علم الآثار والحضارات القديمة
هو علم يعنى بالسجلات الصامتة، أي كل ما تركه الإنسان عبر حضاراته المتتالية من آثار مادية في كل موقع أثري، ويقوم العلماء بالكشف والتنقيب عن هذه الآثار ودراستها وتحليلها، ومعرفة عمرها ولأي حضارة تنتمي، عبر فحصها بأحدث الأساليب العلمية، كالأشعة السينية مثلًا أو الكربون المشع، مما يساعد في إعادة ترتيب اللقى الأثرية بحسب أقدميتها، وترتيب حضارات الشعوب من خلال آثارهم العمرانية والفنية، وتعتبر العراق أو بلاد الرافدين إحدى الدول التي تعاقبت عليها حضارات متعددة مثل حضارة آشور وبابل وكلدان وسومر، وتعتبر الحضارة البابلية إحدى أهم هذه الحضارات، ومن آثارها بوابة عشتار ومسلة حمورابي وأسد بابل، فما قصة أسد بابل.[١]
ما قصة أسد بابل
هو تمثال أثري منحوت على هيئة أسد يقف على جسد إنسان، وقد صنع هذا التمثال من حجر البازلت الأسود، وهو نوع من الصخور الصلبة، يبلغ طول التمثال حوالي المترين، موضوع على منصة يبلغ ارتفاعها متر واحد تقريبًا، وقد عثرت عليه بعثة حفريات ألمانية في عام 1776، في منطقة قريبة من مبنى الحدائق المعلقة، وقد رجح العلماء أن هذا التمثال يعود إلى عهد الملك نبوخذ نصَّر الثاني الذي حكم بابل فترة دامت من عام 562 ق م، إلى عام 605 ق م، وقد اعتبر أسد بابل أهم شاهد حضاري للفن البابلي، والحضارة البابلية كما أنه اعتبر رمزًا لحضارة بلاد الرافدين بشكل عام.[٢]
تباينت آراء العلماء حول تمثال أسد بابل، وما قصة أسد بابل، وهل هو منحوتة بابلية أم حثية، فرجح البعض أن يكون التمثال واحدة من غنائم الحرب التي حصل عليها البابليون من الحثيين في معاركهم التي دامت لفترة من الزمن وانتهت بانتصار البابليين، كما أنهم أشاروا إلى خلو منطقة بابل السهلية من حجر بهذا الحجم، إلا أن علماء آخرين نفو هذه النظرية، مشيرين إلى شكل الأسد الذي شكل معظم المفردات الطبيعية التي ظهرت في فنون الحضارة البابلية، فقد نقش شكل أسد بابل على جدار شارع الموكب، وظهر أيضًا على جدارية الملك نبوخذ نصر، وقد أحصى العلماء 120 شكلًا على هيئة أسد في آثار بابل.[٢]
إلى ما يرمز أسد بابل
لقد عبر النحات البابلي من خلال تمثال أسد بابل وتصويره لأسد يجثم على جسد بشري عن تمجيده لشعبه وانتصاراته، وعن الملك القوي الذي يحكمه، كما أنه جسّد من خلال هذا العمل الفني المذهل عن عظمة وقوة بابل أمام ضعف وهوان أعدائها، إن الأسد رمز البابليين وهو يجثم على جسد الجندي المهزوم وحجم الكتلة الحجرية الصلبة التي استخدمها الفنان البابلي، كانت دليلًا واضحًا على أن هذا الفنان يمتلك حسًا تشكيليًا ونظرة إبداعية تجريدية تجعله في مصاف المبدعين، فقد استطاع إيصال نظرته عن عظمة بابل وقوة شعبها وملكها نبوخذ نصر، ومن هنا يبدو واضحًا لكل من يسأل ما قصة أسد بابل، أن النحات البابلي أرسل رسالة مفادها، أن هذا العمل الإبداعي المذهل حمل رموزًا وقيمًا فكرية غاية في الأهمية، من خلال تحويل صخرة صماء إلى شعار يدل على عظمة بابل ومجدها.[٣]
المراجع
- ↑ "علم الآثار"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 22-2-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "أسد بابل (تمثال)"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 22-2-2020. بتصرّف.
- ↑ " أسد بابل (تمثال)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-2-2020. بتصرّف.