معنى الملهوف في اللغة
الملهوف في اللغة من لَهِف يلهَف لَهَفاً فهو لاهف ولهْفان ولهِف، والمفعول ملهوف عليه، والجمع لهافَى ولُهُف، ويُقال لاهف القلب أي محترقه، ولهِف الشخص على ما فات، أي تحسّر وحزِن عليه، والملهوف في اللغة هو المظلوم الذي ينادي، ويستغيث من أجل إنقاذه، ورفع الظلم عنه، ويُقال عن الشخص ملهوف على شيء، أي يسعى إليه بحرص شديد وتشوّق كالذي يسعى إلى المنصب ويتشوّق إليه، ويُقال رجل ملهوف، أي رجل أصابه الحزن والغمّ بسبب فقدان عزيز، أو ذهاب مال، فهو يستغيث الناس ويناديهم، ويُقال رجل عاشق ملهوف القلب، أي قلبه محترق من الحبّ والشّوق إلى الحبيب.[١]
إغاثة الملهوف في الإسلام
تُعتبر إغاثة الملهوف عملاً من أعمال الخير في الإسلام التي يتنافس فيها المتنافسون، وقد عُرف النبي عليه الصلاة والسلام قبل بعثته بمكارم الأخلاق، ومن بينها إغاثة الملهوف، وتقديم العون والمساعدة لمن يحتاج إليها، وقد شهدت السيدة خديجة رضي الله عنها بذلك الخلق الرفيع للنبي، واستدلّت بحفظ الله لنبيه؛ بسبب عمله للخير وإغاثته للملهوف، وجزاء الله لا يكون إلا من جنس العمل، وقد أكّد النبي الكريم على معاني إغاثة الملهوف حينما بيّن حقّ الطريق على من جلس فيه، ومن بين حقه أن يُغاث الملهوف، ويُهدى الضّال، فقد قال يومًا لقوم مرّ بهم وهم جلوس في الطريق: (إن كنتم لابد فاعلين فاهدوا السبيل، وردوا السلام، وأغيثوا المظلوم)،[٢] وإغاثة الملهوف تكون بصور مختلفة، فقد يكون الملهوف عاجزاً، أو مظلوماً، أو مكروباً، وواجب المسلم تجاه الملهوف وذي الحاجة أن يقوم بفكّ كربته، ورفع مظلمته، ونجدته، وإغاثته؛ لأنّ ذلك يعتبر شكراً لله على نعمته، فصاحب النعمة تكثر حاجة الناس إليه، ويحتاج إلى أن يديمَ تلك النعمة بشكر الله عليه، وإلا تعرّضت للزّوال.[٣]
فضل إغاثة الملهوف
إنّ فضل إغاثة الملهوف لكبير في الإسلام، فهي من أعظم القربات إلى الله تعالى، كما أنّها صدقة من الصدقات، ومن فرّج عن مسلم كربةً فرج الله عنه كربةً من كربات يوم القيامة، ومن يسّر على مُعسر يسّر الله عليه، ومن ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة، وفي الحديث في فضل إغاثة الملهوف: (على كلِّ نفسٍ في كلِّ يومٍ طلعتْ عليه الشمسُ صدقةٌ مِنهُ على نفسِهِ، من أبوابِ الصدقةِ: التَّكبيرُ، وسبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، وأستغفِرُ اللهَ، ويأمُرُ بالمعروفِ ، وينْهى عنِ المنكَرِ، ويَعزِلُ الشَّوكَ عن طريقِ الناسِ، والعظْمَ والحجَرَ، وتَهدِي الأعْمَى، وتُسمِعُ الأصَمَّ والأبْكمَ حتى يَفقَهَ، وتُدِلُّ المستدِلَّ على حاجةٍ لهُ قدْ علِمتَ مكانَها، وتَسعَى بِشدَّةِ ساقَيْكَ إلى اللَّهْفَانِ المستغيثِ، وترفعُ بشِدَّةِ ذِراعيْكَ مع الضعيفِ، كلُّ ذلكَ من أبوابِ الصدَقةِ مِنْكَ على نفسِكَ).[٤][٥]
المراجع
- ↑ "تعريف ومعنى الملهوف في معجم المعاني الجامع "، المعاني لكل رسم معنى ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-7-1. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الجامع، عن البراء بن العازب، الصفحة أو الرقم: 1407، خلاصة حكم المحدث صحيح .
- ↑ "إغاثة الملهوف "، إسلام ويب، 2004-12-9، اطّلع عليه بتاريخ 2018-7-1. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 4038، خلاصة حكم المحدث صحيح .
- ↑ الشيخ حسين شعبان وهدان (2017-2-1)، "فضل صنائع المعروف وإغاثة الملهوف "، شبكة الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-7-1. بتصرّف.