ما معنى الأنصار

كتابة:
ما معنى الأنصار

الصحابة

الصحابي هو مَن لقي النبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- مؤمنًا به، وماتَ على الإسلام، فقد حصَل على شرَف الصُّحبة وعِظم رُؤية النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وقدْ أثْنَى الله -عزَّ وجلَّ- عليهم، ولا أعدلَ ممَّن ارتضاه الله لصُحبة نبيِّه -صلَّى الله عليه وسلَّم- ونُصرتِه، حملوا رايةَ الإسلام بعدَ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، ومنهم أنصارٌ نصَروا الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- ومهاجِرون هاجروا في سبيلِ الله تاركين دِيارَهم وأموالهم، فلهُم فضلٌ علينا إلى يومِ الدِّين، ومن خلال هذا المقال سنتكلم عن ما معنى الأنصار.[١]

ما معنى الأنصار

تبدأ الإجابة عن سؤال ما معنى الأنصار بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}[٢]فإن الأنصار بعد أن تخلوا عن حظهم في الحياة الدنيا، وبذلوا كرائم أموالهم للرسول -صلى الله عليه وسلم-، وشاطروا الصحابة أرزاقهم وأموالهم سخيةً بها نفوسهم، حتى قال فيهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما أعطى أموالًا للمؤلفة قلوبهم ولم يعطِ الأنصار، فقال: "الأنْصَارُ شِعَارٌ وَالنَّاسُ دِثَارٌ، وَلَوْلَا الهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَءًا مِنَ الأنْصَارِ"[٣][١]

وأيضًا من الأنصار كان سفير الإسلام مصعب بن عمير -رضي الله عنه-، وقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالأنصار، فقال: "أُوصيكُمْ بِالأنْصارِ فإنَّهمْ كَرِشِي وعيْبَتِي وقدْ قَضَوا الذي عليْهِمْ، و بَقِيَ الذي لَهُمْ، فاقْبَلُوا من مُحسِنِهِمْ، و تَجاوَزُوا عن مُسيئِهِمْ"[٤] وسبب هذه الوصية أنهم بطانة النبي -صلى الله عليه وسلم- وموضع سِرِّه وأمانته، وقد دعا لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- ولذراريهم بالمغفرة، وكان ممن نفذ وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيهم جرير بن عبد الله البحار لأنه علم ما معنى الأنصار فعندما صحب امرءًا من الأنصار،آلى أن يخدمه، فقال له: لم تخدمني؟ فقال: "لما رأيت من الأنصار وخدمتهم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، وهذه إجابة لما معنى الأنصار، رضي الله عنهم وأرضاهم يارب العالمين.[٥]

بيعة العقبة الأولى

بعد معرفة ما معنى الأنصار، لا بد من الحديث عن بيعة العقبة الأولى و علاقتها بالأنصار فقد كانوا نواة لأحداث عظيمة حصلت في التاريخ وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد لاقى ستة نفر من يثرب عند مكان يدعى العقبة متجهين إلى مكة، فدعاهم إلى الدين الإسلامي، فوعدوه بالعودة بعد عام، وفعلًا جاء إلى موسم الحج في السنة الثانية عشرة من البعثة، اثني عشر رجلًا من الذين أسلموا، وفيهم الستة الذين دعاهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في العام الماضي، فلقوا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند العقبة فبايعوه بيعة العقبة الأولى.[٦]

فعن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ "أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ وحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِن أصْحَابِهِ: "تَعَالَوْا بَايِعُونِي علَى أنْ لا تُشْرِكُوا باللَّهِ شيئًا، ولَا تَسْرِقُوا، ولَا تَزْنُوا، ولَا تَقْتُلُوا أوْلَادَكُمْ، ولَا تَأْتُوا ببُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بيْنَ أيْدِيكُمْ وأَرْجُلِكُمْ، ولَا تَعْصُونِي في مَعروفٍ، فمَن وفَى مِنكُم فأجْرُهُ علَى اللَّهِ، ومَن أصَابَ مِن ذلكَ شيئًا فَعُوقِبَ به في الدُّنْيَا فَهو له كَفَّارَةٌ، ومَن أصَابَ مِن ذلكَ شيئًا فَسَتَرَهُ اللَّهُ فأمْرُهُ إلى اللَّهِ، إنْ شَاءَ عَاقَبَهُ، وإنْ شَاءَ عَفَا عنْه قَالَ: فَبَايَعْتُهُ علَى ذلكَ"[٧]وهكذا مهدت البيعة الأولى لما بعدها من أحداث هامة، ستغير مجرى التاريخ، وبشارة بتوالي مواكب الخير، والهدى والنور إلى مكة.[٦]

فضائل الأنصار

بعد التعريف بما معنى الأنصار، لا بد من ذكر فضائلهم، وقد وردت آيات في القرآن الكريم وأحاديث في السنة النبوية تُشيد بالأنصار وتذكر فضائلهم، ومنها:[٨]

  • قوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُواالدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[٩]
  • قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}[١٠]
  • قوله تعالى‏: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[١١]
  • حديث أَنَسٍ -رضي الله عنه-، قَالَ‏:‏ "أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، رَأَى صِبْيَانًا وَنِسَاءً مُقْبِلِينَ مِن عُرْسٍ، فَقَامَ نَبِيُّ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- مُمْثِلًا، فَقالَ: "اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِن أَحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ، اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِن أَحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ"[١٢]فقد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- نساء الأنصار وصبيانهم مقبلين من طعام وليمة زفاف، فانتصب قائمًا وقال: "اللَّهُمَّ أنتُم مِن أحبِّ الناسِ إليَّ" ففي الحديثِ فضيلة عظيمة لنساء الأنصار وصِبيانهم،[١٣]

سعد بن عبادة

يتعلق بالكلام عن ما معنى الأنصار، ذكر الصحابي سعد بن عبادة الأنصاري الساعدي الخزرجي أبو ثابت، وقيل أبو قيس، زعيم الخزرج قبل الإسلام، أسلم مبكرًا، وشهد بيعة العقبة، وعاش إلى جوار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد انفرد بين الأنصار جميعًا بأنه حمل نصيبه من تعذيب قريش للمسلمين في مكة، وكان من شجعان الصحابة، يقول ابن عباس-رضي الله عنه-: "كان لرسول الله في المواطن كلها رايتان، مع علي بن أبي طالب راية المهاجرين، ومع سعد بن عبادة راية الأنصار" ، وبعد وفاة النبي اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة، والتفوا حول سعد بن عبادة منادين بأن يكون خليفة رسول الله من الأنصار، ولكن عمر بن الخطاب وأبا عبيدة بن الجراح كان لهم رأيٌ أن أبا بكر أحق بالخلافة بعد رسول الله، وهذا إن دلّ على شيء دل على عظم مكانته وأهليته لهذا المنصب العظيم، وبهذا يتبيّن فضل الصحابي الأنصاري سعد بن معاذ -رضي الله عنه-، كيف كان صابرًا شجاعًا صادقًا، رحمه الله وجزاه عن الإسلام خيرًا.[١٤]

المراجع

  1. ^ أ ب "الصحابة.. عدالتهم وعلو مكانتهم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-10-2019. بتصرّف.
  2. سورة الحشر، آية: 9.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن زيد، الصفحة أو الرقم: 1061، صحيح .
  4. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2547، صحيح .
  5. "شروح الأحاديث"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-11-2019. بتصرّف.
  6. ^ أ ب "بيعة العقبة الأولى"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2019. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 3892، صحيح .
  8. "فضل المهاجرين والأنصار"، www.-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2019. بتصرّف.
  9. سورة الحشر، آية: 9.
  10. سورة الأنفال، آية: 74.
  11. سورة التوبة، آية: 100.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2508، صحيح .
  13. "شروح الأحاديث"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-11-2019.
  14. "سعد بن عبادة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 09-11-2019.
5596 مشاهدة
للأعلى للسفل
×