصة إذا دخل النبيّ عليهما أن يقولا له: "أكلت مغافير؟ إني أجد منك ريح مغافير"، والمغافير هو صمغ له رائحة كريهة، فدخل على حفصة فقالت له ذلك، فقال: (لَا، بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ بنْتِ جَحْشٍ، ولَنْ أعُودَ له)،[٥] فنزلت الآية.
  • ما ورد أن حفصة -رضي الله عنها- ذهبت إلى بيت والدها للاطمئنان عليه، وعندما رجعت إلى دارها أبصرت مارية مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولم يكن يومها، فانزعجت مما رأت وظنّت بأن الرسول -عليه السلام- فعل ذلك لهوان أمرها وشأنها عنده، وقد أخبرته بأنها ستُطلع زوجته عائشة -رضي الله عنها- على ذلك.
ولكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يرد ذلك؛ لكي لا تنزعج عائشة -رضي الله عنها- من الأمر، وحلف لها بعدم اقترابه أو اختلائه بمارية بعد ما جرى، إلا أن حفصة أطلعت عائشة على الأمر، مما تسبب بانزعاج الرسول -صلى الله عليه وسلم- واستيائه من ذلك، واعتزال نسائه مدة من الزمن.
وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رسولَ اللهِ كانت له أمَةٌ يطؤُها، فلم تزَلْ به عائشةُ وحفصةُ، حتَّى حرَّمها على نفسِه، فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ إلى آخرِ الآية).[٦]

سبب تسميتها سورة التحريم

سميت سورة التحريم بهذا الاسم؛ لأنه جاء فيها ذكر تحريم النبي -صلى الله عليه وسلم- على نفسه ما أحلّه الله -تعالى- له، وهذا مستنبطٌ من أول آية في السورة الكريمة، فقد قال الله -تعالى- في محكم التنزيل: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ)[٧][٨]

مقاصد سورة التحريم

بعد بيان سبب نزول سورة التحريم، لا بد من الوقوف على مقاصد هذه السورة العظيمة بإيجاز، وفيما يأتي ذكر ذلك:[٩]

  • السورة الكريمة عرضت صفحة من حياته -صلى الله عليه وسلم- في بيته.
  • حثت السورة الكريمة المؤمنين على الإقدام على العمل الصالح، ووجوب التوبة النصوح؛ لتكفير السيئات، ودخول الجنات.
  • اختتمت السورة الكريمة بضرب مثلين عظيمين: أحدهما للمؤمنين، والآخر للكافرين؛ بهدف العظة والاعتبار.

المراجع

  1. السيوطي، الدر المنثور في التفسير المأثور، صفحة 213.
  2. محمد مقدام، تفسير القرآن الكريم، صفحة 4. بتصرّف.
  3. سورة التحريم، آية:1
  4. ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 344.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:6691، حديث صحيح.
  6. رواه الألباني، في سنن النسائي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3969، إسناده صحيح.
  7. سورة التحريم، آية:1
  8. الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 300.
  9. السيد طنطاوي، التفسير الوسيط، صفحة 465.
5477 مشاهدة
للأعلى للسفل
×