ما نعرفه عن اضطراب التحدي المعارض؟

كتابة:
ما نعرفه عن اضطراب التحدي المعارض؟

اضطراب التحدي المعارض

يُعرَف اضطراب التحدي المعارض (ODD) بأنّه نوع من الاضطراب السلوكي الذي يُشّخص غالبًا في مرحلة الطفولة، فالأطفال المصابون بهذا المرض لا يُظهِرون أي تعاون مع الآخرين ويتعاملون بحديّة، وعادةً ما يصبحون معادين لأقرانهم وآبائهم ومعلّميهم وغيرهم من الشخصيّات التي تبدو في موقع مسؤولية، ويكونون مصدر إزعاجٍ للآخرين.[١].


أسباب اضطراب التحدي المعارض

توجد نظريتان تُفسّران سبب اضطراب التّحدي المُعارض؛ وهما:[١]

النظرية التنموية (Developmental theory)

التي تشير إلى أنّ المشكلات تبدأ عندما يكون الطفل صغيرًا، حيث الطفل المصاب بهذا الاضطراب يعاني من صعوبة في تعلم الاستقلال عن والديه، أو الشخص المرتبط معه عاطفيًا.[١]


نظرية التّعلم (Learning theory)

التي تشير إلى أن الأعراض السلبيّة لهذا الاضطراب مكتسبة من التعرض لعدّة مواقف، والتي تعكس الآثار السلبيّة لأساليب التعزيز السلبي المُستخدمة عبر الأبوين أو أيّ شخص في موضع مسؤولية مع الطفل؛ وهذا النوع من التعزيز يدعم سلوك التحدي المعارض لدى الطفل؛ لأنّ هذه السلوكيات تسمح له بالحصول على المزيد من الاهتمام من الأبوين.[١]


أعراض اضطراب التحدي المعارض

قد يصعب أحيانًا التفريق بين الطفل قوي الإرادة والطفل المصاب باضطراب التحدي؛ إذ من الطبيعي إظهار سلوك معارضة في مرحلة من مراحل الطفولة، وتبدأ علامات الاضطراب تظهر بشكلٍ عام قبل المدرسة، وفي بعض الأحيان تظهر في وقت لاحق لكن قبل سن البلوغ المبكّر، وهذه السلوكيات ينجم منها ضعف كبير في الأسرة، والمدرسة، والأنشطة الاجتماعيّة، والعمل. وتختلف هذه الانشطة في شدتها فقد تبدو خفيفة؛ أي إنّ الأعراض تظهر في مكان واحد؛ مثل: المنزل أو العمل، أو متوسطة؛ أي تظهر في مكانين، أو شديدة؛ أي إنّها تظهر في عدّة مواقع. وبالنسبة للأطفال فقد تظهر هذه الأعراض في مكان واحد، لكن مع الوقت تبدأ في الظهور في أماكن أخرى وعلى أشخاص آخرين كالأصدقاء. ومن هذه الأعراض ما يأتي:[٢]

  • المزاج العصبي والغاضب، إذ يفقد الطفل مزاجه بسهولة في كثير من الأحيان، ويبدو حساسًا ومزعجًا للآخرين.
  • إظهار سلوك التحدي والجدال المستمر، فهو يجادل البالغين غالبًا، ويتحدى الامتثال لقواعدهم وطلباتهم، إضافة إلى تعمّده إزعاج الآخرين، ولومهم على أخطائه.
  • إظهار الرغبة في الانتقام، فهو غالبًا يبدو حاقدًا ولديه نزعات انتقاميّة، ويظهر هذا السلوك مرتين على الأقل خلال ستة أشهر.


تشخيص اضطراب التحدي المعارض وأسبابه

هذا السلوك يلاحظ بداية في الطفل أو اليافع عن طريق الأبوين، وطبيب الأطفال النفسي أو خبير الصحّة العقليّة يؤكّدان إصابة الطفل بهذا النوع من الاضطرابت، وقد يحتاج أيضًا إلى إجراء المزيد من الاختبارات للتأكد من صحة الطفل أو اليافع العقليّة، وتوجد مجموعة من المعايير التشخيصية الخاصة (DSM-5) والمعتمدة على أعراض معينة ذات علاقة بالحالة العاطفية والسلوكية للطفل على أن تبدو قد ظهرت لستة أشهر أو أكثر[١].

-كما أُشير إليه سابقًا- فالسبب الدقيق للإصابة بهذا الاضطراب غير معروف، لكن هناك العديد من العوامل البيولوجية والجينية والبيئية المُعتقد أنّها قد تسهم في ظهور هذا النوع من الاضطرابات، ويُذكَر منها ما يأتي:[٣]

  • العامل البيولوجي، تشير بعض الدراسات إلى أنّ وجود العيوب الخلقيّة أو الإصابات في أماكن معيّنة من الدماغ قد تؤدي إلى مشكلات سلوكية خطيرة عند الأطفال، ورُبِطَت الإصابة باضطراب التحدي المعارض بوجود نشاط غير طبيعي لبعض المواد الكيميائيّة في الدماغ، أو بوجود نشاط غير طبيعي للناقلات العصبيّة، والتي تساعد في تواصل الخلايا العصبيّة في الدماغ معًا؛ لذا إن كانت المواد الكيميائيّة أو الناقلات العصبيّة لا تعملان بشكل جيد فلن تصل الرسائل إلى الدماغ بشكل صحيح يؤدي إلى ظهور أعراض هذا الاضطراب أو غيره من الأمراض العقليّة.

إضافةً إلى ذلك يعاني الكثير من الأطفال واليافعين المصابين باضطراب التحدي المعارض من أمراض نفسية أخرى؛ مثل: مرض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)، أو صعوبات التعلم، أو الاكتئاب، أو اضطراب القلق، والتي قد تساهم في ظهور المشكلات في سلوكهم.

  • العوامل الوراثيّة، يوجد لدى العديد من الأطفال واليافعين المصابين باضطراب التحدي المعارض فرد من العائلة يعاني من مرض عقلي؛ مثل: اضطرابات المزاج واضطرابات القلق واضطرابات الشخصية؛ ممّا يشير إلى أنّ تطور الإصابة بهذا الضطراب قد يبدو أمرًا موروثًا.
  • العوامل البيئية، ومنها ضعف العلاقات الأسريّة واضطرابها، ووجود تاريخ عائلي من الأمراض العقليّة، أو تعاطي المخدرّات، وعدم التزام الآباء تجاه أبنائهم قد تبدو من العوامل المساهمة في تطور هذا الاضطراب السلوكي.


علاج الاضطراب السلوكي

كيف تجرى المساعدة في منع إصابة طفلي باضطراب التحدي المعارض؟ فقبل التطرق إلى معرفة كيفية علاج المصاب بهذا النوع من الاضطراب السلوكي تنبغي معرفة كيفية منع حدوثه من الأساس، ورغم أنّ الباحثين لا يعرفون لليوم أسباب حدوث اضطراب التحدي المُعارض، لكن توجد بعض الأساليب التي تساعد في منع حدوثه، إذ يُساعد الأطفال الصغار من خلال برامج التدخل المبكر، والتي تعلّمهم بعض المهارات الاجتماعية، وكيفية التعامل وإدارة الغضب.

أمّا بالنسبة لليافعين فيساعد العلاج النفسي بالتحدث، وتعليمهم المهارات الاجتماعيّة، وحصولهم على المساعدة في الواجبات المدرسيّة من شأنه التقليل من سلوكياتهم ورغبتهم في إحداث المشكلات، وربما تساعد البرامج المدرسيّة أيضًا في وقف التنمر وتحسين العلاقات بين اليافعين، كما أنّ برامج تدريب الوالدين على الإدراة تساعدتهم في تعلّم كيفيّة إدراة سلوك أطفالهم، إذ يتعلم الآباء أساليب التعزيز الإيجابي، وكيفية تأديب الطفل عندما يخطئ[١].

وهنا يُتطرّق لإجابة سؤال كيف يُعالَج الطفل المُصاب بهذا الاضطراب، فبدايةً تجب معرفة أنّ العلاج المبكّر لهذه الحالة يمنع حدوث المشكلات المستقلبيّة، ويعتمد العلاج على عمر الطفل ومدى صحته ومدى شدة الأعراض لديه؛ فقد يحتاج الأطفال المصابون بهذا الاضطراب إلى تجربة الكثير من العلاجات قبل اختيار الأنسب لهم، وتشمل هذه العلاجات كلًا مما يأتي:[١].

  • العلاج النفسي، الذي يتضمن ما يأتي:
    • العلاج السلوكي المعرفي، هنا يتعلم الطفل من خلال العلاج السلوكي المعرفي كيفية حل مشكلاته والتواصل مع المحيطين بشكلٍ أفضل، ويتعلم أيضًا كيفية التحكم باندفاعاته غضبه.
    • العلاج الأسري، هذا العلاج يساعد في إحداث تغييرات في الأسرة؛ إذ يُحسّن مهارات الاتصال بين أفراد الأسرة، ويحسّن التفاعلات الأسريّة بينهم، فقد تبدو إجابة طفلٍ مُصاب بهذا الاضطراب أمرًا صعبًا على أفراد الأسرة، خاصةً الأشقاء، وبالتالي يحتاج الآباء والأخوة إلى إيجاد منظومة دعم للطفل المُصاب وآلية تفاهم فيما بينهم.
  • العلاج بالأدوية، مع أنّها لا تُستخدم في أغلب الحالات، لكنّ الطفل قد يحتاجها في حال وجود أعراض، أو إصابته بأمراض نفسيّة أخرى؛ مثل: (ADHD) اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Oppositional Defiant Disorder (ODD) in Children", hopkinsmedicine, Retrieved 2020-5-4. Edited.
  2. "(Oppositional defiant disorder (ODD", mayoclinic, Retrieved 2020-5-4. Edited.
  3. "Oppositional Defiant Disorder", webmd, Retrieved 2020-5-4. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×