محتويات
ما اضطراب الشخصية الفُصامية؟
اضطراب الشخصية الفُصامية (Schizotypal personality disorder) واحد من اضطرابات الشخصية، وغالبًا ما يبدو الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب غريبين ومختلفين عن الأشخاص الآخرين، فقد توجد لديهم أنماط تفكير وسلوكيات غير طبيعية، وقد يملك هؤلاء الأشخاص معتقدات وخرافات غريبة، كما أنّهم عادةً ما يكونون غير قادرين على تكوين علاقات اجتماعية، وربما تتداخل أنماط الشخصية غير المرنة التي يملكونها مع العديد من مجالات الحياة؛ بما في ذلك الوظائف الاجتماعية والعمل، ويختلف اضطراب الشخصية الفُصامية عن انفصام الشخصية، ويوصف بأنّه شكل معتدل من انفصام الشخصية، لكن في الحالات النادرة قد يصاب الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الفُصامية في نهاية الأمر بانفصام الشخصية.[١]
أعراض اضطراب الشخصية الفُصامية
يتضمن اضطراب الشخصية الفُصامية خمسة أعراض أو أكثر من الأعراض الآتية:[٢]
- الوحدة وقلة وجود الأصدقاء خارج نطاق أفراد العائلة المقربين.
- قلة المشاعر وتلبّده، أو عدم مناسبة الاستجابات العاطفية للأحداث.
- القلق الاجتماعي المفرط والمستمر.
- سوء تفسير الأحداث؛ مثل: الشعور بأنّ شيئًا غير ضارٍّ أو غير مؤذٍ فعليًا قد يلحق ضرر مباشر بالشخص.
- سلوكيات أو معتقدات أو تفكير غير عادي أو غريب الأطوار.
- أفكار غريبة أو جنون العظمة والشكوك المستمرة في ولاء الآخرين.
- الإيمان بالقوى الخاصة؛ مثل: التخاطر العقلي أو الخرافات.
- تصورات غير عادية؛ كالشعور بوجود شخص غائب أو وجود أوهام.
- ارتداء الملابس بطرق غريبة؛ مثل: الظهور بمظهر غير لائق أو ارتداء ملابس غير متوافقة مع الموقف.
- أسلوب غريب في الكلام؛ كالغموض، أو الكلام غير المترابط.
تُرى علامات اضطراب الشخصية الفُصامية؛ مثل: زيادة الاهتمام بالأنشطة التي يؤديها الشخص وحده، أو ارتفاع مستوى القلق الاجتماعي في سنوات المراهقة، كما قد يبدو الطفل ضعيفًا في الأداء الدراسي أو ينأى بنفسه عن أقرانه، مما قد يؤدي إلى تعرّضه للمضايقة أو التسلط.
أسباب اضطراب الشخصية الفُصامية
تلعب الوراثة دورًا مهمًا في تطور اضطراب الشخصية الفُصامية، فهو أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين يملكون أقارب يعانون من هذا الاضطراب أو اضطرابات الشخصية الأخرى، وعادةً ما يتطور في مرحلة البلوغ المبكرة، وبالإضافة إلى الوراثة فإنّ كلًا من ردود فعل الشخص لأحداث الحياة، والعلاقات في الحياة المبكرة، والتعرض للإساءة والإهمال والضغط العصبي تساهم معًا في تكوين الشخصية أثناء الطفولة والمراهقة، وقد تؤدي إلى تطورها بطريقة غير طبيعية، مما يزيد من خطر الإصابة اضطراب الشخصية الفُصامية.[١][٣]
تشخيص اضطراب الشخصية الفصامية
يتلقّى معظم الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الفصامية التشخيص في مرحلة مبكرة من البلوغ، فإذا اشتبه الطبيب في الإصابة بهذا الاضطراب فسيبدأ بإجراء مجموعة من الفحوصات البدنية للتحقق من المشكلات الجسدية التي قد تبدو سبب حدوث هذه الأعراض، كما سيسأل الطبيب عمّا إذ ما كان أحد أفراد الأسرة مصابًا بهذا الاضطراب أو اضطرابات الشخصية الأخرى، وقد يحوّل الطبيب الشخص المصاب إلى الطبيب النفسي ليُقيّمه نفسيًا، ومن المحتمل أن يسأل عن الآتي:[٣]
- الوقت الذي بدأت فيه الأعراض.
- تأثير الأعراض في الحياة والأعمال اليومية.
- شعور المصاب عند التعرض للمواقف الاجتماعية.
- طبيعة تجارب المصاب في المدرسة والعمل.
- طبيعة مرحلة الطفولة.
- احتمال أن يسأل الطبيب النفسي عما إذا كان فكّر يومًا في إيذاء نفسه أو الآخرين.
كما قد يستخدم بعض الأطباء النفسيين الأعراض المذكورة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الإصدار الخامس (DSM-5)، الذي نُشر عبر الجمعية الأمريكية للطب النفسي للتشخيص.[٢]
علاج مرضى اضطراب الشخصية الفُصامية
غالبًا ما يتضمن علاج مرضى اضطراب الشخصية الفُصامية مزيجًا من العلاج النفسي والدوائي، إذ يساعد ذلك العديد من الأشخاص عن طريق العمل والأنشطة الاجتماعية التي تناسب شخصياتهم على النحو الآتي:[٢]
- العلاج النفسي، الذي قد يساعد الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الفُصامية على الثقة في الأشخاص الآخرين وتعلم مهارات التأقلم من خلال بناء علاقة مبنية على الثقة مع المعالج النفسي، ويتضمن العلاج النفسي ما يأتي:
- العلاج المعرفي السلوكي، الذي يساعد في تحديد أنماط التفكير السلبية ومواجهتها، وتعلم مهارات اجتماعية معينة، وتعديل السلوكيات غير الطبيعية.
- العلاج الداعم، الذي يتضمن تقديم التشجيع وتعزيز مهارات التكيف.
- العلاج الأسري، الذي يشمل إشراك أفراد الأسرة في العلاج، مما قد يساعد في تحسين التواصل والثقة والقدرة على العمل معًا داخل المنزل.
- العلاج الدوائي، لا يوجد علاج مخصص ومرخص من منظمة الغذاء والدواء لعلاج اضطراب الشخصية الفُصامية، لكن في بعض الحالات قد يصف الطبيب الأدوية المضادة للاكتئاب للمساعدة في التخفيف من بعض الأعراض؛ مثل: الاكتئاب والقلق، وقد تساعد بعض الأدوية في تحسين مرونة التفكير.
مضاعفات اضطراب الشخصية الفُصامية
إنّ الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الفُصامية معرّضون لخطر أكبر للإصابة بـالقلق أو الاكتئاب، كما أنّهم يمتلكون مهارات اجتماعية ضعيفة ولا يستطيعون تكوين علاقات طيبة مع الآخرين، ودون الحصول على العلاج المناسب يصبح الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب أكثر إزعاجًا عند التعرض للمواقف الاجتماعية، مما قد يؤدي بهم إلى المزيد من العزلة،[١] كما قد يزيد اضطراب الشخصية الفُصامية من خطر الإصابة بمشاكل أخرى؛ مثل: نوبات الذهان المؤقتة ومشاكل مع تعاطي الكحول والمخدرات ومحاولات الانتحار.[٢]
المراجع
- ^ أ ب ت Joseph Goldberg, MD (16-10-2018), "Schizotypal Personality Disorder"، webmd, Retrieved 4-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث Mayo Clinic Staff (8-10-2018), "Schizotypal personality disorder"، mayoclinic, Retrieved 4-5-2020. Edited.
- ^ أ ب Janelle Martel (6-6-2016), "Schizotypal Personality Disorder (STPD)"، healthline, Retrieved 5-5-2020. Edited.