ما هو التهاب القولون الغشائي الكاذب

كتابة:
ما هو التهاب القولون الغشائي الكاذب

عدوى المطثية العسيرة

يحتوي جسم الإنسان على الملايين من البكتيريا تعيش داخله، فمثلًا الجهاز الهضمي يحتوي على ما يقارب 500-1000 نوع من البكتيريا، وهي ليست ضارّةً كما تعتقد، بل لها فوائد صحية عديدة، منها: تحفيز جهاز المناعة، وإزالة السموم من الجسم، ومنع تكاثر الجراثيم المسببة للأمراض، مثل المطثية العسيرة (clostridium difficile). [١]

وتسبب بكتيريا المطثية العسيرة ظهور أعراض شديدة، إذ إنها من أهم مسببات الإسهال عند البشر، وهي نوع من أنوع البكتيريا اللاهوائية، وعندما تنتقل إلى جسم الإنسان تمنع البكتيريا النافعة من التكاثر، بالتالي تقل فيه أعداد بكتيريا الجهاز الهضمي، وتنمو المطثية العسيرة مهاجمةً غشاء القولون ومسببةً الإسهال، والالتهاب، بالإضافة إلى إفراز السموم المختلفة.[١]


ما أعراض عدوى المطثية العسيرة؟

من أهم أعراض عدوى المطثية العسيرة الإسهال المائي ذو الرائحة الكريهة، الذي يحدث أكثر من 10 مرات خلال اليوم، ويمكن أن تكون الحالة أسوأ، مما يؤدي إلى ظهور الدم في البراز، بالإضافة إلى أعراض أخرى، مثل:[٢]

  • المغص الشديد.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • الجفاف.
  • الغثيان، وفقدان الشهية.
  • انتفاخ البطن.


ما أسباب حدوث عدوى المطثية العسيرة؟

توجد بكتيريا المطثية العسيرة في البيئة، ويمكن أن تنتقل العدوى عند استخدام المراحيض الملوثة ببراز الأشخاص المصابين، أو تناول الأطعمة الملوثة بالبكتيريا، أو استخدام الأواني الملوثة، ثم يبتلعها شخص آخر عن طريق الخطأ، لكن عادةً يصاب الأفراد بهذه العدوى نتيجة تناول المضادات الحيوية؛ إذ إنها تقتل أنواع البكتيريا النافعة والضارة، مما يسبب زيادة احتمالية الإصابة بعدوى المطثية العسيرة، ويكون الشخص أكثر عرضةً للإصابة عند توفّر أحد العوامل الآتية:[٣]

  • أخذ نوعين أو أكثر من المضادات الحيوية في نفس الوقت.
  • تناول المضادات الحيوية مدةً طويلةً، مثلًا أسبوعين.
  • كبار السن في عمر 65 سنةً وأكثر.
  • ضعف جهاز المناعة.
  • الذين غادروا المستشفى حديثًا.
  • الإناث أكثر عرضةً من الذكور.
  • الإصابة السابقة بالعودى تزيد من احتمالية تكرار المرض.


تشخيص عدوى المطثية العسيرة

غالبًا ما يتم تشخيص عدوى المطيثة العسيرة عندما تظهر الأعراض على المريض مع وجود العوامل المسببة للعدوى، ولتأكيد التشخيص يطلب الفحوصات التالية:[٤]

  • فحص البراز: يتم البحث عن المواد السامة التي تفرزها البكتيريا في عينة البراز عن طريق الفحوصات التالية:
    • تفاعل البوليمراز المتسلسل (PCR): للكشف عن الجين B في البراز، وهو اختبار عالي الحساسية والدقة.
    • اختبار نازعة هيدروجين الغلوتامات (GDH) بالتزامن مع اختبار المقايسة المناعية الإنزيمية (EIA) : يستخدم هذا الاختبار في بعض المستشفيات، وهو اختبار حساس يكشف عن وجود العدوى بدقة.
    • المقايسة المناعية للإنزيم (EIA): أسرع أنواع الفحوصات إلا أنه ليس دقيق بما فيه الكفاية، ويمكن أن يعطي نتائج طبيعية بشكل خاطئ.
    • فحص سميّة الخلايا: أكثر الفحوصات حساسية ولكنه ليس متوفر بشكل كبير ويحتاج وقت طويل للحصول على النتائج.
  • فحص القولون: استخدام منظار القولون التشخيصي في البحث عن مناطق الالتهاب والأغشية الكاذبة لتأكيد التشخيص أو نفيه.
  • الفحص بالصور الإشعاعية: تستخدم لتحديد مضاعفات العدوى، مثل: زيادة سماكة جدار القولون، وثقب القولون، سواء أكان باستخدام الأشعة السينية أو التصوير الطبقي.


كيف يتم علاج عدوى المطثية العسيرة؟

أول خطوة من العلاج هي إيقاف المضادات الحيوية التي سببت العدوى، ثم البدء بالعلاج الدوائي أو الجراحي، وذلك كما يأتي:[٤]

  • العلاج بالمضادات الحيوية: التي تمنع البكتيريا المطثية العسيرة من التكاثر، مثل: الفانكوميسين، والفيداكسوميكسين، ويمكن استخدام دواء ميترونيدازول في حالات نادرة عندما لا تتوفر الأدوية الأخرى.
  • العلاج الجراحي: يلجأ إليه الطبيب في الحالات المتطورة، مثل: الألم غير المحتمل، وتضخم القولون، وفشل أحد الأعضاء، إذ تكون إزالة أجزاء من القولون الحل الوحيد.

أما في حال تكرار الإصابة بالعدوى عند بعض الأشخاص نتيجة عدم اكتمال العلاج أو الإصابة بسلالة أخرى من البكتيريا يتم اللجوء إلى علاجات أخرى، منها ما يأتي:[٤]

  • المضادات الحيوية: يجب أن تكون مختلفةً عن المضادات المستخدمة في العدوى الأولى، وهنا غالبًا ما يتم استخدام نوعين من الأدوية.
  • زرع البراز من متبرع (FMT): قد يجد البعض الموضوع غريبًا، لكن يعتقد أنّ نسبة نجاحه تبلغ 85%، وذلك من خلال نقل براز أحد المتبرعين إلى قولون المريض بواسطة المنظار بعد فحص المتبرع وبرازه بدقّة والتأكد من عدم وجود الجراثيم.
  • العلاج بالبروبيوتك: هي كائنات حية من البكتيريا النافعة توجد على شكل كبسولات في الصيدلية، وما زالت الأبحاث قائمةً لدراسة فاعليتها في علاج العدوى ومنعها، كما أنها توجد في بعض الأطعمة بصورة طبيعية، كاللبن، والجبنة، والمخللات.


ما مضاعفات عدوى المطثية العسيرة؟

تؤدي عدوى المطثية العسيرة والالتهاب المصاحب لها إلى حدوث مضاعفات عديدة، منها:[٢]

  • الجفاف: الإسهال المتكرر يؤدي إلى فقدان السوائل والأملاح من الجسم، وفي حال عدم تعويضها تختل وظائف الجسم المختلفة، مما يسبب انخفاض ضغط الدم.
  • الفشل الكلوي: نتيجة عدم معالجة الجفاف.
  • تضخم القولون: هو من المضاعفات نادرة الحدوث لكنه قاتل؛ إذ لا يتمكن القولون من طرد الغازات والفضلات، مما يؤدي إلى انتفاخه وربما انفجاره.
  • الثقب المعوي: يؤدي التضرر الكبير في القولون إلى تكوّن فتحة في جداره، وهو من المضاعفات الخطيرة التي تسبب التهاب الغشاء المبطن للأمعاء.
  • الموت: إذ إن الحالات البسيطة أو المتوسطة يمكن أن تتطور بسرعة مسببةً الموت.


كيف يمكن الوقاية من الإصابة بعدوى المطثية العسيرة؟

يمكن منع انتشار العدوى من خلال اتباع أمور تتعلق بالنظافة الجيدة، مثل:[٥]

  • غسل اليدين بالماء والصابون بانتظام، خاصّةً بعد استخدام دورات المياه، وقبل تناول الطعام.
  • تنظيف الأسطح الملوثة باستمرار.
  • عدم مشاركة المناشف.
  • غسل الملابس الملوثة منفردةً بدرجات حرارة عالية.
  • عند زيارة أحد في المستشفى يجب اتباع التعليمات بعدم أخذ الأطفال، وتعقيم اليدين باستمرار.
  • عدم الخروج من المنزل عند الشعور بأعراض المرض.
  • تعقيم المراحيض قبل الاستخدام.


نصائح للمصاب بالعدوى

لسلامة المريض وضمان شفائه وسلامة من حوله يجب اتباع النصائح الآتية:[٥][٤]

  • إكمال المضاد الحيوي الموصوف من قِبَل الطبيب كاملًا حتى عند الشعور بالتحسّن.
  • شرب كمية كافية من السوائل لتجنّب الجفاف.
  • عدم اللجوء إلى الأدوية المضادة للإسهال؛ لأنّها تمنع خروج البكتيريا من الجسم.
  • غسل اليدين وتنظيف الأسطح باستمرار.
  • أخذ مسكّن الباراسيتامول عند الشعور بالألم.
  • البقاء في المنزل يومين على الأقل من آخر مرّة لحدوث الإسهال.


المراجع

  1. ^ أ ب "Clostridium difficile: An intestinal infection on the rise", health.harvard, Retrieved 29-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "What Is Clostridium Difficile (C. Diff)?", webmd, Retrieved 29-7-2020. Edited.
  3. "C. diff Infections", medlineplus, Retrieved 29-7-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "C. difficile infection", mayoclinic, Retrieved 29-7-2020. Edited.
  5. ^ أ ب "Clostridium difficile", nhs, Retrieved 29-7-2020. Edited.
3556 مشاهدة
للأعلى للسفل
×