ما هو الاخفاء

كتابة:
ما هو الاخفاء

تعريف الإخفاء 

أحكام النون الساكنة والتنوين هي أحكام تتعلق بالتقاء النون الساكنة أو التنوين مع الأحرف الأبجدية في القرآن الكريم، وهي: الإظهار والإدغام والإقلاب والإخفاء، الإخفاء من أحكام النون الساكنة والتنوين، وفيما يأتي تعريف الإخفاء في اللغة اولاصطلاح:[١]

  • تعريف الإخفاء في اللغة

هو الستر، والخفاء بحيث لا يُرى.

  • تعريف الإخفاء في الاصطلاح

"النطق بالحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عاريًا عن التشديد مع بقاء الغنة".


وسُمّي الإخفاء بهذا الاسم لأنّ النون الساكنة أوالتنوين إذا سبقت أحد حروف الإخفاء تذهب النون، وتبقى صفتها فقط، ولذلك يسمّى هذا النوع من الإخفاء إخفاءً حقيقياً، وقد يأتي الإخفاء في كلمة واحدة مع النون الساكنة، أو في كلمتين مع النون الساكنة والتنوين، ومن الأمثلة على الإخفاء الحقيقي من القرآن الكريم ما يأتي: 


الحرف
المثال
الحرف
المثال
ص
عَن صَلَاتِهِمْ
ط
مِن طَيِّبَات
ذ
أَنذَرْتُكُم
ز
يَوْمَئِذٍ زُرْقًا
ث
ماءً ثجَّاجاً
ف
من في
ك
عَلِيّا ً كَبِيرًا
ت
أن تذبحوا
ج
إنْ جَاءَكم
ض
منضود
ش
مِنْ شّرِ
ظ
ظِلاً ظَلِيلاً
ق
وَيـنقلب
د
وَلِكُلّ ٍ دَرَجَاتٌ
س
من سـِجّيلٍ



حروف الإخفاء

حروف الإخفاء في التلاوة هي خمسة عشر حرفاً من أحرف الأبجدية، وهي: (ص، ذ، ث، ك، ج، ش، ق، س، د، ط، ز، ف، ت، ض، ظ)، وقد جمع أحد العلماء هذه الحروف الخمسة عشر في بيت من الشِّعر، بحيث يكون أول حرف من كل كلمة هو أحد حروف الإخفاء التي ذكرناها، فقال:[٢]

صف ذا ثنا، كم جاد شخص قد سما

دم طيباً، زد فـي تقى، ضع ظالماً


أما السبب الذي من أجله جاء الإخفاء على هذه الكيفية، فيمكن اختصار القول فيه فيما يأتي:[٢]

  • لما كان مخرج حروف الإخفاء الخمسة عشر كلها ليس قريبا ذلك القرب من مخرج النون الساكنة، فمن أجل ذلك، لم يتيسر إدغام هذه الحروف مع النون الساكنة أو مع التنوين؛ وذلك بسبب تعسر الإدغام؛ لبعد المخرج بين النون وهذه الحروف.
  • لكن هذا البعد الواقع بين حرف النون وحروف الإخفاء ليس بكافٍ للنطق بها ظاهرة كما هو الحال مع حروف الإظهار، من أجل ذلك؛ سلمت هذه الحروف من الإدغام، ولكنها لم تظهر ظهورًا كاملًا؛ لأن بعد مخرجها عن مخرج النون ليس كافيًا لإظهارها؛ وذلك بسبب توسط مخرجها، فجاء النطق بحروف الإخفاء نطقًا وسطًا بين الإدغام والإظهار من دون تشديد، ولكن تبقى الغنة ظاهرة.


أنواع الإخفاء 

يقسم الإخفاء إلى قسمين اثنين، هما:[٣]


الإخفاء الحقيقي

وهو ما تمّ توضيحه سابقاً، ومن الأمثلة على الإخفاء الحقيقي ما يأتي:

  • قال الله -تعالى-: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّـهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ).[٤] والشاهد قوله: المقنطرة، وقوله: عنده.
  • قال الله -تعالى-: (وَما نُرسِلُ المُرسَلينَ إِلّا مُبَشِّرينَ وَمُنذِرينَ فَمَن آمَنَ وَأَصلَحَ فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ).[٥] الشاهد في قوله: ومنذرين.


الإخفاء الشفوي

هو أحد أحكام الميم الساكنة إذا جاء بعدها حرف الباء المتحرك، ومن الأمثلة على الإخفاء الشفوي ما يأتي:

  • قال الله -تعالى-: (يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّـهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ).[٦] والشاهد في قوله: همْ بارزون.
  • قال الله -تعالى-: (وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّـهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).[٧] والشاهد في قوله: يعتصمْ بالله.


مراتب الإخفاء

يقسم الإخفاء الحقيقي إلى مراتب ثلاث، نذكرها مع بعض الأمثلة فيما يأتي:


المرتبة العليا

وعدد حروف هذه المرتبة ثلاثة حروف، وهي: (ط، د، ت)، ومخرج هذه الحروف الثلاثة هو أقرب المخارج إلى مخرج النون، وهي أقرب من غيرها إلى الإدغام، والأمثلة على ذلك من القرآن الكريم كثيرة جدًا منها:[٨]

  • قال الله -تعالى-: (فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا).[٩] الشاهد في قوله: صعيدًا طيبًا.
  • قال الله -تعالى-: (وَجَعَلوا لِلَّـهِ أَندادًا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِهِ قُل تَمَتَّعوا فَإِنَّ مَصيرَكُم إِلَى النّارِ).[١٠] الشاهد في قوله: أندادًا.
  • قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّـهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ).[١١] الشاهد في قوله: جناتٍ تجري.


المرتبة الدنيا

حروفها: (ق، ك)، وهذه الحروف أبعد الحروف عن مخرج النون، وهي أقرب من غيرها إلى الإظهار، ومن الأمثلة على ذلك:[٨]

  • قال الله -تعالى-: (إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا).[١٢] الشاهد في قوله: قولًا كريمًا.
  • قال الله -تعالى-: (وَإِن مِن قَريَةٍ إِلّا نَحنُ مُهلِكوها قَبلَ يَومِ القِيامَةِ أَو مُعَذِّبوها عَذابًا شَديدًا كانَ ذلِكَ فِي الكِتابِ مَسطورًا).[١٣] الشاهد في قوله: من قرية.


المرتبة الوسطى

وحروفها باقي حروف الإخفاء العشرة وهي: (ص، ذ، ث، ج، ش، س، ز، ف، ض، ظ)، ومن الأمثلة على ذلك:[٨]

  • قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّـهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).[١٤] الشاهد، في قوله: تنصروا، وقوله: ينصركم.
  • قال الله -تعالى-: (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ).[١٥] الشاهد في قوله: من ذا.
  • قال الله -تعالى-: (أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ).[١٦] الشاهد في قوله: من ثلثي.
  • قال الله -تعالى-: (أَن جَاءَهُ الْأَعْمَى).[١٧] الشاهد في قوله: أن جاءه.
  • قال الله -تعالى-: (فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ).[١٨] الشاهد في قوله: فمن شاء.


أمثلة على الإخفاء

القرآن الكريم مليء بالأمثلة، من الآيات الكريمة، ونذكر هنا، مثالا لكل حرف:[١٩]

  • مثال على حرف الصاد: (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ).[٢٠]
  • مثال على حرف الذال: (ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ).[٢١]
  • مثال على حرف الثاء: (مِن نُطفَةٍ ثُمَّ سَوّاكَ رَجُلًا).[٢٢]
  • مثال على حرف الكاف: (وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً).[٢٣]
  • مثال على حرف الجيم: (فَصَبرٌ جَميلٌ وَاللَّـهُ المُستَعانُ ).[٢٤]
  • مثال على حرف الشين: (آوي إِلى رُكنٍ شَديدٍ).[٢٥]
  • مثال على حرف القاف: (مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا ۙ قَالُوا هَـٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا).[٢٦]
  • مثال على حرف السين: (وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا).[٢٧]
  • مثال على حرف الدال:  (وَكَأْسًا دِهَاقًا).[٢٨]
  • مثال على حرف الطاء: (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ).[٢٩]
  • مثال على حرف الزين: (قالَ أَقَتَلتَ نَفسًا زَكِيَّةً بِغَيرِ نَفسٍ).[٣٠]
  • مثال على حرف الفاء: (وَإِنَّ السّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصفَحِ).[٣١]
  • مثال على حرف التاء: (وَتَستَخرِجوا مِنهُ حِليَةً تَلبَسونَها).[٣٢]
  • مثال على حرف الضاد:  (جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً).[٣٣]
  • مثال على حرف الظاء: (وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا).[٣٤]

المراجع

  1. عطية قابل نصر، غاية المريد في علم التجويد (الطبعة 7)، صفحة 66.
  2. ^ أ ب عطية قابل نصر، غاية المريد في علم التجويد (الطبعة 7)، صفحة 66-67. بتصرّف.
  3. أحمد محمود عبد السميع الحفيان (1421)، الوافي في كيفية ترتيل القرآن الكريم (الطبعة 1)، بيروت :دار الكتب العلمية، صفحة 169. بتصرّف.
  4. سورة آل عمران، آية:14
  5. سورة الأنعام، آية:48
  6. سورة غافر، آية:16
  7. سورة آل عمران، آية:101
  8. ^ أ ب ت محمود عبد المنعم العبد (1422)، الروضة الندية شرح متن الجزرية (الطبعة 1)، القاهرة - جمهورية مصر العربية:المكتبة الأزهرية للتراث، صفحة 79، جزء 1. بتصرّف.
  9. سورة النساء، آية:43
  10. سورة إبراهيم، آية:30
  11. سورة الحج، آية:14
  12. سورة الإسراء، آية:23
  13. سورة الإسراء، آية:58
  14. سورة محمد، آية:7
  15. سورة الحديد، آية:11
  16. سورة المزمل، آية:20
  17. سورة عبس، آية:2
  18. سورة عبس، آية:12
  19. إبراهيم محمد الجرمي (1422)، معجم علوم القرآن (الطبعة 1)، دمشق: دار القلم ، صفحة 17.
  20. سورة الشورى، آية:43
  21. سورة المرسلات، آية:30
  22. سورة الكهف، آية:30
  23. سورة البقرة، آية:143
  24. سورة يوسف، آية:18
  25. سورة هود، آية:80
  26. سورة البقرة، آية:24
  27. سورة النساء، آية:9
  28. سورة النبأ، آية:34
  29. سورة سبأ، آية:15
  30. سورة الكهف، آية:74
  31. سورة الحجر، آية:85
  32. سورة النحل، آية:14
  33. سورة الروم، آية:54
  34. سورة النساء، آية:57
4336 مشاهدة
للأعلى للسفل
×