محتويات
فضل حسبي الله ونعم الوكيل
لقول المُسلم "حسبي الله ونعم الوكيل" العديد من الفضائل، ومنها ما يأتي:[١]
- الالتجاء إلى الله -سبحانه وتعالى- والاعتصام به، فهو السبيل إلى العزة والكفاية والنجاة من الشدائد والمصائب، فقد قالها إبراهيم -عليه السلام- لما أُلقي في النار، فأمر الله -تعالى- النار أن تكون برداً وسلاماً عليه.
- الحُصول على الخير، ودفع الشر عن المُسلم في الدُنيا والآخرة.
- دِفاع الله -تعالى- وعونه، والاكتفاء به عن دفاع غيره وعونه؛ فقد أمر النبيّ محمد -عليه الصلاة والسلام- أحد الصحابة بقولها عندما يغلبه أمر.[٢]
- التحصُّن بالله -تعالى- والشعور بالأمن من كل ما يخشاه الإنسان.[٣]
- التوكل على الله -تعالى-، وجعله الوحيد الكافي والحسيب، ويقولها المُسلم عند الشدائد للاستعانة بالله -تعالى-، فقد قالها النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- في يوم أُحد.[٤]
- دليل على إحسان الظن بالله -تعالى- وانتظار فضله، وسببٌ لرد كيد الأعداء، ورفع الخوف والظلم.[٥]
معنى حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله مأخوذةٌ من المصدر حسبه، وتعني كفاه؛ أي أنَّ الله -تعالى- الكافي لمن يوكل أموره إليه، فهو نعم الموكول إليه الأُمور، وتأتي بمعنى: الكافل والمخصوص بالثناء والمدح.[٦]
ومعنى التوكل؛ أن يوكل المُسلم أُموره لمدبُر الأُمور وهو الله -تعالى-، وهو نوعٌ من أنواع الثقة به، ومعنى "حسبي الله"؛ أي كافيني الله، ومعنى "ونعم الوكيل"؛ أي نعم من يُوَكل إليه الأُمور،[٧] وقال النحاس في معناها: "أنَّ حسبي الله أحسن من حسب الإنسان لنفسه، وأمّا معنى الوكيل فهو الكفيل والمُعين"، وقيل هو الذي توكل إليه الأُمور، وهو المُعتمد والملجأ، والقائم بالأمور، ويأتي بمعنى الشاهد والحافظ، والحفيظ والكافي، وهو الكفيل بأرزاق عباده ومصالحهم، وهو الذي توكل إليه الأُمور، وكلمة "نِعم"؛ هي من كلمات المدح.[٨]
والحسيب هو الكافي، كما ورد ذلك في قوله -تعالى-: (أَلَيْسَ اللَّـهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ)،[٩] وأمّا "نِعم الوكيل" فتعني؛ أي أنّ الله -تعالى- نِعم المُتوكل عليه في جلب الخير والنعم ودفع البلاء والنقم، كما ورد ذلك في قوله - تعالى-: (وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ).[١٠][١١]
مواضع "حسبنا الله" في القرآن والسنة
وردت كلمة حسبُنا الله في العديد من آيات القُرآن الكريم وأحاديث السُنة الشريفة، ومنها ما يأتي:[١٢]
- قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ)،[١٣] فبيّن الله -تعالى- أن من يتوكل عليه هو خيرٌ له وأعظم هُدى؛ سواءً كان ذلك في حال المنع أو العطاء، في السراء أو الضراء.[١٤]
- قوله تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ* فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ).[١٥][١٦]
- قول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: حَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ، قالَهَا إبْرَاهِيمُ عليه السَّلَامُ حِينَ أُلْقِيَ في النَّارِ، وقالَهَا مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حِينَ قالوا: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173]).[١٧][١٨]
المراجع
- ↑ عبد الرزاق البدر (2003)، فقه الأدعية والأذكار (الطبعة 2)، صفحة 190-193، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة 2)، الكويت:دار السلاسل، صفحة 235، جزء 21. بتصرّف.
- ↑ ابن الملقن سراج الدين (1997)، الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (الطبعة 1)، السعودية:دار العاصمة للنشر والتوزيع، صفحة 130، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ خلدون نغوي، التوضيح الرشيد في شرح التوحيد المذيل بالتفنيد لشبهات العنيد، صفحة 178، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ صالح التميمي (29-12-2018)، "حسبي الله ونعم الوكيل"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 8/8/2021. بتصرّف.
- ↑ صديق حسن خان (1992)، فتح البيان في مقاصد القرآن، بيروت:المكتبة العصرية، صفحة 379، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ أحمد حطيبة، تفسير الشيخ أحمد حطيبة، صفحة 19، جزء 142. بتصرّف.
- ↑ ابن الملقن سراج الدين (1997)، الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (الطبعة 1)، السعودية:دار العاصمة للنشر والتوزيع، صفحة 130-131، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة الزمر، آية:36
- ↑ سورة الأنفال، آية:40
- ↑ عبد الرزاق البدر (2003)، فقه الأدعية والأذكار (الطبعة 2)، صفحة 191، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ ابن الملقن سراج الدين (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة 1)، دمشق:دار النوادر، صفحة 169، جزء 22. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية:59
- ↑ صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 8، جزء 22. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:173-174
- ↑ أبو المظفر منصور السمعاني (1997)، تفسير القرآن (الطبعة 1)، الرياض:دار الوطن، صفحة 381، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:4563، صحيح.
- ↑ عبد الرحمن السيوطي، الدر المنثور، بيروت:دار الفكر، صفحة 390، جزء 2. بتصرّف.