محتويات
النعناع الأخضر
يُعدّ النعناع من النباتات المُعمّرة التي تستطيع النمو في تُربة خفيفة مع ريّ جيّد، وتُعدّ البيئة الرطبة المكان الأمثل لنبات النعناع، إضافة إلى أنّها تحتمل الظّل وتنمو به جيّدًا، بل قد تحتاج بعض الأنواع إلى غطاء من أشعة الشمس المباشرة، وشتلة واحدة أو اثنتين تُغطّي مساحة واسعة من الحديقة في حال الاعتناء بها جيدًا، إذ إنّ جذورها تمتّد لتحتّل نسبة أكبر من التربة، ويُنصَح بزراعة نبات النعناع إلى جانب البندورة والكُرنب (الملفوف) لتحقيق نمو أفضل.
النعناع من النباتات ذات المفعول السحري لدى الكثيرين؛ إذ يحتوي على تراكيب عضويّة تُدعى المنثول، الذي يُعطي النعناع مجموعة من الصفات المميّزة، ومنها قدرته على تحطيم المخاط، والبلغم الذي قد يتجمّع في المجاري التنفسيّة، ممّا يُسهّل التنفًّس وغيرها الكثير من الفوائد التي يأتي ذِكرها لاحقًا.[١][٢][٣]
أنواع النعناع الأخضر
تتوفر في الأسواق التجاريّة العديد من الأنواع المختلفة لنبات النعناع التي يملك كُلٌّ منها صفة مميّزة واستخدامات متعدّدة، ومن أهمّ هذه الأنواع:
- النعنع الحَقلي: يمتاز هذا النوع بمذاقه الحلو وطعمه القوي، ويُستخدم في الأطعمة منكّهات طبيعيّة.
- النعناع السُنبلي: يمتاز بطعم أقوى من النعناع الحقلي لكنّه أقلّ حلاوة، ويُستخدم بكثرة لتحضير الصلصة التقليديّة التي تُعدّ عند تناول لحم الضأن.
- النعناع الفلفلي: هذا النوع من النعناع ناجم عن تهجين أنواع مختلفة، ويتميّز بنكهته القويّة؛ إذ يُستخدم في صناعة الحلوى المختلفة؛ مثل: معجون الأسنان، واللبان (العلكة) وغيرهما الكثير.
- النَّعناع البوليجي: يمتلك رائحة قويّة جدًا، وقد استُخدم على مرّ العصور في الطّبخ، ويُستخدم حاليًا بمنزلة جزء من أنواع العلاج العِطري.
- النعناع الليموني: يمتلك أوراقًا ذات لون أخضر غامق ومرقّط بغدد صفراء، إضافة إلى حواف مُسنّنة ولها لون بنفسجي.
- النعناع البريّ: يُعرَف أيضًا باسم النعناع طويل الورق يوجد رئيسًا في إفريقيا وفي المناطق الاستوائيّة والمعتدلة من آسيا وأوروبا، ويمتاز هذا النوع بقدرته العالية على النمو سريعًا ليصِل طوله إلى متر واحد، وقد يصِل في بعض الأحيان إلى متر ونصف المتر، أمّا أوراقه فتتنوّع بين الأخضر الغامق إلى الفاتح، وقد تظهر رماديّة أحيانًا، وتبدو مُسنّنة عند الأطراف.[٣]
فوائد النعناع الأخضر
للنعناع فوائد كثيرة ومُتعدّدة تتراوح بين الاستخدامات في المطبخ بالأطعمة المختلفة التي يستطيع النعناع إضفاء طعم مميّز إليها وصولًا إلى الاستخدامات الصحيّة التي قد تُخفّف من بعض المشكلات في الجسم سواءً بتناولها عبر الفَم أو وَضعها على الجلد أو باستنشاق خلاصة رائحتها، وفي الآتي عدد من أهمّ الفوائد للنعناع:
- تحسين عمل الجهاز الهضمي: يساعد في معالجة مشكلات الجهاز الهضميّ والتخفيف منها، والتي قد تتسبّب في الإزعاج للمصاب، خصوصًا مشكلات المعدة، وعُسر الهضم التي قد يعاني منهما الكثير، وقد توّصلت إحدى الدراسات[٤] إلى أنّ إضافة زيت النعناع لوجبة الطعام تساعد في تسريع تحريك الطعام عبر المعدة دون أن يمكث وقتًا طويلًا بها، ممّا يُخفّف أعراض عُسر الهضم، ويُعدّ تأثير النعناع في حالات مشكلات الجهاز الهضمي أكثر إيجابيّة عند استخدام زيت النعناع؛ إذ تَفوّق على النعناع الطازج والمُجفّف في هذه الحالات.[٥]
- تخفيف مشكلات القولون العصبي: يُعدّ مرض القولون العصبي أحَد المشكلات الشائعة لدى كثير من الناس، وهو مشكلة تُصيب الجهاز الهضمي، وتترافق مع مجموعة من الأعراض المُزعجة؛ مثل: النُّفاخ، والغازات، وألم في المعدة، وتغيير في عادات الإخراج، وقد تنوّعت الدراسات والأبحاث لإيجاد الحلّ الأمثل لعلاج أو حتى تخفيف أعراض القولون العصبي، وغالبًا ما كانت تُركّز الأبحاث على تغيير بعض العادات الغذائيّة التي قد يوجد لها الأثر الأكبر في تحسين حالة مرضى القولون العصبي، غير أنّ أبحاثًا أُخرى توّصلت إلى أنّ استخدام زيت النعناع قد يبدو مُساعدًا لتخفيف الأعراض أيضًا؛ ذلك لاحتوائه على مادة المنثول التي تملك مفعولًا استرخائيًّا على عضلات الجهاز الهضمي؛ إذ تُخفّف من الأعراض.[٥]
- يُعطي رائحة مُنعشة للفم، إضافة إلى احتوائه على مضادّات طبيعيّة للجراثيم التي قد توجد في الفم، فهو يساعد في القضاء على البكتيريا المُسبّبة لتسوُّس الأسنان، لِذا يُعدّ أساسيًا في تركيب كثير من أنواع مستحضرات العناية بالفم والأسنان.[٦]
- المساعدة في تجنُّب تشقُّق الحلمة وألمها للأمهّات المُرضعات؛ إذ يُستخدَم ماء النعناع في هذه الحالة للتخلص من هذه المشكلات، وقد توّصلت إلى هذه النتائج إحدى الدراسات في العام 2007[٧].[٨]
- المساهمة في حماية المعدة من الإصابة بالتقرُّحات التي قد تنجُم عن تناول مُسكّنات الألَم المُتكرّر؛ لاحتوائه على مادة المنثول.[٥]
- المساعدة في تخفيف أعراض الربو؛ إذ يعين على الاسترخاء، ويُخفّف من حالات الاحتقان التي قد يُصاب بها مرضى الربو، لكنّ لا يُنصَح باستخدامه بكثرة، لأنّه قد يُهيّج الحَلق والأنف.[٦]
- مساهمة المنثول الموجود في النعناع في الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي التي قد تُصيب الكثير من الأشخاص؛ إذ يُخفّف من احتقان الأنف، والحَلق، والقصبات الهوائيّة والرئتين، ويُساعد في تعجيل الشفاء في حالات نزلات البرد والأزمات التنفُسيّة، ويُخفّف أيضًا من التهيُّجات التي تُسبّب السُعال المُزمن.[٨]
- المساهمة في تخفيف الوزن؛ ذلك بتحفيز إنتاج الإنزيمات الهضميّة التي تُحسّن من امتصاص المواد الغذائيّة من الأطعمة المختلفة، بالتالي تحفيز عملية حرق الدهون في الجسم التي تنعكس بالتالي على خسارة أكبر للوزن.[٨]
- المساعدة في تخطّي الغَثيان الصباحي الذي يُصاب به الكثير من الأشخاص؛ إذ يكفي استنشاق النعناع أو مضغ أوراقه ليشعر الشخص بانتعاش ويتخلّص من الغثيان المُزعج.[٦]
فوائد النعناع للبشرة
يحتوي النعناع على العديد من الخصائص التي تمنحه القدرة على الحفاظ على بشرة صحية وسليمة، ومن أهمّ استخداماته للبشرة ما يأتي ذكره:[٩]
- استخدام زيت النعناع في تطهير الجلد، والتخلّص من الحكّة.
- تهدئة البشرة، والمساعدة في علاج الالتهابات والحكة الناتجة منها.
- الحدّ من البثور، والتخفيف من أعراض حب الشباب.
- المساهمة في علاج لدغ الحشرات؛ كالبعوض، والنحل، والدبابير؛ ذلك لامتلاكه خصائص مضادة للحكة تساعد في تبريد الجلد، ممّا يؤدي إلى تقليل التهيج والرغبة الشديدة في الحكة، الذي يُخفف بدوره من تورم مكان اللدغة.
- طرد الحشرات باستخدام زيت النعناع عنصرًا أساسيًا لطرد الحشرات؛ لرائحته القوية التي تُبعد معظم أنواع الحشرات.
أضرار النعناع الأخضر
بالرغم من فوائد النعناع الكثيرة، غير أنّه قد يحتمل حدوث بعض الآثار السلبيّة على الجسم في بعض الحالات؛ إذا لا يُنصَح بتناول النعناع إذا كان الشخص مُصابًا بالارتجاع المَعِدي المريئي، فقد يجعل الأعراض أكثر شدة، ولا يُنصَح بتناول النعناع بكميّات عالية، فقد يؤدّي إلى التسمُّم، خصوصًا في حال تناول مادّة المنثول المُركّزة. لا يُنصَح بوضع زيت النعناع على وجه الرُضّع أو الأطفال عمومًا، إذ قد يؤدّي إلى تشنُجات قد تُعيق التنفُّس، أمّا في الحالات التي يتناول فيها المصاب أدوية معيّنة لعلاج مشكلات لديه، فإنّه يُنصَح باستشارة طبيبه حتى لا تحدث أي تفاعلات خطِيرة بين الدواء والنعناع.[٥]
المَراجع
- ↑ LANDIS CAREY (2019-5-6), "The Dos & Don’ts of Growing Mint"، apartmenttherapy, Retrieved 2019-10-26. Edited.
- ↑ The Editors, "GROWING MINT PLANTING, GROWING, AND HARVESTING MINT"، almanac, Retrieved 2019-10-26. Edited.
- ^ أ ب S.C. Taneja, S. Chandra (2012), "Mint"، sciencedirect, Retrieved 2019-10-26. Edited.
- ↑ "Review article: The physiologic effects and safety of Peppermint Oil and its efficacy in irritable bowel syndrome and other functional disorders", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 25-03-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث Megan Ware, RDN, LD (2017-12-11), "What are the benefits of mint?"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-11-3. Edited.
- ^ أ ب ت Sushmita Sengupta (2018-4-25), "Mint Benefits: 10 Incredible Health Benefits Of Mint Or Pudina You Must Know"، food.ndtv, Retrieved 2019-11-3. Edited.
- ↑ "Effect of peppermint water on prevention of nipple cracks in lactating primiparous women: a randomized controlled trial", internationalbreastfeedingjournal.biomedcentral.com, Retrieved 25-03-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Meenakshi Nagdeve (2019-10-19), "13 Impressive Benefits Of Mint Leaves"، organicfacts, Retrieved 2019-11-3. Edited.
- ↑ 13 Impressive Benefits of Mint Leaves (19-10-2019), "13 Impressive Benefits of Mint Leaves"، www.organicfacts.net, Retrieved 21-10-2019. Edited.