ما معنى غسق

كتابة:
ما معنى غسق

معنى الغسق

يعرّف الغسق بالليل إذا اشتدّت ظلمته، فيُقال غسق الليل؛ أي أظلم، ولتوضيح معنى الغسق أكثر سيتم فيما يأتي ربطها بأمثلة مع ذكر معناها:[١]

  • غسقت العين: بمعنى أظلمت وأدمعت.
  • غسق القمر: أي أظلم وخسف.
  • غسقت الغيوم والسماء: أي أظلمت وأمطرت.
  • أغسق فلان: أي سار في ظلام الليل.
  • غاسق: أي شدة ظلام الليل وغياب شفقه.
  • أغسق المؤذن: أي أخّر المغرب إلى الليل.[٢]

تفسير الآيات التي ورد فيها لفظ الغسق

ورد لفظ الغسق مرّتين في القرآن الكريم، فمرّة في سورة الإسراء، قال الله -تعالى-: (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)،[٣] ومرة بلفظ "غاسق" في سورة الفلق، إذ قال الله -تعالى-: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ* مِن شَرِّ مَا خَلَقَ* وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ)،[٤] وفيما يأتي شرح وبيان معنى غسق في كلٍّ من الآيتين الكريمتين:

(أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ)

قال الله -تعالى- في سورة الإسراء عن مواقيت الصلاة: (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)،[٣] ومعنى دلوك الشمس أي زوالها، وهو قول كل من عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-، والحسن، وعبد الله بن عمر، وجابر، وعطاء، وأكثر التابعين، وقيل بل هو غروبها، وهو قول كل من عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، ومقاتل بن حيان، والضحاك، والسدّي.[٥]

أما إقامة الصلاة الواردة في قوله -تعالى-: (أَقِمِ الصَّلَاةَ)؛ فتدلّ على مواقيت الصلاة والقيام بأدائها باستمرار في أوقاتها المحدّدة، ويدخل في وقت الدلوك إلى الغسق كلّ من صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، أما وقت الفجر فقد الله -تعالى- عنه في ذات الآية: (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)،[٣] وسمّاه بالقرآن لأن الصلاة فيه لا تصحّ إلا بقراءة القرآن الكريم، ولأن الملائكة تشهدها.[٥]

وقيل إنّ الغسق يعني صلاة العشاء، وقيل يدخل به المغرب والعشاء،[٦] حيث قال أحد أهل العلم: "المعنى أقم الصلاة من وقت دلوك الشمس إلى غسق الليل، ويدخل فيه الظهر والعصر وصلاتا غسق الليل وهما العشاءان، وقرآن الفجر: هي صلاة الصبح فهذه خمس صلوات".[٧]

(وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ)

جاء في مطلع سورة الفلق الاستعاذة بالله -عز وجل- من عدّة شرور، قال -تعالى-: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ* مِن شَرِّ مَا خَلَقَ* وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ)،[٤] وفيما يأتي توضيح لمعنى الغاسق:

  • تفسير البغوي

ذكر البغوي في تفسير أنّ الغاسق هنا بمعنى القمر، أما الاستعاذة من شرّه فهي بمعنى الاستعاذة بالله من القمر إذا خسف وأظلم، وقد نقل أيضاً قول عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-، حيث يقول: "الغاسق: الليل إذا أقبل بظلمته من المشرق ودخل في كل شيء وأظلم".[٨]

  • تفسير السعدي

بين السعدي في تفسيره أن الآية تعني اللجوء إلى الله -تعالى- والاستعاذة به من شرّ ظلمة الليل وما يكون فيها من الأذى والضرر الذي يدخل أحياناً بدخول هذا الوقت.

المراجع

  1. أحمد مختار عمر، معجم اللغة العربية المعاصرة، صفحة 1617، جزء 2. بتصرّف.
  2. أبو نصر الجوهري، الصحاح في اللغة والعلوم، صفحة 3694. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت سورة الإسراء، آية:78
  4. ^ أ ب سورة الفلق، آية:1-3
  5. ^ أ ب "تفسير: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا)"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 24/5/2022. بتصرّف.
  6. أبو بكر ابن العربي، المسالك في شرح موطأ مالك، صفحة 410، جزء 1. بتصرّف.
  7. صديق حسن خان، نيل المرام من تفسير آيات الأحكام، صفحة 372.
  8. "تفسير البغوي"، مشروع المصحف الإلكتروني، اطّلع عليه بتاريخ 24/5/2022. بتصرّف.
4846 مشاهدة
للأعلى للسفل
×