محتويات
صلاة الأوابين هي صلاة الضحى
صلاة الأوّابين هي صلاة الضُّحى، وذلك لما صحَّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيان وقت صلاة الضّحى، حيث إنَّه وصفها بذلك الاسم فقال: (صَلَاةُ الأوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ)،[١][٢] وهي سنّةٌ مؤكَّدةٌ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.[٣] وأحسن وقتٍ لأدائها هو كما صحَّ في الحديث عندما ترمضُ الفِصال؛ أي حين تشتدُّ حرارة التُّراب على أخفاف أقدام صغار الإبل فتَبرُك، ويكون ذلك بعد مُضيِّ ربع النَّهار.[٢]
وأقلُّ ركعات الضُّحى ركعتان، لما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بثَلَاثٍ: صِيَامِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، ورَكْعَتَيِ الضُّحَى، وأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أنْ أنَامَ)،[٤] ثمَّ أربع ركعاتٍ، حيث روت أمُّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ معاذة سألتها: (كَمْ كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي صَلَاةَ الضُّحَى؟ قالَتْ: أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَيَزِيدُ ما شَاءَ الله)،[٥] ثمَّ ستُّ ركعاتٍ.[٦]
ثمَّ ثمان ركعات وهو أوسطها وأفضلها، ويرى المالكيَّة كراهية ما زاد عنها بنيَّة الضُّحى، ويرى الحنفيَّة والشَّافعيَّة أنَّ أكثرها اثنتا عشرة ركعةً، لما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- في الحديث الضعيف الذي يؤخذ به في فضائل الأعمال: (مَن صلَّى الضُّحى ثنتي عشرةَ رَكعةً بنى اللَّهُ لَه قصرًا من ذَهبٍ في الجنَّةِ)،[٧] وفيها كلها أجرٌ وثواب بإذن الله.[٨][٩]
سبب تسميتها بالأوابين وأسمائها الأخرى
سُمِّيت صلاة الضُّحى بصلاة الأوَّابين كما جاء في الحديث: (صَلَاةُ الأوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ)،[١] فلا يحافظ عليها إلَّا مسلمٌ أوَّاب،[١٠] والأوَّاب هو كثير التَّوبة المستغفرالمسبِّح العائد إلى الله -تعالى- طائعاً مهما تكرَّرت ذنوبه،[١١] والذي يذكر ذنوبه في خلوته مع الله -تعالى-، وعند قيامه من مجالس النَّاس يستغفر الله عليها.[١٢] ولصلاة الأوّابين أسماء أخرى نذكرها مع معانيها فيما يأتي:
- صلاة الشروق أو الإشراق: واسمها مشتقٌ من وقتها، وهو وقت إشراق الشَّمس.[٩]
- صلاة الضُّحى: وهي مشتقة من فعل أضحى، أي دخل عليه وقت الضُّحى،[١٣] وهو وقت ارتفاع الشَّمس بداية نهار اليوم.[١٤]
مشروعيَّة صلاة الأوابين ووقتها
صلاة الأوابين سنَّةٌ مؤكَّدةٌ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، صلَّاها وداوم عليها باستثناء بعض الأوقات؛ خوفاً من أن يظنَّها النَّاس فرضاً، وحبَّب إليها وأوصى بها، ولمُصلِّيها الأجر والثَّواب العظيمين،[١٥][١٦] ويبدأ وقتها من بعد طلوع الشَّمس -ما يقارب الربع ساعة من بداية طلوعها- إلى وقت الزوال؛ أي قبل الظهر،[١٧] وأفضل وقتها عندما تعلو الشَّمس وتشتدُّ حرارتها.[١٨]
فضل صلاة الأوابين
إنّ لصلاة الأوَّابين فضائل عديدة، نذكر منها ما يأتي:
- الأجر والثواب العظيم عليها، فهي كالصَّدقة على نعمة العافية والجسد، فقد جاء في الحديث الشريف: (يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى).[١٩][٢٠]
- أجر حِجَّة وعمرة كاملتين لمن قعد بعد صلاة الفجر يسبح ويذكر الله، ثمّ صلّى ركعتيّ الضحى بعد شروق الشمس، فعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من صلَّى الغداةَ في جماعةٍ ثم قعد يذكرُ اللهَ حتى تطلعَ الشمسُ ثم صلَّى ركعتيْنِ كانت لهُ كأجرِ حجَّةٍ وعمرةٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: تَامَّةٍ، تَامَّةٍ، تَامَّةٍ).[٢١][٢٢]
- عظمة أدائها تأتي أيضاً من تعظيم الله -تعالى- لشأنها والقسم بها في سورة الشَّمس، حيث قال -سبحانه-: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا)،[٢٣] وكذلك تسميته -سبحانه وتعالى- لسورةٍ باسمها في القرآن، وقسمه بها في أوَّل آياتها، قال -تعالى-: (وَالضُّحَىٰ).[٢٤][٢٥]
- الاقتداء والتأسّي برسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمداومة على ما داوم عليه من السُّنن.[٢٦]
- سببٌ لمغفرة الذنوب والسّيئات.[٢٧]
المراجع
- ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن أرقم، الصفحة أو الرقم: 748، صحيح.
- ^ أ ب عارف العدني (1428 هـ / 2007 م)، فضل صلاة الضحى (الطبعة الأولى)، الرياض: دار طويق، صفحة 11. بتصرّف.
- ↑ عارف العدني (1428 هـ / 2007 م)، فضل صلاة الضحى (الطبعة الأولى)، الرياض: دار طويق، صفحة 3-4. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1981، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 719، صحيح.
- ↑ عبد القادر الجيلاني ( 1417 هـ - 1997 م)، الغنية لطالبي طريق الحق (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 162، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في ضعيف الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 473، ضعيف.
- ↑ مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 225-226، جزء 27. بتصرّف.
- ^ أ ب التهانوي (1996م)، كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم (الطبعة الأولى)، بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، صفحة 1090، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ مجموعة مؤلفين (1404 - 1427 ه)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 223، جزء 27. بتصرّف.
- ↑ المناوي، فيض القدير، مصر: المكتبة التجارية الكبرى، صفحة 220، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ الماوردي، تفسير الماوردي = النكت والعيون، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 353، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ عبد الغني الدقر]، معجم القواعد العربية، صفحة 60، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ الزحيلي (1418 ه)، التفسير المنير للزحيلي (الطبعة الثانية)، دمشق: دار الفكر، صفحة 18، جزء 9. بتصرّف.
- ↑ السبكي، محمود خطاب (1397 هـ - 1977 م)، الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (الطبعة الرابعة)، المكتبة المحمودية السبكية، صفحة 223، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ د أحمد مصطفى متولي (2017)، 12 فضيلة من فضائل صلاة الضحى، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ الشنقيطي، شرح زاد المستقنع للشنقيطي، صفحة 1، جزء 55. بتصرّف.
- ↑ مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 224، جزء 27. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 720، صحيح.
- ↑ العباد، شرح الأربعين النووية، صفحة 6، 12، جزء 25. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 586، حسن غريب.
- ↑ "فضل صلاة الضحى"، www.islamqa.info، 16-12-2019، اطّلع عليه بتاريخ 18-5-2021. بتصرّف.
- ↑ سورة الشمس، آية: 1.
- ↑ سورة الضحى، آية: 1.
- ↑ محمد حامد محمد، صلاة الضحى، دار الايمان، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ الطبراني، المعجم الأوسط، القاهرة: دار الحرمين، صفحة 68، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ محمد حامد محمد، صلاة الضحى، دار الايمان، صفحة 38. بتصرّف.