محتويات
ما صحة حديث رضاع الكبير؟
الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما، وفي رواية مسلم عن عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: "أنَّ سَهْلَةَ بنْتَ سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو جَاءَتِ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ سَالِمًا، لِسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، معنَا في بَيْتِنَا. وَقَدْ بَلَغَ ما يَبْلُغُ الرِّجَالُ، وَعَلِمَ ما يَعْلَمُ الرِّجَالُ. قالَ: أَرْضِعِيهِ تَحْرُمِي عليه. قالَ: فَمَكَثْتُ سَنَةً، أَوْ قَرِيبًا منها لا أُحَدِّثُ به وَهِبْتُهُ ثُمَّ لَقِيتُ القَاسِمَ فَقُلتُ له: لقَدْ حَدَّثْتَنِي حَدِيثًا ما حَدَّثْتُهُ بَعْدُ. قالَ: فَما هُوَ؟ فأخْبَرْتُهُ قالَ فَحَدِّثْهُ عَنِّي، أنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْنِيهِ".[١]
شرح حديث رضاع الكبير
المعنى العام للحديث
- تخبرنا عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- أنّ سهلة بنت سهيل سألت النّبي عليه الصلاة والسلام عن ولد كانا يعتبرانه هي وزوجها ابنهما وكان يدخل عليها قبل أن يُحرّم الإسلام التبنّي، وإنّهم يجدون حرجًا في ذلك بعدما حرّم الإسلام التبني وكبر سالم، وأصبح أجنبيًا عنها، فأمرها النّبي -عليه الصلاة والسلام- أنّ ترضعه خمس رضعات حتى يحرم عليها من الرضاعة ففعلت.[٢]
- وتنبغي الإشارة إلى أنّ رضاع سالم لم يكن كما هو متعارف عليه، لأنّه كان أجنبيًا عنها قبل رضاعه، وإنّما كان ذلك بأن وضعت من حليبها في إناء بقدر خمس رضعات وشربه سالم فحرم عليها بذلك، وقد بيّن الشرع أنّ هذا الحكم إنّما كان خاصًا لسالم وسهيلة امرأة أبي حذيفة كما دلّ على ذلك قول بعض أمهات المؤمنين في أحاديث أخرى صحيحة.[٣][٤]
ما يُستفاد من الحديث
في الحديث فوائد عدّة، نذكر منها ما يلي:[٥]
- بيان تحريم التبنّي في الإسلام.
- بيان أن عدد الرضعات المحرّمة خمس رضعات مشبعات.
- بيان خصوصية سالم وسهلة بنت سهيل في حكم رضاع الكبير.
- بيان تحريم دخول الرجال الأجانب على النّساء.
أحاديث أخرى في التحريم من الرضاعة
وردت أحاديث عدّة في بيان أحكام التحريم من الرضاعة، نذكر منها ما يلي:
- ما روته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "عَنْ عَمْرَةَ، أنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ، تَقُولُ: وَهي تَذْكُرُ الذي يُحَرِّمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ قالَتْ عَمْرَةُ: فَقالَتْ: عَائِشَةُ، نَزَلَ في القُرْآنِ عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ، ثُمَّ نَزَلَ أَيْضًا خَمْسٌ مَعْلُومَاتٌ".[٦]
- وعنها -رضي الله عنها- قالت: "جاءَ عَمِّي مِنَ الرَّضاعَةِ، فاسْتَأْذَنَ عَلَيَّ، فأبَيْتُ أنْ آذَنَ له، حتَّى أسْأَلَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَجاءَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلْتُهُ عن ذلكَ، فقالَ: إنَّه عَمُّكِ، فَأْذَنِي له، قالَتْ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّما أرْضَعَتْنِي المَرْأَةُ، ولَمْ يُرْضِعْنِي الرَّجُلُ، قالَتْ: فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّه عَمُّكِ، فَلْيَلِجْ عَلَيْكِ، قالَتْ عائِشَةُ: وذلكَ بَعْدَ أنْ ضُرِبَ عليْنا الحِجابُ، قالَتْ عائِشَةُ: يَحْرُمُ مِنَ الرَّضاعَةِ ما يَحْرُمُ مِنَ الوِلادَةِ".[٧]
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1453، حديث صحيح.
- ↑ الموسوعة الحديثية، "شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2022. بتصرّف.
- ↑ إسلام ويب (2/11/2014)، "حديث رضاع الكبير"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2022. بتصرّف.
- ↑ ناصر بن سليمان العمر (22/12/2006)، "ما صحة حديث رضاع الكبير؟ "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2022. بتصرّف.
- ↑ الموسوعة الحديثية، "شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1452، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5239، حديث صحيح.