محتويات
قصيدة ما بَالُ عَين دموعُها تَكِفُ
يقول حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري:
ما بَالُ عَين دموعُها تَكِفُ،
- مِن ذكْرِ خَوْدٍ شَطّتْ بها قَذَفُ
بَانَتْ بها غَرْبَة ٌ تَؤمُّ بهَا
- أرْضاً سِوَانَا والشَّكْلُ مُختلِفُ
ما كنتُ أدري بوَشْكِ بينِهِمُ،
- حتى رأيتُ الحدوجَ قد عزفوا
فغادروني، والنفسُ غالبها
- ما شَفَّها، والهمومُ تَعتكِفُ
دعْ ذا وعدِّ القريضَ في نفرٍ
- يدعونَ مجدي، ومدحتي شرفُ
إنْ تَدْعُ قوْمي للمجْدِ تُلفِهِمُ
- أهلَ فعالٍ يبدو إذا وصفوا
قصيدة قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل
يقول الشاعر الجاهلي امرؤ القيس:
قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل
- بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ
فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمهاَ
- لما نسجتْها من جَنُوب وَشَمْأَلِ
ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها
- وقيعانها كأنه حبَّ فلفل
كأني غَداة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلّوا
- لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حنظلِ
وُقوفاً بها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ
- يقُولون لا تهلكْ أسى ً وتجمّل
وإنَّ شفائي عبرة ٌ مهراقة ٌ
- فهلْ عند رَسمٍ دارِسٍ من مُعوَّلِ
كدأبكَ من أمِّ الحويَرثِ قبلها
- وجارتها أمَّ الربابِ بمأسل
فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَةً
- عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي
ألا ربَّ يومٍ لك مِنْهُنَّ صالح
- ولا سيّما يومٍ بدارَة ِ جُلْجُلِ
ويوم عقرتُ للعذارى مطيتي
- فيا عَجَباً من كورِها المُتَحَمَّلِ
فظلَّ العذارى يرتمينَ بلحمها
- وشحمٍ كهداب الدمقس المفتل
ويوم دخلتُ الخدرِ خدر عنيزة
- فقالت لك الويلات إنكَ مُرجلي
تقولُ وقد مالَ الغَبيطُ بنا معاً
- عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزلِ
فقُلتُ لها سيري وأرْخي زِمامَهُ
- ولا تُبعديني من جناك المعللِ
فمِثلِكِ حُبْلى قد طَرَقْتُ ومُرْضعٍ
- فألهيتُها عن ذي تمائمَ محول
إذا ما بكى من خلفها انْصَرَفَتْ لهُ
- بشِقٍّ وَتحتي شِقُّها لم يُحَوَّلِ
ويوماً على ظهر الكثيبِ تعذَّرت
- عَليّ وَآلَتْ حَلْفَة ً لم تَحَلَّلِ
أفاطِمُ مهلاً بعض هذا التدلل
- فسُلّي ثيابي من ثيابِكِ تَنْسُلِ
أغَرّكِ مني أنّ حُبّكِ قاتِلي
- وأنكِ مهما تأمري القلب يفعل
ومَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إلا لتَضْرِبي
- بسَهمَيكِ في أعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ
و بيضة ِ خدر لا يرامُ خباؤها
- تَمَتّعتُ من لَهْوٍ بها غيرَ مُعجَلِ
تجاوزْتُ أحْراساً إلَيها ومَعْشَراً
- عليّ حِراساً لو يُسروّن مقتلي
إذا ما الثريا في السماء تعرضت
- تعرضَ أثناء الوشاح المفصَّلِ
فجِئْتُ وقد نَضَّتْ لنَوْمٍ ثيابَها
- لدى السِّترِ إلاَّ لِبْسَة َ المُتَفَضِّلِ
فقالت يمين الله ما لكَ حيلة ٌ
- وما إن أرى عنك الغواية َ تنجلي
قصيدة ومضة حب
يقول عبد الرحمن العشماوي:
ما الحبُّ إلاَّ ومْضةٌ في خافِقي
- بشُعاعِها يتألَّقُ الوجْدانُ
لولا الوَفاءُ لها لَمَاتَ وَمِيضُه
- وَمُمِيتُها في قلبهِ الخُسرانُ
هيَ ومْضةٌ تجلو الظلامَ إذا سما
- قصد المُحِبِّ وصانَها الإحسانُ
أمَّا إذا ساءتْ مقاصِدُ عاشقٍ
- فهيَ اللَّظى في القلب و النيرانُ
ما الحُبُّ إلاَّ وَمضة لمَّاحة
- بعطائِنا و وفَائِنا تزدانُ
قصيدة أجمل حب
يقول محمود درويش:
- كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
- وجدنا غريبين يوماً
- وكانت سماء الربيع تؤلف نجماً ... و نجما
- وكنت أؤلف فقرة حب..
- لعينيك.. غنيتها!
- أتعلم عيناك أني انتظرت طويلا
- كما انتظر الصيف طائر
- ونمت.. كنوم المهاجر
- فعين تنام لتصحو عين.. طويلا
- وتبكي على أختها،
- حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر
- ونعلم أن العناق، وأن القبل
- طعام ليالي الغزل
- وأن الصباح ينادي خطاي لكي تستمرّ
- على الدرب يوماً جديداً!
- صديقان نحن، فسيري بقربي كفاً بكف
- معاً نصنع الخبر والأغنيات
- لماذا نسائل هذا الطريق .. لأي مصير
- يسير بنا؟
- ومن أين لملم أقدامنا؟
- فحسبي، وحسبك أنا نسير...
- معاً، للأبد
- لماذا نفتش عن أغنيات البكاء
- بديوان شعر قديم؟
- ونسأل يا حبنا! هل تدوم؟
- أحبك حب القوافل واحة عشب و ماء
- وحب الفقير الرغيف!
- كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
- وجدنا غريبين يوما
- و نبقى رفيقين دوما
قصيدة وإنّي لتعروني لذكراكِ رعدة
يقول عروة بن حزام:
وإنّي لتعروني لذكراكِ رعدة ٌ
- لها بين جسمي والعظامِ دبيبُ
وما هوَ إلاّ أن أراها فجاءة ً
- فَأُبْهَتُ حتى مَا أَكَادُ أُجِيبُ
وأُصرفُ عن رأيي الّذي كنتُ أرتئي
- وأَنْسى الّذي حُدِّثْتُ ثُمَّ تَغِيبُ
وَيُظْهِرُ قَلْبِي عُذْرَهَا وَيُعينها
- عَلَيَّ فَمَا لِي فِي الفُؤاد نَصِيبُ
وقدْ علمتْ نفسي مكانَ شفائها
- قَرِيباً وهل ما لا يُنَال قَرِيبُ
حَلَفْتُ بِرَكْبِ الرّاكعين لِرَبِّهِمْ
- خشوعاً وفوقَ الرّاكعينَ رقيبُ
لئنْ كانَ بردُ الماءِ عطشانَ صادياً
- إليَّ حبيباً، إنّها لحبيبُ
وَقُلْتُ لِعَرَّافِ اليَمَامَة ِ داونِي
- فَإنَّكَ إنْ أَبْرَأْتَنِي لَطَبِيبُ
فما بي من سقمٍ ولا طيفِ جنّة ٍ
- ولكنَّ عَمِّي الحِمْيَريَّ كَذُوبُ
عشيّة َ لا عفراءُ دانٍ ضرارها
- فَتُرْجَى ولا عفراءُ مِنْكَ قَريبُ
فلستُ برائي الشّمسِ إلا ذكرتها
- وآلَ إليَّ منْ هواكِ نصيبُ
ولا تُذكَرُ الأَهْواءُ إلاّ ذكرتُها
- ولا البُخْلُ إلاّ قُلْتُ سوف تُثِيبُ
وآخرُ عهدي منْ عفيراءَ أنّها
- تُدِيرِ بَنَاناً كُلَّهُنَّ خَضيبُ
عشيّة َ لا أقضي لنفسي حاجة ً
- ولم أدرِ إنْ نوديتُ كيفَ أجيبُ
عشيّة لا خلفي مكرٌّ ولا الهوى
- أَمَامي ولا يَهْوى هَوايَ غَرِيبُ
فواللهِ لا أنساكِ ما هبّتِ الصّبا
- وما غقبتها في الرّياحِ جنوبُ
فَوَا كَبِدًا أَمْسَتْ رُفَاتاً كَأَنَّمَا
- يُلَذِّعُهَا بِالمَوْقِدَاتِ طَبِيبُ
بِنَا من جَوى الأَحْزَانِ فِي الصّدْرِ لَوْعَة ٌ
- تكادُ لها نفس الشّفيقِ تذوبُ
ولكنَّما أَبْقَى حُشَاشَة َ مُقْولٍ
- على ما بِهِ عُودٌ هناك صليبُ
قصيدة وملحة بالعذل ذات نصيحة
يقول أبو نواس:
ومُلحةٍ بالعذل ذات نصيحةٍ
- ترجو إنابةَ ذي مجونٍ مارقِ
بكرَت تبصّرني الرشادَ وشيمتي
- غيرُ الرشاد ومذهبي وخلائقي
لمّا ألحّت في العتابِ زجرتُها
- فتأخّرت عنّي بقلبٍ خافقِ
كم رضتُ قلبي فاعلمي وزجرتهُ
- فرأى اتّباع الرّشد غيرَ موافق
ومُدامةٍ مثل الخلوقِ عتيقةٍ
- حُجِبت زماناً في كنائسِ دابقِ
تختالُ ألواناً إذا ما صُفّقَت
- في الكأس تُخرسُ من لسانِ الناطقِ
ذهبيّةٌ تختالُ في جنباتِها
- كالدرّ ألفَهُ نظامُ الراتقِ
باكرتُها من كفّ أغيدَ شادنٍ
- حسنِ التنعّم فوق سُؤلِ العاشق
مُتَعَقربِ الصدغينِ في لحظاتهِ
- فِتَنُ لها مقرونةٌ ببوائق
متخرّسٍ دينُ النصارى دينهُ
- ذي قُرطقٍ لم يتّصل ببنائقِ
لَبِقٍ بديع الحسنِ لو كلّمتهُ
- لنبذتَ دينكَ كلّهُ من حالقِ
واللَهِ لولا أنّني متخوّفٌ
- أن أُبتلى بإمام جَورٍ فاسقِ
لتبعتهُ في دينهِ ودخلتهُ
- ببصيرةٍ فيه دخولَ الوامقِ
إنّي لأعلمُ أن ربّي لم يكن
- ليخُصّهُ إلّا بدينٍ صادقِ
قصيدة أحبها وهي تخفي حبه أدبا
يقول أحمد الكاشف:
أحبَّها وهي تخفي حبَّه أدبا
- وظنها جهلت نجواه فانتحبا
يشكو إليها تباريح الغرام فلا
- تجيبه فيبيت الليل مكتئبا
حتى إذا خاف أن يقضي أسىً وجوىً
- أمضى إليها كتاباً فيه قد كتبا
حبيبة القلب ما هذا الجفاء وقد
- أبكَى أليمُ بكائي الترك والعربا
لئن بقيت على الهجران قاسية
- أضحى الثرى بدمي يا ميُّ مختضبا
تلت رسالته حرَّى الجوانح لا
- ترى إليه لتبدي شجوها سببا
وبعدما هجعت هبَّت فأوقدت ال
- مصباح مملوءة من وجدها لهبا
وأبدعته جواباً لا يغادر في
- فؤاد مفتونها خوفاً ولا ريبا
قلبي بحبك مشغول كحبك لي
- فلا تَرُعْنِي بعتب زادني تعبا
فإن لبثت مسيء الظن متهماً
- كدرتَ عيشيَ بل أوردتَني العطبا
وأودعَتْهُ بريد الليل آمنة
- لا تعرف الحذر المعتاد والرهبا
واستيقظت وهي لا تدري بما صنعت
- ولو درت فضلت من خوفها الهربا
تلا الرسالة فاشتدت عزائمه
- مستبشراً وتَثَنَّى عطفُهُ طربا
وظنها جهرت بالسرِّ واعترفت
- في يقظة فتمادى يرسل الكتبا
ولم تجبه فكاد الغيظ يقتله
- وبات بين الهوى والداء منتهبا
وعاده والد الحسناء وهو طبي
- به فأدرك سر الداء فاضطربا
وكان طالَعَ بَيْتَيْ بِنْتِهِ وهما
- أمام عاشقها الولهان فانقلبا
قصيدة عسى سادتي أن يقبلوا في الهوى عذري
يقول عبد الله فكري:
عسى سادتي أن يقبلوا في الهوى عذري
- اذا علموا مني بهذا الهوى العذري
فلولا الهوى والضعف قد أوهنا القوى
- لسرت لهم سعياً على قدم الشكر
سعوا جهدهم في القرب لطفاً ومنة
- وابعاد أهل الحب من سنة الدهر
ولم أتخلف غادر ابعهودهم
- ولا شأن فكري أن يميل إلى الغدر
ولكنني لم يبق مني الجوى سوى
- بقية جسم كالخيال إذا يسري
ومالي على الأسفار في البحر طاقة
- ولا جلد يقوى على السير في البر
فلي جسد بال وقلب كأنما
- تقلبه الاشواق والوجد في الجمر
وما حيلة المشتاق ان عاقه الضنى
- وألجأه قهراً إلى البعد والهجر
وان كان ذا التقصير مني اساءة
- فعفو أبي رضوان يغنى عن العذر