محتويات
الليبرالية
يشير مصطلح الليبرالية إلى الفلسفة السياسية أو الرأي المنتشر حول مجموعة من أفكار الحرية والمساواة؛ ويشار إلى أنّ المعتقدات تختلف بين أنواع الليبرالية؛ حيث تُركز الكلاسيكية على الحرية بينما تدأب الليبرالية الاجتماعية على توطيد المساواة أكثر.
تحتضن الليبرالية آراءً وأفكاراً منبثقة عن مدى فهمهم لمبدأي الحرية والمساواة، إلا أنّه يمكننا القول إنّ الليبرالية تؤيد أفكاراً مشتركة كحرية التعبير والصحافة والأديان والحقوق المدنية والديمقراطية، والعلمانية والتعاون الدولي.
أنواع الليبرالية
الليبرالية الكلاسيكية
هي فرع منبثق عن الليبرالية يهتم بالحقوق المدنية والحرية السياسية إلى جانب ديمقراطية تمثيلية بموجب سيادة القانون، ويهتم بضرورة تحقيق الحرية الاقتصادية؛ كما تهتم أيضاً الليبرالية الكلاسيكية بالحرية الفردية بالتملك والمشاركة في تقليص حجم الحكومة، وتنادي بمنح الأفراد حقوقهم الطبيعية وحماية حرياتهم المدنية والتقيد الحكومي بالدستور.
جاءت تسمية هذا الشق بالكلاسيكية نظراً لما طرأ عليها من تغييرات وإضافات ضرورية منذ الستينيات من القرن العشرين، بالإضافة إلى تمييزها عن الليبرالية الاجتماعية.
الليبرالية الاجتماعية
تُعرف أيضاً بالليبرالية الاشتراكية، واليسارية، بالإضافة إلى ليبرالية العدالة الاجتماعية؛ وهي تلك الأيديولوجية السياسية التي تسعى جاهدة لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتتفاوت عن الكلاسيكية من حيث رؤيتها لواجبات الدولة في توفير فرص العمل، ومنح الأفراد الرعاية الصحية والتعليم كحق من الحقوق المدنية.
تعتبر الليبرالية الاجتماعية من أشكال التطور الحديث الذي خضعت له الليبرالية في الفترة الممتدة بين أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين؛ وجاءت لتجسد فكرانية الأحزاب الليبرالية التقدمية وتمييزها عن غيرها من الأحزاب الليبرالية الكلاسيكية.
خصائص الليبرالية
تتسم الليبرالية بأنها مناقضة للراديكالية التي لا تؤمن بمرجعية ليبرالية مقدسة؛ وذلك نظراً لاعتبارها فقدانها الليبرالية في حال تقديسها لرموزها وجعله ناطقاً رسمياً باسمها مما سيقضي بأن تصبح مذهباً من المذاهب المنغلقة على ذاتها.
توصف الليبرالية بأنّها سماء واسعة تضم كماً هائلاً من القيم التي تتمركز حول الإنسان وحرياته وكرامته وفردانيته، وتقترن تعدديتها بتعدد الليبرالييّن، ومن أبرز روّاد الليبرالية فردريك باستيا وفريدريش فون حاييك.
العلاقة بين الديمقراطية والليبرالية
تستند الليبرالية على الإيمان بالنزعة الفردية المعتمدة على حرية الفكر والتسامح واحترام كرامة الإنسان، بالإضافة إلى ضمان حقه بالحياة وحرية الاعتقاد، والمساواة بين الأفراد أمام القانون؛ وتُغيّب الليبرالية دور الدولة في العلاقات الإجتماعية، حيث يٌشترط في دورها ضرورة الحياد في دورها أمام مختلف أفراد الشعب وطبقاتهم على ألا تتدخل في العلاقات الاجتماعية والاقتصادية إلا في حال إلحاق الضرر بمصالح الأفراد.
تلعب الديمقراطية الليبرالية دوراً مهماً في تكريس سيادة الشعب من خلال إشراكه بالاقتراع العام لغايات التعبير عن إرادتهم واحترام مبدأ الفصل بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية؛ ولا بد من الإشارة إلى أنّ هناك تشابه كبير بين الليبرالية والديمقراطية من حيث حرية المعارضة السياسية خصوصاً.