ما هو الارتجاع البيولوجي؟

كتابة:
ما هو الارتجاع البيولوجي؟

ما هو الارتجاع البيولوجي؟

الارتجاع البيولوجي هو أسلوب يُستخدم لتعليم الشخص كيفية التحكم ببعض وظائف الجسم، مثل معدل ضربات القلب، إذ يتم من خلاله توصيل الجسم بأجهزة استشعار تساعد في الحصول على معلومات وملاحظات عنه، وتساهم هذه الملاحظات في إجراء تغييرات طفيفة في الجسم، مثل إرخاء العضلات، مما يساعد على التخفيف من الألم، وفي الواقع يمنح الارتجاع البيولوجي الشخص القدرة على التحكم بالجسم لتخفيف المشكلات الصحية والحفاظ على الأداء البدني.[١]


ما هي أهداف الارتجاع البيولوجي؟

يهدف الارتجاع البيولوجي إلى السيطرة على الإجهاد من خلال تقنيات الاسترخاء؛ فهو يمكّن الشخص من التعامل بوعي مع التنفس ومعدل ضربات القلب وغيرهما من الحركات اللاإرادية لتجاوز استجابة الجسم لبعض المواقف العصبية، وهو أكثر فعاليةً في السيطرة على الحالات الصحية التي تتأثر بشدة بالإجهاد، بما في ذلك اضطرابات التعلّم، واضطرابات الأكل، والتبول اللاإرادي، وتشنجات العضلات.

كما يفضّل بعض الأشخاص الارتجاع البيولوجي كشكل من أشكال العلاج لبعض الحالات؛ لأنّه غير جراحي ولا يعتمد على الأدوية، ويربطه أشخاص آخرون مع خيارات العلاج التقليدية لتحسين الصحة العامة، ومن مشكلات الصحة الجسدية والعقلية التي يمكن استخدام الارتجاع البيولوجي لحلّها ما يأتي:[٢]

  • الربو.
  • سلس البول.
  • الإمساك.
  • متلازمة القولون العصبي.
  • الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • مرض رينود.
  • الألم المزمن.
  • التوتر أو القلق.


ما هي أنواع الارتجاع البيولوجي؟

توجد أنواع مختلفة من الارتجاع البيولوجي، ويعتمد النوع المستخدم على الهدف من الاستخدام، وتتضمّن هذه الأنواع ما يأتي:[٣]

  • التنفس: الذي يُعرف بالارتجاع البيولوجي التنفسي، ويتضمن ارتداء أربطة استشعار حول الصدر والبطن لمراقبة معدّلات التنفس ونمطها، ومن خلال التدريب يمكن للأشخاص تعلّم كيفية التحكم بالتنفّس بصورة أكبر، وهذا بدوره يساعد على التعامل مع مجموعة متنوعة من المواقف.
  • معدل ضربات القلب: الذي يُعرف بالارتجاع البيولوجي لتقلبات نبضات القلب، وتوجد بعض الأدلة التي تشير إلى أنّ هذا النوع مفيد لمجموعة مختلفة من الاضطرابات، بما في ذلك الربو والاكتئاب، وخلاله يستخدم المصاب جهازًا متصلًا بأجهزة الاستشعار في منطقة الأذنين أو الأصابع أو أجهزة استشعار موضوعة على الرسغين أو الصدر أو الجذع، وتقيس هذه الأجهزة معدل ضربات القلب والتغيرات فيها.
  • استجابة الجلد الكلفاني: يتضمن هذا النوع قياس كمية العرق على سطح الجلد، ويُعرف أيضًا باسم توصيل الجلد، ويُعدّ علامةً مفيدةً للكشف عن مستويات التأثّر العاطفي، إذ يمكن أن يحفّز الانفعال العاطفي التعرّق بسهولة، فكلما كان الشخص أكثر تأثّرًا كان توصيل بشرته أكبر.
  • ضغط الدّم: يتضمن هذا النوع من الارتجاع البيولوجي ارتداء جهاز يقيس ضغط الدم، ويعطي معلومات حوله، وغالبًا ما يُوجَّه المصاب للقيام بتقنيات الاسترخاء التي قد تعتمد على الإشارات البصرية أو تمارين التنفس أو الموسيقى، وعلى الرغم من اكتساب هذا النوع من الارتجاع البيولوجي الشّعبية، إلا أنه لم تجد الدراسات والتجارب السابقة أدلّةً مقنعةً على أنّه يملك تأثيرًا طويل الأمد في ارتفاع ضغط الدم.
  • درجة حرارة الجلد: في هذا النوع من الارتجاع البيولوجي يرتدي المصاب أجهزة استشعار للكشف عن توصيل الدم للجلد، ولأن الأشخاص غالبًا ما يعانون من انخفاض درجة الحرارة في أوقات التوتّر فقد تساعد هذه الأجهزة في الكشف عن الوقت الذي يشعر فيه الشخص بالضيق، فقد تشير القِيَم المنخفضة إلى الحاجة إلى استخدام إحدى تقنيات السيطرة على التوتر والإجهاد.
  • موجات الدماغ: تُعرَف أيضًا بالارتجاع البيولوجي العصبي، وتتضمّن استخدام تخطيط كهربية الدماغ لقياس نشاط الموجة الدماغية، إذ توضع أجهزة استشعار على فروة الرأس متصلة بجهاز تخطيط أمواج الدماغ EEG، ويُستخدم أحيانًا كعلاج غير جراحي لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والألم، والإدمان، والقلق، والاكتئاب، واضطرابات أخرى.
  • توتر العضلات: في هذا النوع من الارتجاع البيولوجي توضع أجهزة الاستشعار في نقاط مختلفة من الجسم، وتُوصل بجهاز تخطيط كهربائي، ويكشف هذا الجهاز عن التغيرات في شد العضلات مع مرور الوقت، وذلك من خلال مراقبة النشاط الكهربائي الذي يؤدي إلى تقلصات العضلات.


كيفي يحدث الارتجاع البيولوجي؟

تُوصل أجهزة الاستشعار الكهربائية التي تتصل بشاشة بالجسم، وتقيس هذه الأجهزة علامةً أو أكثر من علامات الإجهاد، مثل: معدّل ضربات القلب، أو التوتر العضلي، أو درجة حرارة الجسم، وذلك اعتمادًا على النوع المستخدم كما ذُكِرَ في السابق، وتوفّر هذه العلامات معلومات عن كيفية استجابة الجسم للمنبهات المختلفة، وقد يعلّم المعالج بالارتجاع البيولوجي المصاب كيفية أداء تمارين التنفّس وأساليب الاسترخاء وتمارين العقل؛ فهذا يحفز ردود الأفعال الإيجابية والاسترخاء.

وتستغرق جلسة علاج الارتجاع البيولوجي النموذجية بين 30-60 دقيقةً، ويختلف عدد الجلسات التي يحتاجها الشخص اعتمادًا على عوامل عدّة، بما في ذلك مدى سرعة تعلم المصاب للتحكم باستجاباته الجسدية.[٢]


ما هي أجهزة الارتجاع البيولوجي؟

يمكن الخضوع للارتجاع البيولوجي في مراكز العلاج الطبيعي أو المستشفيات، كما يجري تسويق أعداد متزايدة من أجهزته للاستخدام المنزلي، ومن أنواع هذه الأجهزة ما يأتي:[١]

  • برامج الحاسوب أو الأجهزة المحمولة التفاعلية: هي أجهزة تقيس التغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على الجسم، مثل: معدل ضربات القلب، وتغيرات البشرة، عن طريق استخدام مستشعر أو أكثر يوضع على الإصبع أو الأذن، وتتصل المستشعرات بحاسوب الشخص، وباستخدام رسومات وأوامر تظهر على الحاسوب يمكن للجهاز أن يساعد الشخص في السيطرة على الضغط العصبي، وتنظيم التنفّس وإراحة العضلات، وقد أثبتت الدراسات أن هذه الأجهزة فعالة في تحسين الاستجابة للضغط النفسي، ويوجد من هذه الأجهزة ما يكون على شكل عصابة رأس تراقب نشاط الدماغ أثناء التأمّل، وتستخدم الأصوات لتهدئة العقل.
  • الأجهزة القابلة للارتداء: هي أجهزة استشعار يرتديها الشخص على منطقة الخصر لمراقبة التنفّس، ويمكن متابعة أنماطه باستخدام تطبيق قابل للتحميل، ويمكن للتطبيق إرسال إشعار للشخص إذا كان يعاني من التوتر لفترات طويلة، كما أنه يوفر أنشطةً تساعد على تهدئة العقل.

وقد اعتمدت هيئة الغذاء والدواء جهازًا يُسمّى جهاز ريسبريت (Resperate)، وهو أحد أجهزة الارتجاع البيولوجي يساعد على التخلص من التوتر وخفض ضغط الدم، وريسبريت جهاز إلكتروني محمول يعزّز التنفس ببطء وبعمق، لكن يجب الانتباه واستشارة الطبيب قبل شراء جهاز الارتجاع البيولوجي؛ إذ إنّ منظمة الغذاء والدواء لا تُخضع الكثير من الأجهزة التي يجري تسويقها للاستخدام المنزلي للرقابة التنظيمية.


هل يحمل تطبيق الارتجاع البيولوجي المخاطر؟

يُنظر إلى الارتجاع البيولوجي عمومًا على أنّه إجراء آمن، لكن يجب دائمًا استشارة الطبيب؛ فالارتجاع البيولوجي ليس مناسبًا للجميع، وقد تعمل طرق أخرى بصورة أفضل منه عند بعض الأشخاص، كما قد لا تعمل أجهزته عند الأشخاص المصابين بحالات طبية معينة، مثل مشكلات نظم القلب أو حالات الجلد المحددة.[٣][١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (6-2-2019), "Biofeedback"، mayoclinic, Retrieved 8-5-2020. Edited.
  2. ^ أ ب Brian Krans (11-1-2016), "Biofeedback"، healthline, Retrieved 8-5-2020. Edited.
  3. ^ أ ب Kendra Cherry (16-5-2019), "What Is Biofeedback and How Does It Work?"، verywellmind, Retrieved 8-5-2020. Edited.
4572 مشاهدة
للأعلى للسفل
×