الحب
لقد كانت قضية الحب والعشق من القضايا التي اهتم بها الإنسان منذ أقدم العصور، حيث إنّ الإنسان لا يستطيع العيش دون حب، وعندما نتحدث عن الحب فنحن لا نقصد الرجل والمرأة فقط، فللحب أشكال عدّة؛ فقد عرف الإنسان حب الله، وحب النفس، وحب الأهل، وحب المادة، والحب العذري، والكثير من أنواع الحب التي بذل حياته من أجلها.
معنى الحب والعشق
الحُبّ ُهو الإحساس بالانجذاب، أوالإعجاب بشخصٍ ما، أو شيء معين، ويُشير البعض إلى أنّه كيمياءٌ خاصّة متبادلة بين شخصين، حيث إنّ الجسم يفرز هرمون الأوكسيتوسين المسمّى بـ "هرمون المحبين" في وقت اللقاء بين المحبين، وكلمة حب في اللغة تشمل جميع معاني الغرام، والداء، والنبات، حيث إن البعض يشير إلى تشابه هذه المعاني مع أنّها ظاهرياً غير متشابهةٍ، فهم يشبّهون الحب بالداء أو المرض الذي يستحكم في جسم الإنسان، كما يشبهون الأحباب ببذور النباتات.
وكلمة العشق يقصد بها شدّة الحب، وقال الفرّاء: "العشق نباتٌ لزجٌ"، وأطلق عليه اسم العشق لِلصُوقهِ بقلوب المحبين واستحكامه فيهم.
أقوال في الحب
- الأشرار يطيعون بدافع الخوف، والطيبون يطيعون بدافع الحب.
- لا تقل أحبها لكذا، بل قل أحبها رغم كذا.
- قد تنمو الصداقة فتصبح حباً، ولكنّ الحب لا يتراجع ليصبح صداقةً.
- اجعل قلبك كالقبر يدخله واحد، ولا تجعله كالبئر يشرب منه من يشاء.
- من أحبك لأمرٍ ما، كرهك لمجرد انتهائه.
نظرة علمية للحب والعشق
اكتشف مجموعة من العلماء البريطانيين أنّ هرمون التيستوستيرون يقلّ إفرازه عن معدلاته الطبيعية لدى الذكور عندما يقعون في شِراك الحب، بينما يرتفع عن معدلاته الطبيعية عند الإناث، وقد وجد علماءٌ في جامعة "لندن كوليدج" في أبحاث أخرى أنّ الشعور بالحب يكون له تأثيرٌ على مجموعةٍ من الدوائر الأساسيّة في الدماغ، وأشار العلماء إلى أنّ الدوائر العصبية المرتبطةُ بشكلٍ طبيعيٍّ بالتقييم الاجتماعي للآخرين تتعطّل عن العمل عند الوقوع في الحب، وقال الباحثون أنّ هذا يفسر سبب مغفرة أخطاء المحبين لبعضهم البعض عند وقوع الأخطاء منهم.
الحب في الإسلام
دعا الإسلام إلى الحبّ بين الأزواج وطلب من المسلمين أن يحسنوا معاملة نسائهم، حيث ورد في القرآن قوله تعالى: (وعاشِروهُنّ بِالْمَعْروفِ). {النساء:19}، وأقرّ الإسلام الزواج كطريقةٍ للجمعِ الحلال بين الرجل والمرأة وذلك ضمن مجموعةٍ من الشروط، والحقوق المترتبة على الطرفين، وذلك لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغضّ للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنّه له وِجاء).
وقد أبغض الإسلام الانفصال بين الزوجين على مشروعيته، حيث حدّد الإسلام للطلاق تدابير يُرجى منها الصلح بين الزوجين والعودة إلى بعضهما البعض.