الصداع
يمرّ العديد من الأفراد بتجارب يومية أو ضغوطات تجعلهم عرضةً للشعور بصداع في الرأس، إذ يعد من أكثر المشاكل شيوعًا بين الأفراد البالغين، فهم يتعرضون له في مرحلة ما في حياتهم، وأفادت منظمة الصحة الدولية أن نصف البالغين تقريبًا سيواجهون الصداع في أي عام بغض النظر عن العمر أو الجنس أو العِرْق، كما أن شعور الفرد به عادةً ما يكون ناجمًا عن الإجهاد أو ارتفاع ضغط الدم أو القلق أو الاكتئاب، ويؤثّر بطريقة سلبيّة على المصاب فيفقد القدرة على القيام بالوظائف الطبيعيّة الروتينيّة اليوميّة البسيطة.[١]
علاج الصداع
على الرغم من وجود العديد من الأدوية التي تهدف إلى تخفيف أعراض الصداع إلا أن هناك عددًا من العلاجات الطبيعية الفعّالة، أهمّها ما يلي[٢]:
- شرب الماء: يؤدي نقص الماء في الجسم إلى زيادة شدة الصداع، إذ أثبتت الدراسات العلمية أن الجفاف المزمن سبب شائع لصداع التوتر والصداع النصفي، وقد تبيّن أن شرب الماء يخفف الصداع في غضون نصف ساعة إلى ثلاث ساعات، ولتجنب حدوثه يُنصح بشرب الماء طوال اليوم، وتناول الأطعمة الغنية بالماء.
- المغنيسيوم: هو معدن مهم وضروري لوظائف عدة في الجسم، بما في ذلك التحكم بسكر الدم، والأعصاب، ومن الجدير بالذكر أن المغنيسيوم أثبت أنه علاج فعّال وآمن للصداع، ويعد استخدامه الأكثر شيوعًا عند الأفراد المصابين بالصداع النصفي مقارنةً بغيرهم؛ إذ يخفف من وتيرة الألم الشديد المصاحب للصداع النصفي، ومع ذلك فإن تناول مكمّلات المغنيسيوم قد يؤدي إلى حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الإسهال عند بعض الأشخاص، لذا ينصح البدء بتناول جرعات أصغر عند علاج أعراض الصداع؛ أي حوالي 600 ملغ من سترات المغنيسيوم عن طريق الفم يوميًا.
- تجنب شرب الكحول: توسع الكحول الأوعية الدموية وتسمح بتدفق الدم بكميات كبيرة، فينتج عن ذلك ارتفاع في ضغط الدم مصحوبًا بالصداع، كما يدر البول أيضًا، مما يؤدي إلى فقدان الجسم للسوائل من خلال التبول المتكرر، فيصبح الجسم أكثر عرضةً للإصابة بالجفاف، والذي يمكن أن يسبب أو يفاقم الصداع، لذا ينصح بتجنب شربه.
- الحصول على قسط كافِ من النوم والاسترخاء: لأن قلة النوم يمكن أن تكون ضارةً بالصحة بطرق عديدة، وقد تسبب أيضًا الصداع لدى بعض الأشخاص، كذلك فإن النوم الكثير يسبب الصداع، مما يتطلب الحصول على القدر الكافي من النوم والراحة دون زيادة أو نقصان لتجنب حدوثه.
- تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الهستامين: الهيستامين هو مادة كيميائية موجودة في الجسم بشكل طبيعي، تلعب دورًا في الجهاز المناعي والهضمي والعصبي، بعض الأشخاص لا يستطيعون إخراج الهستامين بطريقة صحيحة؛ لأنهم يعانون من ضعف وظيفة الإنزيمات المسؤولة عن تحطيمه، ويوجد الهيستامين في السمك المدخن، والأجبان القديمة، والأطعمة المخمرة، والبيرة، والنبيذ، واللحوم المعالجة.
- استخدم الزيوت العطرية: هي سوائل عالية التركيز تحتوي على مركبات عطرية من مجموعة متنوعة من النباتات، منها: زيت النعناع، وزيت اللافندر.
- تناول فيتامين B المركب: فيتامينات ب هي مجموعة من المغذيات الدقيقة القابلة للذوبان في الماء، والتي تلعب العديد من الأدوار المهمة في الجسم، إذ تساهم في تكوين الناقل العصبي، وتساعد في تحويل الغذاء إلى طاقة، وقد يكون لبعض فيتامينات ب تأثير وقائي ضد الصداع، خاصّةً مكملات ريبوفلافين (B2)، والفولات، وB12، والبيريدوكسين (B6).
- استخدام الكمادات الباردة أو الدافئة مباشرةً على الرأس أو الرقبة: إن استخدام كمادات باردة قد يساعد في إبطاء توصيل الإشارات العصبية وتضيق الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تخفيف أعراض الصداع.
- تناول مكملات CoQ10: هي مادة تنتج بشكل طبيعي من الجسم، تساعد على تحويل الطعام إلى طاقة، وقد تكون وسيلةً فعالةً وطبيعيةً لعلاج الصداع.
- تناول الكافيين بكميات معتدلة: إن شرب المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين مثل الشاي أو القهوة قد يوفر الراحة عند التعرض للصداع، كما أنه يساعد على زيادة فعالية الأدوية الشائعة المستخدمة لعلاجه، مثل: الأيبوبروفين، والإسيتامينوفين. مع ذلك فقد تبين أن أعراض انسحاب الكافيين تسبب الصداع عند استهلاك كميات كبيرة من الكافيين بانتظام والتوقف عن ذلك فجأةً.
- الوخز بالإبر: هو تقنية للطب الصيني التقليدي تتضمن إدخال إبر رقيقة في الجلد لتحفيز نقاط محددة في الجسم، فتخفف من أعراض الصداع.
- تجنّب الروائح القوية: مثل روائح العطور ومواد التنظيف.
- تناول الأعشاب الطبية: مثل اليانسون؛ فهو نبات مزهر له خصائص مضادة للالتهابات، ويعدّ آمنًا إذا تم تناوله بالكميات الموصى بها ولفترة قصيرة وتجنب استخدامه لفترات طويلة.
- تجنب تناول اللحوم المعالجة: إذ تحتوي مثل هذه اللحوم على مادة النترات، وهي مواد حافظة غذائية شائعة تضاف إلى عناصر مثل النقانق و لحم الخنزير المقدد لإبقائها طازجةً من خلال منع نمو البكتيريا، تسبب الصداع عند الكثير من الأشخاص.
- استخدام الزنجبيل: إذ يحتوي جذر الزنجبيل على العديد من المركبات المفيدة، بما في ذلك مضادات الأكسدة والمواد المضادة للالتهابات.
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة وتجنب الإجهاد: وذلك من أبسط الطرق للحد من وتيرة الصداع وشدته، عن طريق الانخراط في النشاط البدني.
- الانتباه للمأكولات والمشروبات: فإن ما يدخل إلى الجسم يمكن أن يكون له تأثير كبير على الصداع، لذلك ينصح بتناول الوجبات بانتظام، خاصّةً بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الصداع بسبب انخفاض نسبة السكر في الدم، وعدم تخطّي الوجبات، لا سيما وجبة الإفطار.[٣]
أنواع الصداع
يقسم الصداع إلى عدّة أنواع، أهمّها ما يلي[٤]:
- الصداع الناتج عن التوتر: يعد هذا النوع الأكثر شيوعًا بين الأفراد البالغين والمراهقين، إذ يشعر الفرد بآلام خفيفة في الرأس تزول مع مرور الوقت.
- الصداع النصفي: يشعر الأفراد البالغون بالرغبة بالتقيؤ أو الغثيان أو فقدان الشهية نتيجة إصابتهم بالصداع النصفي، إذ يستمر الشعور بالألم 4 ساعات وقد يستمر عدة أيام، وعادةً ما يصاب الفرد بالصداع النصفي من مرة إلى 4 مرات في الشهر، كما أن الأطفال المصابين بالصداع النصفي تظهر عليهم أعراض جانبية، منها: شحوب الوجه، والشعور بالدوار، وضعف الرؤية، والحمى، واضطراب المعدة، وحالات نادرة جدًا من التقيؤ تحدث مرةً في الشهر.
- الصداع العنقودي: يعدّ أكثر شيوعًا عند الرجال من النساء، وأقوى أنواع الصداع، إذ يشعر الفرد فجأةً بألم في رأسه يستمر فترةً طويلةً، وسمّي بالصداع العنقودي لأنه يصيب الفرد فترةً طويلةً ثم يختفي عدة أشهر، ويمكن أن يكون الألم شديدًا لدرجة أن معظم الذين يعانون منه لا يمكنهم الجلوس المتواصل، إلى جانب الشعور بألم شديد خلف أو حول عين واحدة مصاحب لتدلي جفن العين واحمرار شديد، ووجع في الوجه، وسيلان في الأنف.
- الصداع من الإفراط في تناول الأدوية: بعض الأدوية قد تسبب صداعًا متكررًا عند تناولها بانتظام، فيعد الصداع الناتج عن الإفراط في استخدامها المعروف أحيانًا باسم صداع الارتداد أكثر أنواع الصداع الثانوي شيوعًا، يتميز بأنه صداع متكرر أو يومي مع أعراض مشابهة لأعراض صداع التوتر أو الصداع النصفي، ومن أهم الأدوية التي قد تسبب ذلك المواد الأفيونية، والأسيتامينوفين، ومضادات الالتهاب اللاستيروئيدية، مثل: الأسبرين، والإيبوبروفين، وأدوية التريبتان[٥].
- صداع الجيوب الأنفية: سببه التهاب الجيوب الأنفية؛ أي حدوث تورم في الجيوب الأنفية، والذي عادةً ما يكون نتيجةً لعدوى أو حساسية.[٥]
- صداع من ارتفاع ضغط الدم: قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم بنسبة كبيرة إلى حدوث الصداع، ومعظم الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم ليس لديهم أي أعراض على الإطلاق.[٦]
- الصداع التحسسي: يكون في الغالب مرافقًا للحساسية الموسمية مع أعراض أخرى، مثل: سيلان الأنف، والعطس، والتدميع، ولتخفيف الصداع يجب تجنب التعرض لمسببات الحساسية، واستخدام الأدوية المضادة للهيستامين، ومضادات الاحتقان التي تصرف بوصفة طبية.[٧]
أعراضٌ مُصاحِبَة للصداع
يمكن أن يكون الصداع من أعراض بعض الحالات الخطيرة، مثل: السّكتة الدماغية، أو التهاب السحايا، أو التهاب الدماغ، لذلك يجب مراجعة قسم الطوارئ في المستشفى أو مراجعة طبيب مختص إذا كان الصداع مصحوبًا بما يأتي:[٨]
- الارتباك أو صعوبة في فهم الكلام.
- الإغماء.
- ارتفاع في درجة الحرارة؛ أي أعلى من 102 فهرنهايت إلى 104 فهرنهايت (39 درجةً مئويةً إلى 40 درجةً مئويةً).
- الخدر أو الضعف أو الشلل في جانب واحد من الجسم.
- تصلب الرقبة.
- مشكلة في الرؤية.
- مشكلة في التحدث.
- مشكلة في المشي.
- الغثيان أو التقيؤ إن لم يكونا مرتبطين بوضوح بالإنفلونزا.
المراجع
- ↑ James McIntosh (13-11-2017), "What is causing this headache?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 26-10-2018. Edited.
- ↑ Jillian Kubala (4-2-2018), "18 Remedies to Get Rid of Headaches Naturally"، www.healthline.com, Retrieved 26-10-2018. Edited.
- ↑ Diana Rodriguez (27-10-2011), "Fast Headache Relief"، www.everydayhealth.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
- ↑ "Headache Basics", www.webmd.com, Retrieved 26-10-2018. Edited.
- ^ أ ب Stephen Gill (29-1-2018), "What different types of headaches are there?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 13-10-2019. Edited.
- ↑ "Headache: When to worry, what to do", www.health.harvard.edu,5-2-2019، Retrieved 14-10-2019. Edited.
- ↑ Jessica Migala (21-8-2019), "8 Types of Headaches—and How to Get Rid of Them"، www.thehealthy.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
- ↑ "Headache", www.mayoclinic.org, Retrieved 16-10-2019. Edited.