ما علاقة الحزام الناري بالتغذية؟

ما هو الحزام الناري؟

من بين مُختلف الأمراض والمشكلات الجلديّة التي نتعرّض لها في حياتنا يُعدّ الحزام الناريّ (Shingles) من أكثرها ارتباطًا بالألم، وهو من المُضاعفات طويلة الأجل التي يُحتمل حدوثها بعد الإصابة بالجدري، إذ إنّ ما يحدث بعد مرور مدّة حضانة الفيروس والإصابة بالجدريّ هو أنّ فيروس جدري الماء النطاقيّ المسؤول عن الإصابة بالمرض يتثبّط ويبقى في بعض الخلايا العصبيّة الموجودة في الجسم، ويُعاد تنشيطه عند بعض الأفراد، ليتمثّل بحدوث الحزام الناريّ، الذي يتسبّب بالطفح الجلديّ عادةً على الجانب الأيمن أو الأيسر من جذع الجسم، كخطوط ومجموعات من حبوب فُقاعيّة تُسبّب الحكّة والألم عند لمسها، ناهيك عن مظهرها المُزعج.^[١]

ما الأكلات الممنوعة لمرضى الحزام الناري؟

توجد العديد من الخيارات العلاجيّة والإجراءات المنزليّة التي يُساعد اتّباعها في التخفيف من أعراض الحزام الناريّ، وتقليل تأثيره في المُصابين ومنع حدوث مُضاعفاته، لكن هل سبق وسمعت عن تأثير الطعام في هذا المرض؟ في الواقع توجد مجموعة لا بأس بها من الأطعمة والمأكولات التي يُوصى بتجنّبها خلال مدّة الإصابة بالحزام الناري؛ ويرجع ذلك حقيقةً إلى تأثيرها السلبيّ في جهاز المناعة عمومًا، وإضعاف عمله أو تعطيله، ولأنّ مُعظم الأمراض الفيروسيّة تتطلّب تكافل جميع الظروف لتقوية الجهاز المناعي فإنّ الامتناع أو على الأقلّ تقليل الكميات المتناولة من هذه المأكولات أمرٌ مُهمّ للغاية في طريق التعافي، ويُذكر من هذه الأطعمة ما يأتي:^[٢]

الأكلات الغنية بالسكر

لطالما ارتبطت الحلويات والأطعمة المكوّنة من كميات كبيرة من السكّر بضعف الجهاز المناعيّ، فهي تُبطئ استجابة خلايا الدم البيضاء للأجسام الغريبة والجراثيم الموجودة في الجسم، مما يسمح لها بالتسبّب بالأمراض وأنواع العدوى المُختلفة، وتجدر الإشارة إلى أنّه يوجد العديد من المأكولات التي تحتوي على نسب عالية من السكّر غير الحلويات أو المشروبات الغازيّة، مما يستدعي الاطّلاع على محتويات الأطعمة ومكوّناتها عند شرائها وتناولها.^[٢]

الدهون المشبعة

هي الدهون التي تكون جامدةً وصلبةً في درجة حرارة الغرفة، وهي الموجودة في بعض أنواع اللحوم وأصناف الأجبان والزبدة، كما أنّها توجد في زيت جوز الهند بكميات يجب الانتباه إليها، ويُنصّ على الاستعاضة عن الدهون المُشبعة بالدهون غير المُشبعة التي تُساعد الجهاز المناعيّ على العمل بدلًا من تثبيطه.^[٢]

الأكلات الغنية بالأرجينين

هو من الأحماض الأمينيّة الموجودة في الشوكولاتة، والمُكسّرات، والطماطم، والتوت البريّ، والتونا المُعلّبة، والعنب، وغيرها، ويُعتقد أنّ مادّة الأرجينين تُنّبه فيروس الحزام الناريّ وتُنشّطه، ويُرجّح أنّ الامتناع عنها من قِبَل المُصابين به يُساهم في الشفاء بسرعة، رغم الافتقار للدراسات والأبحاث الكافية لإثبات ذلك.^[٢]

المشروبات الكحولية

إذ إنّها تزيد من احتماليّة الإصابة بالحزام الناريّ، وتُقلّل من قُدرة الجهاز المناعيّ على مُحاربة المرض في حال الإصابة به، كما أنّ المشروبات الكحوليّة تؤثّر في توازن البكتيريا النافعة الموجودة في المعدة والأمعاء، وتُغيّر من خصائص الخلايا الظهاريّة (Epithelial cells) الموجودة في بطانة الأمعاء، مما يجعل الجهاز الهضيّ منطقةً ضعيفة الدفاع، ومدخلًا للجراثيم ومُسبّبات العدوى إلى الجسم.^[٢]

النشويات المُعالَجة

التي تتميّز بسرعة هضها ورفعها السريع لنسبة السكّر في الدم، ممّا يستهلك الطاقة التي من المُفترض أن يعمل بها الجهاز المناعي في الجسم، ويُذكر من هذه الأكلات الخُبز الأبيض، والأرز الأبيض، والأطعمة المُعدّة من الطحين المُعالَج، وحبوب الإفطار الغنيّة بالسكّر.^[٢]

ما الأكلات المسموحة لمرضى الحزام الناري؟

بالنسبة للأطعمة المُفيدة والنافعة للمُصابين بالحزام الناريّ فهي تتضمّن جميع الأكلات التي تُقوّي الجهاز المناعيّ، وترفع من جهازيّته وعمله وفاعليّته، وتتضمّن مجموعةً كبيرةً من مصادر الفيتامينات والمعادن الأهمّ لصحّة المناعة،^[٣] والتي يُمكن إجمال بعضٍ منها في النقاط الآتية:^[٤]

• الفواكه الحمضيّة: المعروفة لدى الجميع باحتوائها على كميات كبيرة من فيتامين (ج)، الذي يزيد من تصنيع خلايا الدم البيضاء المُحاربة لمُسبّبات الأمراض، ومن أبرز هذه الفواكه البرتقال، والليمون، والجريب فروت، واليوسفيّ، وغيرها.
• البروكلي: الذي يُعدّ من أغنى الخضار بمُضادات الأكسدة والفيتامينات، كفيتامين (ج)، وفيتامين (أ)، وفيتامين (هـ)، وللحصول على كامل فوائده يُوصى دائمًا بتجنّب طبخه تمامًا، مع تفضيل تناوله بعد طهيه على البخار.
• الفليفلة الحمراء: تُصنّف أنّها المصدر الغذائيّ الأكثر احتواءً على فيتامين (ج) من بين جميع الخُضار والفواكه، ناهيك عن احتوائها أيضًا على مادّة البيتا كاروتين المُفيدة لصحّة الجلد.
• الزنجبيل: يدخل في الكثير من الوصفات وأنواع الشايّ المُعدّة لعلاج الزّكام، وآلام الحلق، والالتهابات المُختلفة.
• السبانخ: هو من الأطعمة التي ارتبطت بالقوّة والطاقة في أذهان الكثيرين منذ الطفولة؛ إذ إنّه يحتوي على كميات جيّدة من فيتامين (ج)، والبيتا كاروتين، ويُوصى بطهيه على البخار أيضًا مثل البروكلي؛ للحصول على كافّة فوائده عند تناوله.
• الثوم: الذي يتعدّى دوره كإضافة مع التوابل، إذ يعدّ أحد أهمّ الأطعمة في مُحاربة مُسبّبات المرض المُختلفة، وتقوية الجهاز المناعيّ، ويرجع ذلك إلى احتوائه على مادّة الأليسين الغنيّة بالكبريت.
• الشاي الأخضر: هو مُدعّم بالعديد من المُركّبات ومُضادات الأكسدة التي تُساهم في تقوية الجهاز المناعي، مثل: الفلافانويد، ومادّة إيبيجالوكاتشين جاليت (EGCG)، التي تُحفّز الوظائف المناعية في الجسم، بالإضافة إلى الحمض الأمينيّ ل-ثيانين (L-theanine)، الذي يدخل في بناء الخلايا التائيّة (T cells) المناعيّة.
• الكيوي: الذي يحتوي على العديد من العناصر الغذائيّة المُفيدة للجسم عمومًا وللمناعة أيضًا، كفيتامين (ج)، وفيتامين (ك)، والبوتاسيوم، والفوليك أسيد.

التغذية السليمة

لا تقتصر أهمية التغذية السليمة على الحفاظ على جسمٍ رشيق وبشرة نضرة فقط، فقد لوحظ في ما ذُكر سابقًا تأثير الأطعمة والمأكولات في مرض الحزام الناريّ، وهو مرض واحد من بين العديد من المشكلات والأمراض التي تتأثّر بنمط الغذاء الذي يتناوله الأفراد، وتبدأ أهميّة التغذية السليمة منذ الولادة باختيار الرضاعة الطبيعيّة أو إيجاد الحليب الصناعيّ الأنسب للرضيع، وتتوالى بعد ذلك طيلة حياة الفرد، فعدا عن أنّ الطعام المُفيد يقوّي الجسم ويحميه من نقص الفيتامينات والمعادن وما يترتّب عليه من أمراض ومشكلات صحيّة فهو يحمي من السكّري، وأمراض القلب، والجلطات.

يُمكن القول إنّ القاعدة الرئيسة في التغذية السليمة تكمن في تناول كميات جيّدة من الخضار والفواكه يوميًّا، وتقليل كمية الملح والسكّر المُضافة إلى الطعام، وتجنّب الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة منهما أيضًا، واختيار مصادر الدهون غير المُشبعة لتكون بنسبة أقلّ من 30% من مجموع ما يتناوله الفرد خلال يومه، مع الابتعاد عن الدهون المُشبعة بجميع مصادرها وأنواعها.^[٥]

المراجع

1. ↑ "Shingles", www.mayoclinic.org, 2018-05-16, Retrieved 2020-08-07. Edited.
2. ^ ^{أ ب ت ث ج ح} Nancy LeBrun (2019-12-02), "5 Foods to Avoid With Shingles", www.healthgrades.com, Retrieved 2020-08-07. Edited.
3. ↑ alencia Higuera (2019-06-14), "6 Natural Treatments for Shingles", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-07. Edited.
4. ↑ James Schend (2020-04-30), "15 Foods That Boost the Immune System", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-07. Edited.
5. ↑ "Healthy diet", www.who.int, 2020-04-29, Retrieved 2020-08-07. Edited.