محتويات
أنماط التعليم
التعليم عمليّة تحتاج إلى التخطيط، حيث ينبغي على المعلّم الإلمام بالتوجهات والنظريات التربوية الحديثة واختيار ما يتناسب مع المرحلة العمرية للطلبة وخصائصهم ليتم تقديم الأنشطة المناسبة لهم، ومن المهم تربويًا العمل على الحصول على نتائج ومخرجات ذات قيمة من خلال استغلال طاقات المتعلمين وتحفيزهم نحو التعلم بالأساليب التربوية الصحيحة، وتعد معرفة أنماط التعلم مدخلًا مهمًا لتحديد نوع الأنشطة المناسبة التي تؤدي إلى زيادة دافعية الطلاب وتحصيل مرتفع، ويعد التعليم النشط أحد أهم أساليب التعلم التي تراعي أنماط التعلم المختلفة، سواء نمط التعلم البصري أم السمعي أم الحركي أم القرائي أم الكتابي، واجتهد التربوييون في توضيح الإابة عن سؤال: ما هو التعليم النشط، الذي من خلاله يتم العمل على كافة أنماط التعلم للخروج بمخرجات مرضية تفيد المتعلمين.[١]
أهمية التعليم النشط
وبالحديث عن ما هو التعليم النشط يجب ذكر أهمية التعليم النشط، وهي تتضح من خلال إعطاء فرصة للمتعلم في اكتساب الخبرة، فكلما ترك المعلم الطلاب لتسجيل ملاحظاتهم والمناقشة فيما بينهم فإن الطلاب يتعلمون أكثر، ويمكن حصر أهمية التعليم النشط بالنقاط التالية:[٢]
- يزيد احتمال وصول الطلاب إلى المعرفة السابقة الخاصة بهم، والتي هي مفتاح التعلم.
- يصبح الطلاب أكثر تمكنًا في إيجاد حلول ذات معنى شخصي للمشكلات أو تفسيراتها.
- يسمح للطلاب بتلقي ردود فعل وتغذية راجعة فورية على نحو أكثر تكرارًا.
- تزيد فاعلية الطلاب في استرجاع المعلومات من الذاكرة، بدلًا من مجرد تمييز صحة عبارة ما.
- يزيد التعليم النشط من ثقة الطلاب بأنفسهم واعتمادهم على أنفسهم بشكل أكبر.
- يزيد التعليم النشط من دافعية المتعلمين كي يكونوا أكثر نشاطًا بدلًا من السلبية.
- تكون قيمة التعليم أعلى عندما يقوم المتعلم بالمهمة التعليمية بنفسه أو كجزء من مجموعة.
- يغير التعليم النشط من الفهم المعرفي للطالب، الذي بدوره يؤثر على نموه المعرفي بشكل إيجابي.
- يساعد التعليم النشط في معرفة الطلاب كيف يتعاملون مع أي أناس آخرين مختلفين عنهم في الخلفيات والاتجاهات.
- يساعد على تعليم الطلاب استراتيجيات التعلم الذاتي بملاحظة ومراقبة عمل الآخرين.
استراتيجيات التعليم النشط
إنّ انغماس الطالب في الحفظ والتكرار يؤدّي إلى استخدام المخ بكفاءة أقلّ، وبالتالي يؤدي إلى تدهور العقل وهذا يؤدي إلى إعاقة عملية التعليم، ويتضح ما هو التعليم النشط من استراتيجياته التي تحمل محتوى تفاعلي وتعاوني ومعرفي، ومن هذه الاستراتيجيات الآتي:[٣]
التعلم التعاوني
لِفهم ما هو التعليم النشط يجب فهم التعلم التعاوني فهي من أهم الاستراتيجيات التي يتم استخدامها، ويعرّف التعلم التعاوني بأنه استراتيجية تدريس تتضمن وجود مجموعة صغيرة من الطلاب الذين يعملون معًا بهدف تطوير خبرة تعليمية لكل عضو في المجموعة، وانطلق التعلم التعاوني من رؤية أن الطلاب يشعرون أحيانَا بالعجز أو باليأس وبالإحباط، فعندما تتهيأ لهم الفرصة للعمل ضمن فريق فإن ذلك يزيد من فرص النجاح ويعطي للطلاب الأمل ويجعلهم يشعرون بأنهم أكثر قدرة والتزامًا نحو التعليم، من خلال اهتمام الطلاب ببعضهم البعض، ويعرّف التعلم التعاوني أيضًا بأنه بيئة تعلم صفيّة تتضمن مجموعة صغيرة من الطلاب المتباينين في قدراتهم لتنفيذ مهمة تعليمية بحيث يبدي الطلاب اهتمامًا ببعضهم البعض ويظهرون التزامهم نحو نجاح كل منهم، فالطابع التعاوني مهم جدًا في العملية التعليمية.[٣]
التعلم الفردي
التعلم الذاتي يعد من متطلبات العصر الذي يتسم بسرعة التغيير وتعدد مصادر المعرفة، ويعرّف بأنه أسلوب يعتمد على نشاط المتعلم بمجهوده الذاتي الذي يتوافق مع سرعته وقدراته الخاصة مستخدمًا الكتب وغيرها من الوسائل التعليمية وهو المسؤول عن نتائج تعلمه والقرارات التي يتخذها دون تدخل مباشر من المعلم، فهو يدور بشكل أساسي حول المتعلم كمحور للعملية التعليمية، ويساعد على تنمية شخصية المتعلم وتكاملها، وإعطاء المتعلم الثقة بنفسه وبقدراته في التعلم.[٣]
التعلم بالاكتشاف
حظيت طريقة الاكتشاف باهتمام كبير لما لها من أهمية في تشجيع الطلبة وتدريبهم على التفكير ومهارات البحث وجمع المعلومات، وتعرف بأنها عملية تفكير تتطلب من الفرد إعادة تنظيم المعلومات المخزونة لديه وتكييفها بشكل يمكنه من رؤية علاقات جديدة لم تكن معروفة لديه من قبل، وتساعد هذه الاستراتيجية في تعلم كيفية تتبع الدلائل وتسجيل النتائج وبالتالي التعامل مع المشكلات الجديدة، ويشجع التفكير الناقد فهو يعمل على مستويات عقلية عليا، ويساعد على تنمية الابداع والابتكار.[٣]
عوائق التعليم النشط
إنّ التعليم النشط يتميز بالكثير من الفوائد وكم هائل من الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها مع الطلاب لتحقيق التعلم المطلوب، ولكن على الجانب الآخر يوجد بعض المعيقات التي تحد من فوائد التعليم النشط وتجعل منه إضاعة لوقت الحصص التعليمية ومن هذه العوائق الآتي:[٤]
- عدم حصول المعلمين على التدريب الكافي لفهم ما هو التعليم النشط، حيث إنه يجب على المعلمين التدرب لفترة لا تقل عن سنة في إعداد وتطبيق استراتيجيات التعليم النشط.
- ضيق مساحة الصفوف بحيث لا تتناسب مع الأنشطة التي ستقام، وكثرة أعداد الطلبة التي تؤدي إلى انعدام القدرة على ضبطهم ضمن مجموعات ومتابعتهم في وقت الحصة.
- عدم فهم الطلاب ما هو التعليم النشط، واتكاليتهم على المعلم في طرح المعلومات، مما يؤدي إلى فشل العملية التعلمية بسبب غياب الدافعية لدى المتعلمين.
ما هو التعليم النشط
قد يسمع البعض مصطلح التعليم النسط لأول مرة فيتساءل ما هو التعليم النشط، فيدلّ التعليم النشط إلى اندماج الطلاب بما يتجاوز مجرد المشاهدة والاستماع وكتابة ما يقوله المعلم، بل تتعدى ذلك فالطالب ينفّذ بنفسه المهام مثل الاكتشاف والمعالجة وتطبيق المعلومات، فإن الأساس في التعليم النشط قيام الطلاب بأداء المهمات بأنفسهم، ويتمحور مصطلح التعليم النشط حول عنصرين أساسيين وهما النشاط الذي يكلّف بأدائه الطالب، وانهماك الطالب في التعلم، لذا يجب على المعلم تقديم أنشطة متنوعة يقوم بها الطلاب منفردين أو في مجموعات، ويجب استخدام استراتيجيات تجعل الطلاب منهمكين ومرتبطين أدائيًا وذهنيًا وعاطفيًا في المهام التعليمية، فالتعليم النشط طريقة تعلم تسمح للطلاب بالمشاركة الفاعلة في الأنشطة داخل الغرفة الصفية، بحيث تأخذ الطلاب إلى أبعد من دور الزميل بل عليه أن يمثل دور المعلم الذي يكتشف المادة التعليمية التي تؤدي إلى فهم المنهج المدرسي بدرجة أكبر.[٥]
المراجع
- ↑ أ. نورة الذويخ (2016)، أنماط التعلم، صفحة 2،11. بتصرّف.
- ↑ الإدارة العامة للتدريب والابتعاث (2014)، التعلم النشط، صفحة 18. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث جودت أحمد (2006)، التعلم النشط بين النظرية والتطبيق، عمان: دار الشروق للطباعة والنشر، صفحة 8،30،41. بتصرّف.
- ↑ جودت أحمد (2006)، التعلم النشط بين النظرية والتطبيق، عمن-الأردن: دار الشروق للطبعة والنشر، صفحة 24،25. بتصرّف.
- ↑ الإدارة العامة للتدريب والابتعاث (2014)، التعلم النشط، صفحة 15. بتصرّف.