ما علاقة فيروس كورونا المستجد والربو؟

كتابة:
ما علاقة فيروس كورونا المستجد والربو؟

كورونا والأمراض من حولنا

حتى تاريخ 11-8-2020 تجاوزت أعداد المُصابين بفيروس كورونا 20 مليون و800 ألف إصابة من مُختلف البُلدان حول العالم، وتسبّب بوفاة ما يزيد عن 747 ألف حالة، ولا نزال نواجه في كلّ يوم المزيد من التطوّرات والمُستجدّات المُرتبطة بوباء كورونا (COVID-19)، وما يزال هذا الفيروس يُفاجئنا بالأعداد المصابة به التي يمكن أن تزداد بصورة مفاجئة، وبخصائصه وتأثيراته في الحياة والبشر يومًا بعد يوم، وإلى الآن لم تتوقّف الدراسات والأبحاث التي تُعني بالبحث عن كُلّ ما يخصّه للتعرّف إليه أكثر، وإيجاد أفضل السبل والوسائل للوقاية منه وعلاجه.[١]

من بين أعداد المُصابين هذه والمُعرّضين للإصابة من باقي سُكّان العالم كانت التحذيرات أشدّ دائمًا لمن يُعانون من أمراض ومشكلات صحيّة مُزمنة، كأمراض القلب، والسرطان، ومن يُعانون من ضعف في الجهاز المناعيّ، أو من يُعانون من السّمنة المُفرطة، فهل المُصابون بالربو معنيّون بمثل هذه التحذيرات والمخاطر أيضًا؟[٢]


ما العلاقة بين أعراض فيروس كورونا ومرض الربو؟

من ضمن التحذيرات والتعليمات الصحيّة المنشورة في ما يتعلّق بوباء كورونا وما يخصّه يُوصى المُصابون بالربو بالالتزام أكثر بالإجراءات الوقائيّة لمنع إصابتهم بالمرض قدر الإمكان، وليس هذا كونهم أكثر عُرضةً للإصابة به، وإنّما لأنّ طبيعة المرض تؤثّر فيهم أكثر من غيرهم من الأفراد، فأعراض فيروس كورونا تستهدف الجهاز التنفسيّ، وتتمثل بمواجهة صعوبة في التنفّس والسعال المُستمرّ، وهي أعراض موجودة أصلًا لدى بعض المُصابين بالربو، خاصّةً من يُعانون من عدم السيطرة تمامًا على الحالة لديهم، أو من يُعانون من الربو بدرجة مُعتدلة أو شديدة.

ويشمل التأثير أيضًا المُصابين بأمراض تنفسيّة مُزمنة أُخرى، كالتهاب القصبات المُزمن، أو داء الانسداد الرئويّ المُزمن (COPD)، ويرجع ذلك إلى أنّ هذه الأمراض تؤثّر في القُدرة الوظيفيّة للرئتين، ولأن كورونا أيضًا تؤثّر في عمل الرئتين وكفاءتهما، فهذا يرفع من خطورة الفيروس وشدّته أكثر، ومن ناحية أُخرى يُذكر أنّ مُعظم الأمراض الفيروسيّة تُهيّج أعراض الربو لدى المُصابين، وتُعرّضهم للإصابة بنوباته، أو التهاب الرئة، وليس فيروس كورونا استثناءً عنها للأسف.[٣][٤]


تنويه: من الضروري الانتباه إلى أنّ جميع المعلومات المُتعلّقة بفيروس كورونا قابلة للتعديل والتغيير في أيّ لحظة؛ نظرًا لطبيعة المرض المُستجدة وغير المعهودة مُسبقًا لدى الأطباء أو العلماء، حتّى آثار المرض وتداخلاته مع الظروف والأحوال الصحيّة قد تتغيّر وفق ما يُجرى اكتشافه عنه، وما يرد من حالات حول العالم.


هل يزيد تناول أدوية الربو من خطر الإصابة بفيروس كورونا؟

منذ بداية جائحة الكورونا وردت العديد من المعلومات حول الأدوية والعقاقير المُجرّبة على المُصابين، واستجابة أجسامهم لها سلبًا أو إيجابًا، ومن بين هذه العلاجات كان الكورتيكوستيرويدات (المعروفة بين الناس باسم الكورتيزون)، التي تسبّبت بحدوث المُضاعفات لدى المُصابين بكورونا، وصُنّفت من ضمن الأدوية التي يجب تجنّبها خلال مدة الإصابة بهذا الفيروس، وما يعرفه المُصابون بالربو أنّ الكورتيكوستيرويدات من العلاجات المهمة والبارزة المُستخدمة في السيطرة على حالتهم والأعراض المُصاحبة لها، وهو ما أثار الكثير من الجلبة والقلق في ما يتعلّق بمُتابعة استخدامها أو التوقّف عنها، لذا يُذكر من أهمّ ما يجب معرفته حيال ذلك ما يأتي:[٥][٤]

  • الكورتيكوستيرويدات لا ترفع من احتماليّة الإصابة بكورونا، سواء كانت على شكل بخّاخات، أم حبوب وأقراص، وسواء كان استخدام الكورتيكوستيرويدات لعلاج الربو والسيطرة عليه أم لعلاج مشكلات صحيّة أُخرى، كالتهاب المفاصل، وبعض أنواع الحساسيّة المُختلفة.
  • على الرغم من أنّ الكورتيكوستيرويدات هيّجت من أعراض الإصابة بكورونا وزادت من شدّتها، إلا أنّها تُستخدم بنجاح في بعض الحالات المُتقدّمة والشديدة لدى المُصابين بالفيروس.
  • المُصابون بالربو الذين يمكثون في المُستشفيات أو الذين يُعانون من ضعف في جهازهم المناعيّ الذي يرتبط باستخدام الكورتيكوستيرويدات يُحتمل أن يصابوا بأعراض شديدة لفيروس الكورونا في حال إصابتهم به.
  • يجب عدم التوقّف عن استعمال الكورتيكوستيرويدات للمُصابين بالربو، في حال كان استخدامها ضمن الخطّة العلاجيّة المُقترحة من قِبَل الطبيب المُشرف على الحالة؛ إذ إنّ أقلّ السيناريوهات المُحتملة سوءًا تكمن في تهيّج أعراض الربو لدى المُصاب نتيجة التوقّف عنها، مما يدفعه إلى الذهاب إلى الطوارئ أو المُستشفيات التي أصبحت مكانًا يعجّ بالمُصابين بكورونا في مُختلف الأماكن في العالم، وهو ما يُعرّضه للإصابة أيضًا؛ لذا يُوصى بمُتابعة تناول الكورتيكوستيرويدات حسب توصيات الطبيب ومُتابعته الدوريّة، مع الالتزام بكافّة التدابير الوقائيّة لتجنّب الإصابة بالفيروس، وإخبار الطبيب فورًا في حال الشعور بأيّ أعراض مُريبة أو تبعث على القلق لدى المُصابين.


نصائح خاصة لمرضى الربو في وباء كورونا

توجد العديد من التعليمات والنصائح التي يُساعد اتّباعها في التقليل من احتماليّة الإصابة بفيروس كورونا، والحفاظ على الحالة الصحيّة لجميع الأفراد في ظل انتشار الوباء، وبعض هذه النصائح موجّهة لفئة مُحدّدة بتعليمات خاصّة، وبالنسبة للمُصابين بالربو فإنّ أهمّ ما يجب عليهم اتّباعه موجود في النقاط الآتية:[٢][٣]

  • اتّباع الخطّة العلاجيّة المُعدّة من قَِبل الطبيب تمامًا، والالتزام بكافّة العلاجات والأدوية الموصوفة من قِبَله.
  • تجنّب مُحفّزات الربو قدر الإمكان، والتي تتضمّن الغّبار، ودُخان السجائر، والروائح العطريّة القويّة، ووبر الحيوانات أو الحيوانات الأليفة نفسها، والتوتّر، وغيرها.
  • استخدام بخّاخات الربو بالطريقة الصحيحة.
  • التزوّد بكميّة من الأدوية والعلاجات المُستخدمة لعلاج الربو، تكفي لمدة لا تقلّ عن 30 يومًا.
  • تنظيف المنزل وتعقيمه بمُساعدة أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء ممّن لا يُعانون من الربو، مع تجنّب وجود المُصابين به في المنزل أثناء تعقيمه؛ لتفادي تهيّج الأعراض لديهم، ويكون التعقيم باتّباع كافّة التعليمات المكتوبة على الأصناف المُستخدمة، بالتزامن مع تشغيل المراوح أو فتح النوافذ، واستخدام الأنواع الأقلّ تأثيرًا في المُصابين بالربو.
  • الحفاظ على عمل الجهاز المناعيّ وتقويته، وذلك بالسيطرة على التوتّر وتقليله قدر الإمكان، والنوم لعدد ساعات كافٍ، بالإضافة إلى الحفاظ على الوزن من الزيادة أو السّمنة، ومُمارسة التمارين الرياضيّة باعتدال وانتظام.
  • اتّباع كافّة التعليمات الموصى بها للحماية من خطر الإصابة بكورونا، والتي تتضمّن ما يأتي:
    • غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، أو بمُعقّم الأيدي الذي يحتوي على الكحول.
    • تجنّب لمس العينين والفم والأنف قبل غسل اليدين.
    • الابتعاد عن الآخرين في الأماكن العامّة.
    • تعقيم الأسطح بانتظام، كالطاولات ومقابض الأبواب.
    • تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطاس، باستخدام منديل ورقيّ والتخلّص منه مُباشرةً بعد استعماله، أو الاستعاضة عنه بتغطية الفم والأنف بكوع اليد.


المراجع

  1. "COVID-19 CORONAVIRUS PANDEMIC", www.worldometers.info, 2020-08-13, Retrieved 2020-08-13. Edited.
  2. ^ أ ب "People with Certain Medical Conditions", www.cdc.gov, 2020-07-30, Retrieved 2020-08-13. Edited.
  3. ^ أ ب "Asthma and COVID-19: What to know", www.medicalnewstoday.com, 2020-04-09, Retrieved 2020-08-13. Edited.
  4. ^ أ ب "COVID-19 Poses a Higher Risk for People with Asthma: What You Can Do", www.healthline.com, 2020-04-07, Retrieved 2020-08-13. Edited.
  5. "COVID-19 AND ASTHMA: WHAT PATIENTS NEED TO KNOW", www.aaaai.org, 2020-06-22, Retrieved 2020-08-13. Edited.
3810 مشاهدة
للأعلى للسفل
×