ما معنى حي على الصلاة

كتابة:
ما معنى حي على الصلاة

معنى حيّ على الصلاة

ذكر الإمامُ النوويّ أن معنى كلمة حيّ؛ أي تعالوا إليه، فيكون المعنى: أي تعالوا وأقبلوا على الصلاة،[١][٢] كما أن فيها معنى الطلب، كقول: فَحَيَّهَلَا، وذكر الطيبيّ أن فيها معنى الحثّ والاستعجال إلى الصلاة، وجاء عن ابن حجر أن هذه اللفظة من أفضل الكلام؛ لأن أفضل الجواب وأحسنه ما كان مُشتقّاً من السؤال،[٣] ومِن معاني حيّ: هلمّوا، فيُقال: حيّ على كذا؛ أي أسرعوا وأقبلوا، ومعنى حيّ على الصلاة؛ أي أقبلوا وهلمّوا إليها بِسرعةٍ،[٤][٥] كما أن فيها دُعاء الناس إلى الصلاة.[٦]


ماذا يقول من يسمع حي على الصلاة

حثّ النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- الناس على قول وترديد مثل ما يقوله المؤذّن، فقال: (إذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ، فَقُولوا مِثْلَ ما يقولُ المُؤَذِّنُ)،[٧] وجاء في بعض الآثار أن يقول الإنسان عند "حي على الصلاة"؛ لا حول ولا قوة إلا بالله؛ لأنّها من جهة الدُعاء وليس الذكر،[٨][٩] وإجابة المؤذّن بها من باب الالتجاء والاعتماد على الله -تعالى-، وتوجّه القلب إليه، وأن الإنسان لا قوة له إلا بربّه، وذكر الإمام النوويّ: أن الحول هو الحركة، فيكون المعنى: أي لا حركة ولا استطاعة إلا بإرادة الله -تعالى-، وقيل: إنّه لا قوة في دفع الشر وتحصيل الخير إلا بالله،[١٠] فناسبها قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، حيث إنها إجابةٌ للمؤذن الذي يدعو إلى الصلاة،[١١][١٢] ورُويَ عن مُعاوية بن أبي سُفيان أنه قال: "لا حول ولا قوة إلا بالله" عند قول المؤذّن حيّ على الصلاة.[١٣]


معاني كلمات الاذآن

الله أكبر

كلمة الله أكبر تعني أنّ الله أكبر من كُل شيء، وقيل: أي أكبر من أن يُدرك الناس كبريائه،[١٤] كما أن من معانيها أن الله -تعالى- أكبر من ما يصدُّ عن دعوته إلى الصلاة، أو ما يُشغلُ عن إجابته، كما أنّ فيها هيبة وزلزلة على أعداء الدين، وإلقاء الرُعب في قُلوبِهِم.[١٥]


أشهد أن لا إله إلا الله

الأصل في الشهادة؛ هو الإخبارُ بشيءٍ قاطع، فقول الشّهادة يُقطع به بإسلام قائلها،[١٦] لأنه يشهد بقلبه ولسانه بالشهادتين، فهو يشهد بوحدانية الله -تعالى-، وينفي عنه الشرك وعبادة غيره من الأوثان،[١٥] ومن لوازمها؛ عبادة الله -تعالى- وحده، والإيمان بِكُل ما جاء عنه.[١٧]


أشهد أن محمد رسول الله

كلمة مُحمدٌ رسول الله هي النصف الثاني من الشهادتين، ومعناها؛ أنّ مُحمداً رسول الله، وليس إلهاً، وليس كذّاباً أو ساحراً أو ما يصفه به المُشركون، وكُل ما جاء به من أمور الغيب فهو حقٌ ويجبُ تصديقه، كما يجب الإيمان بنبوّته ورسالته، وبِكُل ما جاء عنه من أُمور الشرع، وأنها عدلٌ كُلُها،[١٥] كما أنها تعني: الإيمان بالرسالة والمُرسَل، أي بالله ونبيه، والالتزام بطاعتهما.[١٧]


حي على الصلاة حي على الفلاح

وتعنيان: أي تعالوا إلى الصلاة، والفلاح، والخير، والنجاة، والجنة، وقيل: إن كلمة الفلاح أجمع كلمة للخير في لُغة العرب،[١٨][١] كما تعنيان أن الصلاة والإقبال إليها سببٌ من أسباب الفلاح.[١٩]


المراجع

  1. ^ أ ب سعيد بن علي القحطاني، الأذان والإقامة - المفهوم، والفضائل، والآداب، والشروط في ضوء الكتاب والسنة، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 46، جزء 1. بتصرّف.
  2. محمد بن صالح العثيمين، تعليقات ابن عثيمين على الكافي لابن قدامة، صفحة 356، جزء 1. بتصرّف.
  3. علي بن (سلطان) محمد، نور الدين الهروي القاري (2002)، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الفكر، صفحة 844، جزء 3. بتصرّف.
  4. الروياني، أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل (2009)، بحر المذهب (في فروع المذهب الشافعي) (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 400، جزء 1. بتصرّف.
  5. محمد بن علي الوَلَّوِي (2000)، شرح سنن النسائي المسمى «ذخيرة العقبى في شرح المجتبى» (الطبعة الأولى)، السعودية: دار آل بروم للنشر والتوزيع، صفحة 610، جزء 10. بتصرّف.
  6. القاسم بن سلاّم الهروي (1964)، غريب الحديث (الطبعة الأولى)، حيدر آباد: مطبعة دائرة المعارف العثمانية، صفحة 88، جزء 4. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 611، صحيح.
  8. عبد الكريم بن عبد الله الخضير، شرح مختصر الخرقي، صفحة 8، جزء 40. بتصرّف.
  9. أحمد بن محمد الطحاوي (1994)، شرح معاني الآثار (الطبعة الأولى)، مصر: عالم الكتب، صفحة 143، جزء 1. بتصرّف.
  10. سعيد بن علي القحطاني (2010)، صلاة المؤمن - مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 142، جزء 1. بتصرّف.
  11. جمال الدين عبد الرحمن بن محمد الجوزي، كشف المشكل من حديث الصحيحين، الرياض: دار الوطن، صفحة 97، جزء 4. بتصرّف.
  12. سعيد بن علي القحطاني، إجابة النداء - أنواعٌ، وفضائلُ، وفوائدُ، وآدابٌ، وإجابة قولية وفعلية، وأحكامٌ في ضوء الكتاب العزيز والسنة المطهرة، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 18، جزء 1. بتصرّف.
  13. محمد بن إسحاق بن المغيرة، صحيح ابن خزيمة، بيروت: المكتب الإسلامي، صفحة 216، جزء 1. بتصرّف.
  14. مجد الدين أبو السعادات ابن الأثير (2005)، الشَّافِي فيْ شَرْح مُسْنَد الشَّافِعي (الطبعة الأولى)، الرياض: مكتبة الرشد، صفحة 419، جزء 1. بتصرّف.
  15. ^ أ ب ت المنتدى الإسلامي، مجلة البيان، صفحة 32، جزء 95. بتصرّف.
  16. مجد الدين أبو السعادات ابن الأثير (2005)، الشَّافِي فيْ شَرْح مُسْنَد الشَّافِعي (الطبعة الأولى)، الرياض: مكتبة الرشد، صفحة 419-420، جزء 1. بتصرّف.
  17. ^ أ ب عطية بن محمد سالم، شرح الأربعين النووية، صفحة 5، جزء 4. بتصرّف.
  18. سعيد بن علي القحطاني (2010)، صلاة المؤمن - مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 141-142، جزء 1. بتصرّف.
  19. درية العيطة، فقه العبادات على المذهب الشافعي، صفحة 250، جزء 1. بتصرّف.
5609 مشاهدة
للأعلى للسفل
×