محتويات
ما هو الألم المستعصي؟
الألم المستعصي هو نوع من أنواع الألم الذي لا يمكن السيطرة عليه والتحكم بحدّته من خلال العناية الطبيّة القياسيّة، ولهذا سمّيت بالمستعصية.
في الغالب لا يمكن علاج هذا النوع من الألم، ولهذا يلجأ الأطبّاء إلى تقليل حدّته لمساعدة المريض على استعادة قدرته في القيام بالأنشطة اليوميّة دون انزعاج.[١]
خصائص الألم المستعصي
قد يكون الألم المستعصي شديدًا في حدّته لدرجة أنّ المريض قد يبقى طريح الفراش لمدّة طويلة، ممّا يؤثّر على الصحّة العقليّة والجسديّة له، فتُراود المصاب أفكارًا بالانتحار؛ فهو الطريقة الوحيدة للتخلّص من الألم بحسب اعتقاده، ومن أهمّ خصائص الألم المستعصي:[٢]
- مستمرّ ومزمن.
- يحدّ من قدرة المصاب على تناول الطّعام والنوم.
- يؤدّي إلى الإصابة بالاكتئاب، ومتلازمة نقص الانتباه.
- يسبّب ارتفاع ضغط الدمّ ومعدّل النبض.
- يؤدّي للإصابة باضطرابات المناعة.
- يخل في توازن هرمونات الغدّة الكظريّة.
أسباب الألم المستعصي
قد يُطوِّر الألم المستعصي العديد من الأمراض والحالات الصحيّة، ويشعر به المصاب في عظامه، ومفاصله، وعضلاته، وحتّى رأسه، ومن هذه الأمراض:[٢][١]
- الصداع النصفي.
- السرطان.
- التهاب المفاصل الروماتيدي.
- متلازمة الألم المركزي.
- جراحة العمود الفقري.
- ألم عضلي ليفي.
- الاعتلالات العصبيّة.
- أمراض الهيكل العظمي الخلقيّة.
- هشاشة العظام.
- صداع ما بعد الصّدمة.
- الذئبة الحماميّة.
- التهاب المثانة الخلالي.
تشخيص الألم المستعصي
قد يصعب تشخيص الألم المستعصي، فأعراضه تُشبه كثيرًا أعراض مسبباته؛ كالصّداع النصفي، وقد يؤدّي سوء التشخيص إلى إعطاء علاج غير مناسب للمريض.
عادةً ما يُشخَّص الألم المستعصي رسميًّا عند فشل مجموعة من الأدوية في تخفيف الألم لمدّة معيّنة، أيّ أنّ الطبيب يتّبع خطّة بوصف أدوية خفيفة في البداية، ثمّ ينتقل إلى أدوية أقوى بالتدريج عند فشل الدواء السّابق، وعندما ينتقل المريض من دواء إلى آخر تزداد احتماليّة تشخيص إصابته بالألم المستعصي، وهذه الأدوية هي:[١]
- أدوية مضادّات الالتهاب غير الستيرويديّة.
- مرخيات العضلات.
- الأدوية الأفيونيّة منخفضة التأثير.
- الأدوية المضادّة للنوبات.
قد يلجأ الطبيب بعدها للجراحة، والتمارين الرياضيّة، والعلاج الطبيعي والنفسي، وفي حال أثبتت فشلها، يُشخًّص المريض بالألم المستعصي فورًا.[١]
مضاعفات الألم المستعصي
على عكس الألم المزمن، فإنّ الألم المستعصي يزيد من مستويات الهرمونات في الجسم، مثل؛ الكورتيزول والأدرينالين؛ لأنّه يزيد نسبة التوتّر والالتهابات في الجسم، ممّا يسبب العديد من المشكلات مثل؛ ارتفاع ضغط الدمّ ومعدّل نبضات القلب وغيرها، كما يسبّب الضعف الجنسيّ بالطبع.
كما يسبّب الألم المستعصي الأرق، فيفقد المصاب قدرته على النوم من شدّة الألم، ممّا يجعله أكثر عرضة للشعور بالإرهاق فترة النّهار، مع استمرار الأرق، والإرهاق، والتوتّر، والألم المستمرّ، يفقد المصاب قدرته على التركيز واتخاذ القرارات المهمّة في حياته.[١]
علاج الألم المستعصي
يعدّ علاج الألم المستعصي أمرًا معقّدًا، ويعتمد على المسبّب الرئيسي له، إذ يهدف العلاج إلى تخفيف الألم وتحسين نوعيّة حياة المريض، ويمكن مراقبة تحسّنه من خلال مقياس الألم، وهو مقياس مُرقًّم من 1 إلى 10 يصف فيه المصاب حدّة الألم بحسب الرّقم الذي يختاره.[٣]
العلاج الدوائي
عادةً ما ينتهي الأطبّاء بوصف الأدوية الأفيونيّة القويّة بعد ثبات فشل الأدوية الأخرى في تخفيف الألم، إذ يبدأ العلاج بالأدوية الأفيونيّة بوصف جرعات منخفضة طويلة المفعول المذكورة في الفقرة السابقة، ويقوم الطبيب بزيادة الجرعة بالتدريج حسب ما تستدعيه حالة المصاب، مع مراعاة معدّل نبضات القلب وضغط الدمّ، ويمكن ترتيب الأدوية بحسب مدّة مفعولها كما يأتي:[٢]
- الأفيونات طويلة المفعول:
- الميثادون.
- الفنتانيل؛ ويعطى بحقنة تحت الجلد.
- المورفين بطيء التحلّل.
- الأوكسيكودون بطيء التحلل.
- الأفيونات قصيرة المفعول:
- الكودين مع الباراسيتامول.
- هيدروكودون مع الباراسيتامول.
- الأكوسيكودون مع الباراسيتامول.
- الهيدرومورفين.
- المورفين.
- الميبيريدين.
- المواد الأفيونيّة سريعة المفعول: التي تستغرق من 5 إلى 10 دقائق، وتستخدم للحالات الطارئة:
- الفنتانيل الذي يعطى عن طريق الفم.
- تحميلة المورفين.
- تحميلة الأفيون.
- تحميلة الهيدرومورفين.
يجب مراقبة المريض لفترة معيّنة بعد وصف العلاجات الأفيونيّة لمراقبة علاماته الحيويّة والسيطرة عليها في حال تغيّرها، كما تتطلب هذه الأدوية مراجعة الطبيب شهريًّا، للتأكّد من فعاليتها وجرعاتها وطريقة استخدامها، ويُمنع استخدامها من أي شخص آخر غير المريض نفسه، لما تسبّبه من هلوسات وأمراض نفسيّة خطيرة.[٢]
ومن المهم التذكير بعدم إيقاف الدواء أو تقليل جرعته دون استشارة الطبيب المختصّ، فنزول تركيز الدواء في الدمّ، قد يسبّب غيبوبة ألم مفاجئة، وقد يعود الألم بحدّة أكبر من ذي قبل.[٢]
العلاج الطبيعي والتمارين الرياضيّة
بمجرّد وصف المواد الأفيونيّة والسيطرة على الألم، يمكن بعدها أن يبدأ المريض باتّخاذ التدابير والإجراءات المناسبة للحفاظ على قوّة جهازه العضلي والهيكليّ، وذلك من خلال ممارسة بعض التمارين الرياضيّة والمداومة على جلسات العلاج الطبيعيّ، فمثلًا تعدّ تمارين الإطالة من أهمّ التمارين التي تحافظ على ليونة العضلات ومرونتها التي قد تقلل من حدّة الألم على المدى الطويل.[٢]
الدعم النفسي من الأسرة والمجتمع
قد يدخل مرضى الألم المستعصي في عزلة اجتماعيّة بعد تشخيصهم به لعدّة أشهر أو حتّى سنوات، ولهذا من المهم مرافقة المريض أثناء فترات العلاج للعناية به، والتأكّد من سلامته العقليّة والبدنيّة جيّدًا إلى حدٍّ ما، وينصح الأطبّاء أحيانًا بالمشاركة في المناسبات العائليّة كنوع من الاندماج في المجتمع.[٢]
فقدان الوزن
تعدّ السمنة أحد المشكلات التي تُواجه مرضى الألم المستعصي، وهي من أهمّ العوامل الرئيسيّة التي تزيد الوضع سوءًا، فتشكّل السمنة ضغطًا على العمود الفقري والهيكل العظميّ عمومًا، ممّا يحدّ من قدرة المصاب على الحركة والتنقل أكثر من قبل.
لهذا من المهم لمصابي الألم المستعصي أن يُحالوا إنقاص وزنهم أو على الأقلّ تثبيته، وإن لم تكن ممارسة الرياضة خيارًا متاحًا، يمكن اللجوء حينها لاتّباع نظام غذائيّ متوازن، بحيث ترتفع فيه نسبة البروتينات مقارنةً بالكربوهيدرات والنشويّات والسكّريات.[٢]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج James Roland (2017-5-18), "Intractable Pain"، healthline, Retrieved 2020-8-11. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د Forest Tennant, MD, DrPH, John Liu, MD and Laura Hermann, RN, FNP, "Intractable Pain"، practicalpainmanagement, Retrieved 2020-8-11. Edited.
- ↑ "The Facts About Intractable Pain", painscale., Retrieved 2020-8-11. Edited.