الحيض
إنَّ مسألة الحيض من المسائل التي هي محلُّ خلافٍ بين الفقهاء، حيث إنَّهم اختلفوا في بعض اشتراط أوصافه،[١] لذلك سيتم اعتماد ما أخذت به دائرة الإفتاء الأردنية من آاراءٍ وأقوال في هذا المقال، وعلى ذلك يُمكن تعريف الحيض في الاصطلاح على أنَّه "دمُّ جبلَّة يخرج من أقصى رحم المرأة في وقتٍ مخصوص"، ويُعرف هذا الدمَّ من أوصافه وألوانه وكذلك من عمر من رأت هذا الدم، فإن رأت من استكملت تسع سنين قمرية الدمَّ الأحمر أو رأت الصفرة والكدرة فإنَّها تُعِدُّ كلَّ ذلك حيضًا، أما من رأته قبل بلوغ التاسعة من عمرها فإنَّ جميع ما تراه يعدُّ استحاضة، وإنَّ مسألة الحيض من المسائل التي لا بدَّ للمسلمة معرفتها حيث يتوقف عليها كثير من العبادات،[٢] وسيتم تخصيص هذا المقال للإجابة على سؤال ما هو أكثر مدة الحيض وأقله كما سيتم بيان ما يحرُم بالحيض.
ما هو أكثر الحيض وأقله
إنَّ مدةَّ الحيض تختلف من إمرأة إلى امرأةٍ أخرى، لكنَّ هذا الاختلاف قُيِّد بفترةٍ وعددٍ من الأيام يتراوح الحيض بينهما، فلا ينبغي أن تقلَّ مدة الحيض عن أقلِّه وكذلك لا ينبغي أن تتجاوز أكثر مدته، وقبل بيان الإجابة عن سؤال ما هو أكثر الحيض وأقلِّه، ينبغي الإشارة إلى قاعدة مهمة وهي أنَّ الحيض إن تجاوز أكثر مدته أو قلَّ عن أقلِّ مدته فإنَّه يعدُّ استحاضةً لا حيضًا، وفيما يلي بيان أكثر الحيض وأقله وكذلك سيتم الإشارة إلى غالبه:[٢]
- إنَّ أقلَّ مدة الحيض يومٌ وليلة.
- إنَّ أكثر مدَّة الحيض خمسة عشر يومًا.
- إنَّ غالب عادة النساء تتراوح بين ستة أيامٍ إلى سبعة.
ما يحرُم بالحيض
يحرُم على المرأة عند الحيض عدَّة أمور، ولا يحلُّ لها أن تقوم بهذه الأمور إلَّا عند طهرها والاغتسال من الحيض، إلَّا الصيام فإن طهرت جاز لها أن تنوي الصيام وتشرع به وإن أخَّرت الغسل إلى ما بعد طلوع الفجر،[٢] وفيما يأتي العبادات التي تحرم على المرأة في الحيض مع بيان ما يُقضى منها وما لا يُقضى:
- الصلاة، ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَليسَ إذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ ولَمْ تَصُمْ، فَذلكَ نُقْصَانُ دِينِهَا"،[٣] وإنَّ ترك الصلاة لعذر الحيض لا يُوجب قضاءها، لكن إن رأت الدمَّ بعد دخول وقت الصلاة بمدة تستطيع أن تتوضأ وتصلي بها فإنَّها تقضي الصلاة.[٢]
- حمل المصحف ومسِّه.[٢]
- قراءة القرآن ولو غيبًا.[٢]
- الطواف،[٢] حيث إنَّ الطواف صلاة إلَّا أنَّ الله أباح به الكلام.[٤]
- المكث في المسجد.[٢]
- الصوم، وإنَّ الأيام التي أفطرتها المرأة من رمضان بسبب عذر الحيض يجب عليها قضاؤها،[٢] ودليل ذلك ما ورد عن معاذة العدوية أنَّه قالت: "كنَّا نحيضُ علَى عَهْدِ رسولِ اللَّهِ ثمَّ نَطهرُ فيأمرُنا بقَضاءِ الصَّومِ ، ولا يأمرُنا بقضاءِ الصَّلاةِ".[٥]
- وطئ الزوج لزوجته حال حيضها أو مباشرتها ما بين السرة والركبة من غير حائل،[٢] مع العلم أنَّ الحنابلة قالوا بجواز المباشرة ما بين السرة والركبة دون الفرج.[٦]
المراجع
- ↑ دبيان الدبيان، موسوعة أحكام الطهارة، صفحة 9، جزء 6. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "أحكام تخص المرأة المسلمة"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-10. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1951، حديث صحيح.
- ↑ "باب الكلام في الطواف"، islamweb.net. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن معاذة العدوية، الصفحة أو الرقم:2317، حديث صحيح.
- ↑ "حدود الاستمتاع بالحائض."، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-10. بتصرّف.