ما علاج متلازمة ما بعد شلل الأطفال؟

كتابة:
ما علاج متلازمة ما بعد شلل الأطفال؟

ما هي متلازمة ما بعد شلل الأطفال؟

على الرغم من انخفاض نسبة انتشار فيروس شلل الأطفال نتيجة استخدام اللقاح الخاص به، إلا أنه كان منتشرًا في الماضي، ومن أبرز المضاعفات التي تنجم عن الإصابة بهذه العدوى متلازمة ما بعد شلل الأطفال، فما هي هذه المتلازمة؟ وكيف يمكن علاجها؟ وما هي أسباب حدوثها؟ كل هذه الأسئلة وغيرها سنجيب عنها خلال هذا المقال.

تعد متلازمة ما بعد شلل الأطفال حالةً طبّيةً غير مفهومة بصورة كبيرة، تحدث عند الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس شلل الأطفال في الماضي، وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم الأشخاص الذين أصيبوا به لم يكونوا على علم بإصابتهم؛ وذلك لعدم معاناتهم من أي أعراض، بينما يمكن أن يعاني بعض الأطفال من الشلل، والضعف والتقلص في العضلات مدّةً من الوقت يمكن أن تستمر لأسابيع أو أشهر، أو يمكن أن تظلّ سنوات طوال، وتُحدّد متلازمة ما بعد شلل الأطفال بالحالة التي تعود فيها بعض هذه الأعراض بعد عدة سنوات من الإصابة بالفيروس.[١]


ما علاج متلازمة ما بعد شلل الأطفال؟

لسوء الحظ لم يتمكن الأطباء من اكتشاف علاج محدد لمتلازمة ما بعد شلل الأطفال، لكن يمكن أن تساعد بعض العلاجات في السيطرة على الأعراض والشعور بالراحة، تتضمن ما يأتي:[٢]

  • الحفاظ على الطاقة: ذلك عن طريق تسريع الأنشطة البدنية، والحصول على الراحة بصورة متكررة بهدف تقليل الجهد، كما يمكن استخدام بعض الأدوات، مثل: عصا المشي، أو الكرسي المتحرك؛ إذ تساهم في الحفاظ على الطاقة، بالإضافة إلى ذلك يجب تعلم طريقة التنفس التي تحافظ على الطاقة.
  • العلاج البدني: ذلك بممارسة بعض التمارين المقوية للعضلات، كالأنشطة منخفضة الشدة، مثل: السباحة، والتمارين الرياضية المائية، ويمكن ممارسة هذه التمارين يوميًا لكن من غير بذل جهد كبير، وتجدر الإشارة إلى أهمية ممارسة التمارين الرياضية للحفاظ على الصحة واللياقة البدنية، لكن من غير إفراط.
  • علاج النطق: يمكن أن تساعد هذه العلاجات في التقليل من صعوبة البلع، كما يمكن لتمارين تقوية الصوت المساعدة في ذلك.
  • علاج توقف التنفس أثناء النوم: قد يساعد تغيير طريقة النوم مثل تجنب النوم على الظهر أو استخدام أجهزة تحافظ على مجرى الهواء مفتوحًا عند النوم في علاج هذه الحالة.
  • الأدوية: يمكن استخدام بعض الأدوية للتخفيف من آلام العضلات والمفاصل، مثل: الأسبرين، والباراسيتامول، والإيبوبروفين.

كما قد تساعد بعض العلاجات المنزلية وتغييرات نمط الحياة في التقليل من شدة أعراض متلازمة ما بعد شلل الأطفال، وتتضمن هذه العلاجات والإجراءات ما يأتي:[٢]

  • التقليل من الأنشطة التي تسبب الألم أو التعب: إذ يمكن لهذه الأنشطة أن تزيد الأعراض سوءًا لعدة أيام لاحقة، لذلك فإن الاعتدال في الأنشطة هو الخيار الأفضل.
  • البقاء إيجابيًّا وذكيًّا: إذ لا يعني تقليل الأنشطة الشخصية والحفاظ على الطاقة أنّ الشخص قد استسلم للمرض، بل يدل ذلك على أنّه قد وجد طريقةً ذكيّةً للتحكم بالأعراض والتعافي منها بسرعة.
  • الحفاظ على الدفء والحرارة: إذ يمكن للبرد أن يزيد من إرهاق العضلات، لذا لا بدّ من الحفاظ على حرارة المنزل دافئةً، وارتداء طبقات كافية من الملابس عند الخروج من المنزل.
  • تجنب السقوط: يجب التخلص من أي فوضى في أرضية المنزل، والسجاد الذي يمكن أن يسبب التعثر، وارتداء أحذية جيدة لتجنب السقوط.
  • الحفاظ على أسلوب حياة صحي: ذلك عن طريق التوقف عن التدخين، وتقليل كمية الكافيين اليومية، واتباع نظام غذاء صحي، والنوم بقدر كافٍ.
  • حماية الرئة: لا بدّ للشخص الذي يعاني من صعوبة التنفس مراقبة أي علامة تشير إلى إصابته بالتهاب رئوي وعلاجه مباشرةً، كما يجب التوقف المباشر عن التدخين.


ما أعراض متلازمة ما بعد شلل الأطفال؟

يمكن أن تتفاوت أعراض متلازمة ما بعد شلل الأطفال بصورة كبيرة بين الأشخاص؛ إذ يمكن أن يعاني البعض من أعراض بسيطة، بينما يعاني البعض الآخر من أعراض شديدة للغاية، وعمومًا تتضمن أعراض هذه المتلازمة ما يأتي:[٣]

  • ضعف تدريجي في العضلات.
  • الشعور بالتعب الشديد وغير المعتاد.
  • ضمور العضلات.
  • ألم ينجم عن تنكّس المفاصل، أو عن تشوهات العظام، مثل الجنف.

ويجب على الشخص مراجعة الطبيب إذا عانى من الضعف أو التعب المتزايد، إذ يساعد الطبيب في استثناء الأسباب المحتملة الأخرى لهذه العلامات والأعراض، وتحديد إصابة الشخص بمتلازمة ما بعد شلل الأطفال من عدمها.[٤]


ما أسباب الإصابة بمتلازمة ما بعد شلل الأطفال؟

على الرغم من عدم تحديد السبب الدقيق لحدوث متلازمة ما بعد شلل الأطفال، إلا أنّه توجد بعض النظريات التي تحاول تفسير ذلك، فعندما يصيب فيروس شلل الأطفال الجسم فإنه يؤثر في نوع من الخلايا العصبية يسمى الخلايا العصبية الحركية، خاصّةً الخلايا الموجودة في الحبل الشوكي التي تنقل الإشارات العصبية بين الدماغ والعضلات، ويدمر فيروس شلل الأطفال العديد من هذه الخلايا، ولتعويض هذا التلف تنتج الخلايا العصبية الناجية أليافًا جديدةً، وتتضخم الوحدات الحركية المتبقية، الأمر الذي يعزز تعافي العضلات، لكنه يمكن أن يجبر الخلايا العصبية المتبقية على تغذية الألياف الجديدة، الأمر الذي قد يزيد الضغط على هذه الخلايا، مما يدفع الألياف الجديدة للتلف، الذي قد يمتدّ ليشمل الخلايا العصبية نفسها.[٤]

ويمكن أن تساهم بعض عوامل الخطر في حدوث هذه المتلازمة، تتضمّن ما يأتي:[٤]

  • حدة الإصابة الأولية بفيروس شلل الأطفال: إذ إنّه كلما كانت الإصابة الأولية أكثر حدّةً زاد خطر ظهور أعراض متلازمة ما بعد شلل الأطفال.
  • العمر عند الإصبة بالعدوى الأولية: كلما كان الطفل أكبر سنًا عند إصابته بالعدوى الأولى زاد خطر الإصابة بمتلازمة ما بعد شلل الأطفال.
  • نسبة التعافي من العدوى الأولية: كلما كانت نسبة التعافي من العدوى الأولى لشلل الأطفال أكبر زاد خطر الإصابة بهذه المتلازمة لاحقًا.
  • ممارسة الأنشطة البدنية الشديدة: يمكن أن تزيد هذه الأنشطة من الجهد والضغط على الخلايا العصبية الحركية المُجهدة بالفعل، فيزداد خطر الإصابة بهذه المتلازمة.


كيف يتم تشخيص متلازمة ما بعد شلل الأطفال؟

يعد تشخيص متلازمة ما بعد شلل الأطفال أمرًا في غاية الصعوبة؛ وذلك لعدم وجود اختبارات محددة يمكنها أن تكشف عن الإصابة، ويشكّ الطبيب بالإصابة بهذه المتلازمة بناءً على السيرة المرضية للشخص، والفحص البدني، خاصّةً إذا كان الشخص مصابًا بفيروس شلل الأطفال مسبقًا، أو تتطورت الأعراض لديه تدريجيًّا، ويمكن أن تتشارك أعراض هذه المتلازمة مع أعراض بعض الأمراض الأخرى، مثل التهاب المفاصل، مما يستدعي الطبيب إجراء بعض الاختبارات لاستبعاد هذه الأمراض، مثل: اختبارات الدم، والتصوير بالأشعة السينية للصدر، أو العمود الفقري، أو المفاصل.[٥]

ويمكن أن يحيل الطبيب العام المصاب إلى الطيبب الاختصاصي، الذي يطلب إجراء ما يأتي:[٥]

  • تخطيط كهربائية العضلات.
  • دراسات النوم.
  • التحقق من معدل نبضات القلب ووظيفته.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير الطبقي للعظام والعضلات.
  • اختبارات وظائف الرئة.
  • اختبارات للتحقق من مشكلات البلع.


ما مضاعفات متلازمة ما بعد شلل الأطفال؟

على الرغم من أن متلازمة ما بعد شلل الأطفال لا تهدد الحياة في معظم الأحيان، إلا أنها يمكن أن تسبب بعض المضاعفات، التي تتضمن ما يأتي:[٤]

  • السقوط.
  • سوء التغذية، والجفاف، والالتهاب الرئوي.
  • فشل الجهاز التنفسي المزمن.
  • هشاشة العظام.


المراجع

  1. "Overview -Post-polio syndrome", nhs, Retrieved 5-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Post-polio syndrome", mayoclinic, Retrieved 5-7-2020. Edited.
  3. "Post-Polio Syndrome", medicinenet, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Post-polio syndrome", mayoclinic, Retrieved 5-7-2020. Edited.
  5. ^ أ ب "Diagnosis -Post-polio syndrome", nhs, Retrieved 5-7-2020. Edited.
6731 مشاهدة
للأعلى للسفل
×