ما هو أول ما خلق الله تعالى

كتابة:
ما هو أول ما خلق الله تعالى

ما هو أوَّلُ ما خلق الله تعالى

تعدًَّدت أقوالُ العلماء في بيانهم لِما خلقه الله -تعالى- أوَّلاً، ونذكر أقوالهم فيما يأتي:

  • العرش: وجاء هذا القول عن أبي جعفر الطبريّ فيما رواهُ عن ابن عباس -رضي الله عنه- في قوله: "أوَّل ما خلق الله تعالى العرش فاستوى عليه".[١][٢]
  • الماء: لِقولهِ -تعالى-: (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ)،[٣] وهذا يعني وجود الماء قبل العرش؛ لأنَّ الله -تعالى- خلق العرش على الماء، وهذا يؤكّدهُ قول النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (قدَّرَ اللهُ مقاديرَ الخلائقِ قبل أن يخلقَ السمواتِ والأرضَ بخمسين ألفَ سنةٍ وكانَ عرشُه على الماءِ)،[٤] وهذا يعني أنَّ العرش والماء كانا أوَّلَ ما خلق الله -تعالى-.[٥]
وقال الحافظ ابن حجر إنّ الإمام أحمد والترمذي أخرجا عن رزين العقلي حديثاً مرفوعاً صحيحاً يفيد أنّ الماء خُلقت قبل العرش كذلك،[٦] وذكر بعضُ أهل العلم أنَّ الماء والعرش هما أوَّل ما خلقه الله -تعالى-، ثُمَّ خلق القلم، ثُمَّ السماوات والأرض، ولكن تعدَّدت أقوالهم في السَبق، الماء أم العرش، فرجّح ابن تيميّة خلق العرش أوّلاً، ورجّح ابن القيّم وبدر العيني خلق الماء أولا.[٧]
  • القلم: لِقولهِ -تعالى-: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ)،[٨][٩] واستدلّوا بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أولُ ما خلق اللهُ القلَمَ فقال: اكتُبْ، قال: وما أكتُبُ يا ربِّ؟ قال اكتُبْ القدَرَ، قال: فجرى القَلَمُ في تلْكَ الساعَةِ بِما كانَ و بما هو كائِنٌ إلى الأبَدِ).[١٠][١١]
  • البيت الحرام أو الكعبة: لِقولهِ -تعالى-: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ)،[١٢] وقيل هو أوَّل ما خلق الله -تعالى- من الأرض؛ أي موضع البيت الحرام من الأرض.[١٣]


أول من خُلق من البشر

إنّ آدم -عليه السلام- هو المخلوق الأوَّل من البشر،[١٤] أو ما يُسمَّى بالجنس البشريِّ، وهو الإنسان، وإن كان هُناك قَبله من المخلوقات من الأجناس الأُخرى،[١٥] ومن الأدلة التي تُثبت أنَّ آدم -عليه السلام- أوَّل المخلوقات من الإنس، قولهِ -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً)؛[١٦] أي خلق جميع البشر من نفسٍ واحدة، وهي نفسُ آدم -عليه السلام-، وقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (النَّاسُ بنو آدمَ، وآدمُ من ترابٍ).[١٧][١٨]


وخصَّ الله -تعالى- خلق الإنسان بِالذِّكر من بين سائر الأجناس والمخلوقات الأُخرى؛ إعلاءً لشأنه، وبياناً بأنَّه أشرف المخلوقات، واستقلاله ببدائع الصُنع والتدبير،[١٩] وقد قال الله -تعالى-: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)،[٢٠] وهذا يبيّن أهمية حياة الإنسان، فمنها يبدأ في انطلاقهِ نحو الهدف الذي من أجلهِ خُلق، وهو عِبادتهِ لربه.[٢١]


الحكمة من خلق الكون قبل الإنسان

إنّ من رحمة الله -تعالى- بالإنسان أنَّهُ خَلَقَ الكون قبله؛ فخلق الشَّمس قبله وهيّأ له الكون؛ لِيَجد فيه قوام حياته،[٢٢] وهو ما يُسمَّى بالهداية في قولهِ -تعالى-: (قالَ فَمَن رَبُّكُما يا موسى* قالَ رَبُّنَا الَّذي أَعطى كُلَّ شَيءٍ خَلقَهُ ثُمَّ هَدى)،[٢٣] فخَلَقَ الكون وهيّأهُ للإنسان، ثُمَّ هداهُ إلى الطَّريق المُحدّد ليسير فيه، ثُمّ ليتفكّر في الكون وما فيه، فيسير مما يُذكِّر الإنسان بوظيفته التي خُلق من أجلها وهي عِبادة الله -تعالى- وحده، وهي نفس الغاية من خلق الكون، وكذلك جعلها بساطاً وفِراشاً، وصالحةً للاستقرار والنَّوم والرَّاحة، لِتُناسب حياة الإنسان.[٢٤]


المراجع

  1. شمس الدين«سبط ابن الجوزي» (2013)، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (الطبعة الأولى)، دمشق: دار الرسالة العالمية، صفحة 213، جزء 1. بتصرّف.
  2. أبو بكر الدواداري، كنز الدرر وجامع الغرر ، صفحة 66، جزء 1. بتصرّف.
  3. سورة هود، آية: 7.
  4. رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن عبدالله بن عمرو ، الصفحة أو الرقم: 18/232، صحيح.
  5. محمد التميمي (1420 هـ)، أصول الإيمان (الطبعة الخامسة)، السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 65. بتصرّف.
  6. محمد المباركفورى، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 421، جزء 8. بتصرّف.
  7. "أول ما خلق الله تعالى"، www.islamweb.net، 7-9-2015، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2021. بتصرّف.
  8. سورة القلم، آية: 1.
  9. شمس الدين الشربيني (1285)، السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير، القاهرة: مطبعة بولاق (الأميرية)، صفحة 351، جزء 4. بتصرّف.
  10. رواه الألباني، في تخريج كتاب السنة، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 104، صحيح.
  11. علي الجزري، عز الدين ابن الأثير (1997)، الكامل في التاريخ (الطبعة الأولى)، بيروت - لبنان: دار الكتاب العربي، صفحة 18، جزء 1. بتصرّف.
  12. سورة آل عمران، آية: 96.
  13. أبو المظفر السمعاني (1997)، تفسير القرآن (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوطن، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  14. محمد بن جميل زينو (1997)، مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع (الطبعة التاسعة)، الرياض: دار الصميعي للنشر والتوزيع، صفحة 153، جزء 1. بتصرّف.
  15. محمد متولي الشعراوي (1997)، تفسير الشعراوي - الخواطر، مصر: مطابع أخبار اليوم، صفحة 11623، جزء 19. بتصرّف.
  16. سورة النساء، آية: 1.
  17. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3956، حسن.
  18. "الأدلة على أن آدم أول إنسان خلقه الله"، www.islamweb.net، 30-4-2015، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2021. بتصرّف.
  19. أبو السعود العمادي، تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم ، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 177، جزء 9. بتصرّف.
  20. سورة الملك، آية: 2.
  21. عبد الحميد البلالي (1986)، البيان في مداخل الشيطان (الطبعة السادسة)، بيروت - لبنان: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 19، جزء 1. بتصرّف.
  22. محمد متولي الشعراوي (1997)، تفسير الشعراوي - الخواطر، مصر: مطابع أخبار اليوم، صفحة 2892، جزء 5. بتصرّف.
  23. سورة طه، آية: 49-50.
  24. سعيد حوّى (1424 هـ )، الأساس في التفسير (الطبعة السادسة)، القاهرة: دار السلام، صفحة 3362-3364، جزء 7. بتصرّف.
5223 مشاهدة
للأعلى للسفل
×