ما مدى إدراك الطفل قبل سن 6 أشهر؟

كتابة:
ما مدى إدراك الطفل قبل سن 6 أشهر؟

بداية إدراك الأطفال

خلال الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة يمارس الرضيع نشاطات أُخرى غير البكاء والنوم والأكل، إذ وضّحت الدراسات أنّ دماغ الأطفال حديثي الولادة يكون مشغولًا بمعالجة المعلومات والبحث عن أنماط لتقليدها وتعلّمها، وبيّنت الدراسات الحديثة التي أُجريت بواسطة الموجات فوق الصوتية أنّ الإدراك يبدأ من قبل الولادة؛ إذ ثبت أنّ الجنين في نهاية الحمل يُبدي اهتمامًا بالأصوات المحيطة به.[١]


كيف يتواصل الطفل مع من حوله؟

على الرغم من أنّ العالم الخارجي لحديثي الولادة يعدّ مغامرةً مُخيفةً لهم لعدم قدرتهم على التواصل المباشر مع من حولهم، إلّا أنّ الطفل منذ الولادة يمكنه التواصل عن طريق إعطاء إشارات أو لفت الانتباه عند الشعور بالتعب أو الجوع أو النشاط، أو عند الاستيقاظ، ووظيفة الأبوين تعريفه أنّه مُرحبّ به في هذا العالم الجديد[٢]، ويمكن توضيح تطوّر مهارات الطفل بالتواصل مع من حوله حسب عمره على النّحو الآتي:


من الولادة إلى عمر ثلاثة شهور

تعدّ الأشهر الثلاثة الأولى من حياة الطفل مرحلة التعجّب والاندهاش، وتتمحور أغلب تطوّرات الإدراك في هذا العمر حول اكتشاف الحواس الأساسية مع محاولة فهم الجسم والمحيط به، وخلال هذه المرحلة يمكن ملاحظة ما يأتي على الطفل مرتّبًا من الشهر الأول إلى الشهر الثالث:[٣]

  • القيام بتصرفات متوقعة ومعروفة، مثل مصّ المكان الصحيح من الحلمة أو زجاجة الإرضاع.
  • تمييز الأشياء بوضوح أكثر على بُعد 30 سنتمترًا.
  • التركيز على الأجسام المتحرّكة، كوجه الوالدين.
  • رؤية جميع الألوان ضمن الطيف المرئي.
  • التمييز بين النكهات من الحامض، والمالح، والحلو، والمر.
  • استخدام تعابير الوجه كردّ فعل لما يحدث حوله.
  • تحديد الاختلاف في درجات الصوت وحدّته.
  • تمييز صوت الأم، ومن الممكن أن يلتفت له عند سماعه.[٤]
  • الشعور بالسعادة عندما يحضنه أيّ أحد.[٤]
  • إمكانية تمييز رائحة الأم، لكنّه لا يستطيع تحديد وجودها بالقرب منه دون رؤيتها.[٤]
  • محاولة تقليد تعبيرات الوجه للأشخاص من حوله.[٥]
  • وضع يده في فمه بدقة.[٥]


من عمر ثلاثة شهور إلى عمر ستة شهور

في هذه المرحلة يبدأ الطفل بتطوير المهارات التي اكتسبها سابقًا وأدائها بطريقة مُتقنة وتنسيق وقوّة أفضل، كتقليد البالغين بأداء أحسن، أو إمساك لعبته مدّةً أطول، كما أنّه سيتمكن من إدراك بعض الأمور الجديدة، وهي كالآتي مرتبة من الشهر الثالث إلى الشهر السادس:[٥]

  • إمكانية إمساك لعبته المجلجلة وهزّها في نفس الوقت.
  • إمكانية التقلب من وضع الاستلقاء على بطنه إلى الاستلقاء على ظهره وبالعكس.
  • إمساك قدميه، ووضعها في فمه في بعض الأحيان.
  • نقل لعبته من اليد إلى اليد الأخرى.
  • قد يُبدي اهتمام بالطعام الذي تتناوله الأم، ويعدّ ذلك إشارةً إلى أنّه أصبح مستعدًّا لتناول الطعام الصلب.
  • قد يتمكّن من الجلوس بمفرده عند بلوغه الشهر السادس.
  • التمكُّن من إصدار بعض الأصوات للأحرف السهلة.
  • التمكّن من تمييز اسمه.
  • التعبير عن مشاعره بالانزعاج مثلًا عند انتهاء وقت اللعب، أو البكاء عند الشعور بالحزن، أو الضحك عند الشعور بالسعادة.
  • عنده القدرة على الإمساك بالأشياء جيّدًا، وتُشير الأكاديمية الأمريكية المختصّة بالأطفال إلى أنّ الرضيع في عمر ستة شهور يكون قادرًا على إمساك الملعقة، ويمكن تعليمه أن يطعم نفسه بنفسه، وحتّى تعليمه إمساك الكوب والشرب وحده مع المساعدة عند الحاجة.


ألعاب تقوي قدرات الطفل العقلية

تساعد الألعاب على تحفيز دماغ الطفل للتفكير بطرق غير اعتيادية لحل المشكلات، فكما يحتاج الجسم والعضلات إلى التمارين الجسديّة فإنّ العقل يحتاج إلى نشاطات خاصّة لتحفيز مناطق محدّدة فيه، كمناطق التفكير والتحليل المنطقي ومناطق الإبداع وحل المشكلات،[٦] ولتطوير قدرات الطفل العقلية يرى الخبراء ضرورة تطبيق الأنشطة الآتية من جانب الوالدين، وذلك حسب التدرّج العمري:

  • من الولادة إلى عمر أربعة شهور: يبدأ الوالدان بالقراءة للطفل، وغناء بعض أغاني الأطفال البسيطة مع إعادتها وتكرارها باستمرار، ويجب التكلم معه وسرد البرنامج اليومي أمامه، كإخباره بأنّ الوقت حان لركوب السيارة وضرورة الجلوس في المكان المخصص، مع الانتباه إلى أهمية النظر إلى عيني الطفل عند التحدث معه، والتأكّد من وضوح تعبيرات الوجه وتغييرها تبعًا للكلام؛ فذلك يساعد الطفل على الربط بين الكلمات والشعور، كما يجب على الوالدين أن يبدؤوا باللعب مع الطفل مع الانتباه إلى الابتسام طوال الوقت؛ إذ إنّ ذلك يقوّي العلاقة الصحية بينهما، ويزيد من إحساس الطفل بأنّه محبوب ويُشعره بالأمان.[٧]، [٨]
  • من عمر أربعة شهور إلى ستة شهور: من الممكن تخصيص إحدى الألعاب المحشوة للطفل حتى يحضنها باستمرار، كما يجب إعطاؤه بعض أنواع الألعاب مثل المكعبات البلاستيكية كبيرة الحجم، إذ يبدأ الرضيع بترتيبها ووضعها فوق بعضها البعض كالبرج ثم يدمّرها، بالإضافة إلى ذلك يمكن عزف الموسيقى له بإيقاعات مختلفة، ومن الضروري أيضًا تعزيز الحواس وتقويتها عن طريق إعطائه كتبًا بألوان مبهجة لتقوية حاسة البصر، وتطوير حاسة اللمس بجعله يختبر شعور الإمساك وإحساس مواد مختلفة الملمس.[٧]


ملاحظات مهمة عند اللعب مع الأطفال

يعدّ تطوير دماغ الطفل مسؤولية الوالدين، ويجب عدم إجبارهم على أيّ نشاط لا يرغبون به، لذلك قبل البدء باللعب مع الأطفال لتحفيز إدراكهم العقلي يجب الانتباه إلى أنهم قد لا يستجيبون دائمًا وبطريقة جيدة، لذا توجد بعض النقاط الواجب تذكّرها، منها ما يأتي[٦]:

  • الصبر: يجب على الوالدين أن يتحلّوا بالصبر؛ فالطفل قد لا يفهم اللعبة مباشرةً وقد لا تعجبه، لذلك يجب الصبر والتدرّج بإدخال لعبة جديدة حتى يتقبّلها.
  • المشاركة: إذ إنّ إشراك عدة منافسين قد يُشجع الطفل على اللعب ويشكّل جوًّا ممتعًا.
  • اللعب معه: إذ إنّ ترك الطفل يلعب وحده لإنجاز مهمة أخرى في المنزل قد يسبب شعوره بالملل وتركه اللعب والانشغال بيء آخر، فالبقاء للعب مع الطفل يجعل الوالدين أدرى بمدى تطوّره وإجادته لمهارات جديدة.
  • إعطاء وقت للراحة: فإذا ظهرت أعراض التعب على الطفل أو ظهر عليه الشعور بالاكتفاء من اللعب يُفضَّل إعطاؤه فترة راحة ليكون وقت اللعب دائمًا وقتًا محبّبًا ومفضّلًا.[٩]


المراجع

  1. Gwen Dewar, Ph.D (01-01-2020), "Newborn cognitive development:"، parentingscience, Retrieved 25-05-2020. Edited.
  2. "Child development (1) - newborn to three months", betterhealth,01-09-2012، Retrieved 30-05-2020. Edited.
  3. Kendra Cherry (02-10-2020), "Cognitive Developmental Milestones"، verywellmind, Retrieved 30-05-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت BabyCentre Medical Advisory Board, "Understanding your baby's cognitive development"، babycentre, Retrieved 30-05-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت Donna Christiano (18-09-2019), "Get Ready for All These Precious First-Year Milestones"، healthline, Retrieved 30-05-2020. Edited.
  6. ^ أ ب Deboshree Bhattacharjee (02-02-2018), "15 Innovative and Fun Brain Games for Kids"، parenting, Retrieved 03-06-2020. Edited.
  7. ^ أ ب Colette Bouchez (04-09-2015), "How to Raise a Smart Baby"، webmd, Retrieved 30-05-2020. Edited.
  8. "3-4 months: baby development", raisingchildren,13-03-2020، Retrieved 30-05-2020. Edited.
  9. "Toys and games for children", raisingchildren,10-05-2016، Retrieved 03-06-2020. Edited.
3683 مشاهدة
للأعلى للسفل
×